في رثاء من ترك خلفه الغمزة والولد: منح الحب مجاناً ويرحل في يومه

في بداية الأمر، ظننت الخبر إشاعة مغرضة تنوي أن تبلبل علينا أفكارنا ووعينا، ظننتها خبراً كاذباً فهذا الفضاء الافتراضي القاسي مليئ بالكذب والترهات والإشاعات المغرضة الساعية فقط لنيل أكبر عدد من الإعجابات والمتابعين.

ثم كانت الصاعقة..

رحيلك صاعقة..

من لهذا الوطن المكلوم المنهوب المسروق في وضح الشمس إن ظللتم تترجلون عن خيله واحدًا واحدًا ؟

من نحن يا أنتم لنقول لكم ما نقول لكم؟

اعتدنا أن تقولوا أنتم ونصفق نحن..

اعتدنا أن تأكلوا عنا عصي الجلاد وصفاقته ووقاحته.. وعنجهيته وغبنه ومكره وسفالته..

جلادنا هو اتحاد الكثير من الجلادين معاً، وأنتم يا أحناف القضية، ترحلون تباعاً. فلمن تتركوننا؟؟

أترحل ونحن نصفع والصفعات تباعاً لا راحة فيها ولا فسحة لشهيق؟ زفيرنا دم وشهيقنا دمع وأنت ترحل لنحبس النفس؟

هل رحلت لأنك مثلنا ما عدت تحتمل؟ غصة فوق أخرى مثل مدمن السجائر يشعل عودًا من عود فيختنق بدخانه ويسعل ويرحل؟

إلى أين ونحن بحاجة كل صوت أبي؟ إلى أين ونحن نتطلع إليك بصمت العاجز ننتظر منك أن تعيننا على احتمال ما يأتي بما ستكتبه لنا يرشدنا ولو من بعيد، ولو بالتلميح.

رحلت تترك لنا كتباً بحجم هم هذا الوطن، ربما كانت من قلة الكتب التي استطاعت بجرأتها أن تجرد لنا الحقيقة وتعريها ونعرف انه وبعد ان كتبتها على تفاصيل مر عليها ثلاثة عقود، لم يتغير شيء إلا للأسوأ!

أذكر لما قرأت روايتك "رأيت رام الله"... كيف هزتني هزاً فأنهيتها في ليلة واحدة وأصبحت الرديفة لأي هدية أقدمها لأي أحد لسنين عديدة، كيف قتلني فيها فصل "عمو بابا" تلك الكلمة التي أراهن أن كل من أجبره الاحتلال على الانفصال عن عائلته إما قالها او سمعها: أنا قلتها لأبي وهو سمعها.

يا من كتبت بدمع قلبك "ولدت هناك ولدت هنا"... كيف ترحل وتتركها لا تلوي على شيء؟ كيف تتركنا وحيدين لا أباً يرسم الحكاية معنا...

أما وقد رحلت.. فلا عزاء لنا..

لا عزاء لهذا الوطن..

لا عزاء لفلسطين..

وكل ما أرجوه أن تكون قصيدتك "لا بأس" قد اعطتك حقاً كما أعطيتها حقها..

يكفي أننا، كلنا، مقصرون. فلتكتمل وتتدثر بشعرك...

إلى جنان الله وقربه.. وحضن رضواك وحجرها... فلربما كان رحيلك مخططاً له، من حبك لها آثرت أن تلقاها في يوم يحتفي أهل الأرض بيوم الحب



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ضحى الوزني

تدوينات ذات صلة