تضطر الكثير من الأسر للتضحية بمبالغ كبيرة والحرمان من مأكولات تحبها لتشتري منتجات خالية من الجلوتين، فهل الأمر يستحق؟
سوق المنتجات الخالية من الجلوتين ينمو بسرعة شديدة مع توقعات بوصول حجمه إلى 36 بليون دولار خلال 5 سنوات بحلول عام 2026.
ويمكنك أن تتوقع هذا حين تقرأ في أحد استطلاعات الرأي أن 35-40% من الأمريكان يحاولون الابتعاد تماماً عن أي منتج يحتوي على الجلوتين.
لكن هل هناك أي فوائد صحية متوقعة تيجة هذا التغيير؟
هل هناك دليل طبي أو علمي على أضرار الجلوتين؟ أم أنه مجرد تريند آخر ليس له أساس علمي وعليك ألا تنخدع به وتنساق وراءه؟
عشرات اليوتيوبرز (ومنهم من يدعون أنهم أطباء) و منهم من يسمون أنفسهم خبراء تغذية.. وطبعاً العديد من الكيروبراكتورز (لا تسألني ما معنى الكلمة ولا ما مؤهلات أصحابها)يتحدثون طوال الوقت عن أهمية الحمية الخالية من الجلوتين. ستسمع مئات القصص من نوعية: "بطني ارتاحت تماماً عندما توقفت عن تناول الجلوتين" "تركيزي تضاعف عندما ابتعدت عنه" "بشرتي تحسنت وعدت 10 أعوام أصغر!".
أصبحت هذه هي ثقافة الفئة المتحضرة. طبعاً يمكنك أن تتناول الخبز والقمح والدقيق.. لكن هذا سيكون دليلاً على أنك شخص متخلف ورجعي!
الحسبة بسيطة.. لكي تكون مثقفاً يجب أن تمتنع عن كل مايحتوي على الجلوتين..
وهذا التريند لم يظهر فقط في بلادنا العربية، بل في الحقيقة نحن استوردناه من دول غربية سبقتنا لهذه الموضة منذ أكثر من 10 أعوام!
انتشر مقطع فيديو ظريف لمقدم البرامج الأمريكي جيمي كيميل الذي أرسل فريق التصوير لمكان شهير يمارس فيه الناس رياضة الجري، وكان فريق التصوير يسأل المتريضين إن كانوا يتبعون حمية خالية من الجلوتين.. فتكون الإجابة: طبعاً
وهنا يأتي دور السؤال التالي: وهل تعرف ما هو الجلوتين؟ ولماذا تتجنبه؟
فيكون الرد "لا أعرف!!" ويتكرر الرد مع تكرار السؤال على شخص آخر وآخر وآخر...
فما هو الجلوتين؟ وهل هو فعلاً مضر؟
الجلوتين باختصار هو بروتين من ضمن عدة بروتينات موجودة في تكوين بعض الحبوب مثل القمح والشعير وغيرهم. ويمثل حوالي 10% من حجم حبة القمح مثلاً.
وهو السبب في تآكل بطانية الأمعاء عند المرضى الذين يعانون من مرض سلياك "مرض الزلاقي" وهو مرض يصيب حوالي 1% من البشر وتشخيصه سهل نسبياً عن طريق المنظار أو حتى تحليل الدم.
أيضاً قد يكون الجلوتين هو السبب في بعض اضطرابات الجهاز الهضمي عند نسبة قليلة جداً من الأشخاص الذين لديهم حساسية منه، أما الغالبية العظمى من الناس (تقترب من 98%) فلا يؤثر الجلوتين عليهم بأي شكل كان!
لهذا فالإجابة المختصرة على سؤال: هل يجب أن تبتعد عن الجلوتين. هي لا! (إلا في حالة تشخيصك بواسطة طبيب متخصص بأن لديك مرض سيلياك أو حساسية الجلوتين)
وجدير بالذكر هنا أنه في حالة تشخيص مريض بمرض سيلياك فإن أقل كميات من الجلوتين يتعرض لها تتسبب في تدمير بطانة الأمعاء لديه.
فمن الخرافات المنتشرة أن تسمع من مريض سيلياك أن: "قليلاً من الجلوتين لن يضر كثيراً!" وهذا خطأ بالطبع كما اتضح.
أيضاً من الخرافات والمعلومات الطبية المغلوطة المنتشرة أن "أكل الطعام المحتوي على جلوتين يسبب مرض سلياك"
وهذا خطأ آخر شهير.. إن مرض سيلياك هو مرض يحدث فقط للأشخاص الذين لديهم خلل في جيناتهم تعرضهم لهذا المرض، وهو لا يصيب الأشخاص الطبيعيين لمجرد أنهم تناولوا منتجات تحتوي على الجلوتن بكثرة!
أيضاً ستسمع (أو تقرأ) أن"الجلوتين يزيد الوزن وينصح بالابتعاد عنه إذا كنت تريد نزول وزنك!"
وهذا طبعاً خطأ آخر لا صحة له على الإطلاق!
لقد حاولت في هذه المدونة أن ألخص أهم ما يجب أن تعرفه عن هذه الخرافة المنتشرة والتي تكلف الكثير من الأسر إنفاق مبالغ كبيرة في منتجات لا فائدة من ورائها، بل بالعكس فإنها في أغلب الأحيان تكون ناقصة في القيمة الغذائية و لا تحتوي على الفيتامينات المطلوبة، وكل هذا يكون سعياً في الوصول إلى الهدف الكاذب "حمية خالية من الجلوتين"
يمكنك مشاهدة المزيد من التفاصيل والمعلومات الممتعة في هذا الفيديو الذي قمت بنشره منذ مدة قصيرة، وستجد به أيضاً أهم الفقرات التي صورها فريق جيمي كيميل.. أظن أنه فيديو يستحق المشاهدة:
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
https://www.neurovisit.com/2021/12/blog-post.html
هذا مقالي عن نفس الموضوع وهو الخدمات المنزلية لمرضي المخ و الاعصاب
يمكن التعاون ونشر ذلك بكوقع سيادتكم و الاشارة لسيادتكم ايضا بالموقع الخاص بي