جرّب ولو لمرة ان تنظر لمن حولك بقرب معظمهم يحملون ملامح هشة ..للغاية
كم أخذت مني هذه الأيام وكم أعطتني .. كم تغيرت بعيني وبأفكاري وأولوياتي واحلامي ومخططاتي
درسان مهمان جدا أعطتني اياهما هذه الايام .. الاول
انه صدق من قال أن دوام الحال من المحال وأن ديمومة الاشياء كذبة زائفة منمقة وأن المرء منا يعيش جُلّ يومه برحمة من الله وعين الله دوما ترعاه
والثاني انني اصبحت أقدر ابسط النعم وأصغرها التي اعتدت أن أراها اكثر امورا عادية ،ثمة أمور عدة اعتقدناها دوما سطحية باردة وعند غيابها صارت قيمتها أعظم ولذتها أكبر
كمرور يوم عادي هادئ بلا منغصات او مشاكل اوالخروج بجولة قصيرة بالسيارة بصحبة قهوة الطريق وعلى انغام أغنيتك المفضلة مثلا ..
في السابق كنت كلما اشتقت لأمي أذهب مسرعة لموقع الحجوزات أنتقي تذكرتي بكل حب وشغف لأسرق يومين من الشهر مع قلبها.. أعود لغرفتي الصغيرة البسيطة وأشيائي القديمة وغطاء سريري الطفولي الرائع ووجه أمي ويداها الجميلتان المنمشتان اللتان أعياهما تعب الحياة
وأن ابدأ يومي مع احاديثها الهادئة المفعمة بالحكمة ومحاولاتها المتعددة لبث السعادة في قلبي ..ومنح همومي القليل من الغفوة
في هذه الايام عادة احاول ملئ يومي بالانشغال الزائد حتى عن الحد حتى لا يتعبني اشتياقي أكثر
انا لست من رواد الاتصالات الطويلة المملة ولا تروقني مكالمات الفيديو ولا حتى دردشات الرسائل انا انتمي للفئة التي تهوى القرب أكثر وتقرأ لغة العين عن كثب
ان المرارات بشكل عام لا يقارن بعضها ببعض وان الم الشوكة في قدم احدهم يساوي الم الف رصاصة في رأس اخر
ربما علي أن أجرب مواجهة مصاعب جديدة هذا العام مع إعادة تشغيل للأيام التي كان شعوري فيها فوق الغيم آنذاك ..
بقلمي : دانه العلي
التعليقات
اسلوب سلس جميل