مع أن البودكاست ليس أقل أهمية من أي وسيلة أخرى، إلا أنه لم يحظ بأهميته بعد في منطقتنا، فماذا نعرف عنه؟

يصادف 30 أيلول/سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للبودكاست، وهي إحدى أدوات التدوين الصوتي التي لازالت قيد النمو في البلاد العربية، وليس لها ذلك الرواج الكبير مقابل التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وسناب تشات وغيرها.

والبودكاست هو باختصار برنامج إذاعي مسجل يتم تحميله على الإنترنت عبر مواقع معينة، وبدأ انتشاره عام 2004 عندما طرحت شركة Apple أول جهاز iPod، حيث كان بإمكان من يشتري الجهاز تحميل البرامج الإذاعية المحببة لهم والمتوفرة على الإنترنت وبصيغة mp3 والاستماع إليها في أي وقت وأي مكان، ومن ثم اعتمد عدد من الأكاديميين والباحثين والكتاب البودكاست وأنشؤوا قنوات خاصة بهم يبثون عبرها تدويناتهم الصوتية عن المواضيع التي تهمهم، وأذكر أثناء دراستي في جامعة تورونتو كان البودكاست من أهم القنوات التي نحصل فيها على معلومات إضافية من أساتذتنا، خاصة أن بعض الأكاديميين في الجامعة اعتمدوها لتكون ندوة مسجلة وليست فقط تدوينة صوتية.

ولكن وللأسف في عالمنا العربي لم تأخذ التدوينات الصوتية حقها بعد، فحسب موقع البودكاست العربي، فإن عدد قنوات البودكاست في العالم العربي تبلغ نحو 945 قناة ويسجل تاريخ بدايتها عام 2006 بقناة واحدة، في حين ظلت الأرقام تتراوح لأقل من ثلاثة قنوات سنوياً حتى العام 2014 حيث بدأت أعداد قنوات البودكاست تزداد ليسجل العام 2020 حتى لحظة كتابة المقال انطلاق أكثر من 280 قناة وهو زيادة نسبية تسجل لهذا العام مقارنة بالعام 2019 الذي بلغ عدد قنوات البودكاست فيه 238، في حين يبلغ عدد البرامج النشطة 411 برنامج وعدد الحلقات الإجمالية المرفوعة يبلغ نحو 24 ألف حلقة.

وحسب الإحصائيات المتوفرة على الموقع، فإن الحصة الأكبر في البودكاست تذهب للبرامج الاجتماعية والحوارية يليها التعليم والثقافة، يليها البرامج الشخصية، وعلى الرغم من أننا نمتلك تاريخا شفهيا ضخماً وخاصة فيما يتعلق بإبراز قضايانا المفصلية مثل القضية الفلسطينية فإننا لا نجد لها مكاناً خاصاً على منصات البودكاست، مع أن العمل عليها سهل خاصة وأنها لا تحتاج لخامة صوت معينة أو أن تتواجد على منصة دون أخرى، فأي شخص يستطيع أن ينشيء مدونته الصوتية ويضيف عليها محتوى صوتيا يشاركه مع غيره ويبني لنفسه جمهوراً كبيراً من المستمعين ويبني الإشعارات الخاصة بها وذلك لأن البودكاست يستعين بنظام RSS الذي يرسل إشعارات للمشاركين عند رفع بودكاست جديد.

وللحق فإن هناك محاولات جيدة جداً برزت في الآونة الأخيرة لنشر البودكاست في المنطقة، مثل بودكاست ركوة قهوة التابع لدكان ميديا، كما أن القنوات الإخبارية قد انتبهت لأهمية البودكاست وجعلت له منصة خاصة على صفحاتها مثل الجزيرة وسكاي نيوز عربية، في حين قام بعض المؤثرين على منصة يوتيوب بنشر فيديوهات لأنفسهم وهم يسجلون البودكاست الخاص بهم، وكان أسلوبا جديداً من بعض القنوات ولاقت رواجاً كبيراً.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ضحى يا ضحى .. الشخصية المرحة المليئة بالطاقة والأمل شكراً الك على هكذا مقال لتوضيح موضوع مهم ومُهمل في الوطن العربي .. ربي يعلي مراتبك ويجزيكي كل الخير

شكراً جزيلاً أيهم.. بعض ما عندكم..

أبدعتي ضحى ، تدوينة ممتازة وشرح وافي 👌
كل التوفيق

إقرأ المزيد من تدوينات ضحى الوزني

تدوينات ذات صلة