مرضى السرطان: بين التشخيص الأولي و الحاجة إال الدعم المعنوي.



مرض السرطان أو كما يُطلق عليه "المرض الخبيث"، حسب الإحصائيات المقدمة من منظمة الصحة العالمية يعتبر ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم وقد حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم.

فَمِن الأعراض إلى التشخيص الحقيقي إلى العلاج يمر المصابون من حالات عدم التَّقبل للمرض، و يكونون في أقصى حالات الإنكار و بحاجة إلى الدعم المعنوي من الأسرة و الأطباء و الأشخاص المحيطون بهم.


إن أول سؤال يطرحه المرضى الذين يتم تشخيصهم بهذا المرض على الطبيب هو "هل سأموت قريبا؟"، و يلاحظ لديهم تخوف و عدم تقبل للمرض منذ بداية ظهور الأعراض إلى التشخيص الأولي -أحيانا حتى في مرحلة العلاج-، و يرجع ذلك إلى عدم امتلاكهم معلومات كافية عن المرض و طريقة العلاج، أو قلقهم عن حياتهم و مستقبلهم بعد إصابتهم.


و من الأعراض الشائعة ما يلي:

- تعب.

- ارتفاع درجة الحرارة.

- ظهور كتلة أو تضخّم يمكن تحسسها تحت الجلد.

- ألم.

- تغيّرات في وزن الجسم، تشمل ارتفاعا أو انخفاضا.

- تغيّرات على سطح الجلد، مثل ظهور اللون الأصفر، مناطق قاتمة اللون أو بقع حمراء في الجلد.

- تغييرات في أنماط عمل الأمعاء أو المثانة.

- سعال مستمر.

و لكن وجود هذه الأعراض لا يعني قطعا الإصابة بالسرطان (قد تشترك هذه الأعراض مع أمراض أخرى).


و لكن متى نزور الطبيب؟

إذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة، أو كان لديك تخوف ناقش هذه التخوفات مع طبيبك.


الفحوصات الأولية لمرضى السرطان:

تتضمن الفحوصات الأولية الإجراءات التالية -قد تختلف الإجراءات حسب قرارات الطبيب و المصاب-:


الفحص البدني: قد يلمس الطبيب مناطق في جسمك للبحث عن كتل قد تشير لإصابتك بورم.


الاختبارات المعملية: قد تساعد اختبارات المختبر، مثل اختبارات الدم والبول الطبيب في تحديد الشذوذ الذي يمكن أن ينتج عنه سرطان.


اختبارات التصوير: تسمح اختبارات التصوير للطبيب بفحص العظام والأجهزة الداخلية بطريقة غير غزوية.


الخزعة: في أثناء إجراء الخزعة، يجمع الطبيب عينة من الخلايا لاختبارها في المختبر؛ يعتمد إجراء الخزعة على نوع السرطان وموقعه. في معظم الحالات، تكون الخزعة هي الطريقة الوحيدة لتشخيص السرطان بشكل قاطع.


و تختلف هذه الإجراءات حسب نوع السرطان، و يمكن للمريض مناقشة إجراءات العلاج مع طبيبه.


تعتبر إجراءات الفحص الأولي من أصعب المراحل التي يمر بها المريض من الجانب النفسي (بالإضافة إلى الألم الجسدي طوال مرحلة المرض). و يعاني المرضى في المراحل الأولى للتشخيص من الحزن، الاكتئاب، الوحدة، الغضب و الإنكار وصولا إلى التقبل - تتفاوت الدرجات حسب حالة المريض و شخصيته- ؛ و لهذا يكون في أشد الحاجة للدعم النفسي و المساعدة من قبل المحيطين به.


خطوات تقديم الدعم النفسي:

هذه بعض الخطوات التي يمكن لمقدمي الرعاية أو الذين لديهم مصابون بالمرض من حولهم إتباعها، للحرص على تقديم أكبر قدر من المساعدة و الدعم، طبعا تختلف هذه الخطوات حسب حاجات المريض:


1- تحدث عن أشياء أخرى غير مرض السرطان، لأن الإصابة بهذا المرض لا يعني فقدان الاهتمام بفريقك الرياضي المفضل أو برنامجك التلفزيوني المفضل.

2- استمع إلى مخاوف الآخرين المتعلقة بالمرض، والآثار الجانبية، والشؤون المالية والمستقبل.

3- حاول فهم مشاعر المرضى وتوقعاتهم.

4- كن قريباً من المريض وضع يدك في يده وأظهر له أنك تهتم لأمره.

5- كن على اطلاع ودراية بالمعلومات الخاصة بمرض السرطان وعلاجه، لأن هذا سوف يساعدك على فهم ما يواجهه المريض، ولكن كن حذراً بشأن تقديم النصيحة.

6- كن قريباً من المريض، لأنه سيشعر بالوحدة وسيعرف مدى اهتمامك به.

7- حاول أن تقدم مساعدة عملية مثل أخذ الأطفال إلى المدرسة، أو إعداد الوجبات، أو المساعدة في الأشياء التي يقوم بها المريض حول منزله.

8- أعط المريض الفرصة ليقوم ببعض الأشياء بنفسه، لأنه ربما يقدر الفرصة التي تجعله مفيداً.

9- أشرك الآخرين، وأطلب المساعدة من الخدمات المتوفرة لمعاونتك.

10- اعتني بنفسك، وأعط نفسك الفرصة لأخذ قسطاً من الراحة، فأنت بحاجة إلى الاعتناء بصحتك إذا كنت ستقوم بدور الداعم.


إن نفسية مريض السرطان تؤثر على محاربته للمرض، لذا فإنه من المهم المحافظة على إيجابيته و رفع معنوياته. و لا تستهن أبدا بدورك كمقدم رعاية أو مساند لمريض سرطان، في تقديم الدعم الذي يحتاجه.


bouchra raache

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات bouchra raache

تدوينات ذات صلة