هل نحن جشعين ام طموحين ؟ و متى نتوقف عن الطموح؟ من يحدد سقف طموحاتنا؟

من يحدد سقف طموحنا؟

نشتري سيارة و نحلم بأخرى أفضل منها، نمتلك بيت و نريد واحد أكبر منه، نشتري كتاب و نسعى لامتلاك مكتبة، نحصل على معدل مرتفع من بين الأوائل و لكن نريد المرتبة الأولى. متى سنتوقف عن طلب الأشياء؟ هل نحن طموحين أم جشعين؟، هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا.

الحقيقة أن الطموح شيء جميل جدا، به نحيا و نأمل، نكبر و نتطور، نتغير و نصل إلى أعلى المراتب، و يمدنا بالقوة لتحقيق أسمى أهدافنا.

و لكن ما وصلت إليه مجتمعاتنا من صورة عن الكمال، جعلت طموحاتنا و أحلامنا تكاد تكون متشابهة، كصورة تم رسمها للنجاح و يجب علينا جميعا الوصول إليها. و إلا أصبحنا غير ناجحين، البيت المثالي ، السيارة المناسبة ، و صاحب حساب الانستغرام ذو العدد الأكبر من المتابعين، و الركض وراء آخر صيحات الموضة ذات الأسعار التي تصل إلى سقف السماء . كلها مظاهر لما يجب أن يبدوا عليه الإنسان النجاح و السعيد. فمتى تشابهت لائحات طموحاتنا حتى أصبحت كلائحة تسوق يجب على الجميع أن يشتريها؟.


تعريف الطموح:


يعرف لغة ب: الأمر العالي الذي يسعى الإنسان إلى بلوغه، و يعرف اصطلاحا بأنه هدف ذو مستوى محدد يتطلع الشخص إلى تحقيقه و إنجازه.

فحسب هذا التعريف فإن الطموح شيء خاص يتعلق بكل فرد منا على حدة، و لهذا فإن سقف طموح و أحلام كل شخص يحدده هو فقط، و ليقوم بذلك يحتاج أن يمتلك تعريف واضح للنجاح ، خاص به هو، كما يتناسب مع قناعاته و مبادئه.

يقول أنطوان دو سانت إكزوبيري الكاتب الفرنسي الشهير:" هدف بلا خطة ، لا يزيد عن كونه مجرد أمنية "

يقول أنطوان دو سانت إكزوبيري الكاتب الفرنسي الشهير:" هدف بلا خطة ، لا يزيد عن كونه مجرد أمنية "، لذل فإن الوصول للنجاح يحتاج للتخطيط الجيد ، و كلما خطط الإنسان بدقة زادت نسبة وصوله إلى الهدف المرجو، و لكن أهم شيء أن تكون أهدافنا واضحة و مصممة من أجلنا، بمعنى أن لا نختار أهداف عشوائية، و لكن ننظر إلى وضعنا الحالي و نضع تقييم لحياتنا، ما مدى رضانا عن وضعنا الحالي؟ مستوانا التعليمي أو المهني؟ علاقاتنا بربنا و بالناس من حولنا؟


ضع معايير للنجاح خاصة بك:


و في محاولة لتقييم وضعنا نحتاج إلى معايير محددة، هذه المعايير هي التي تحول بيننا و بين أن نكون جشعين نسعى لامتلاك كل شيء. معايير تتعلق بقناعاتنا الشخصية و تصوراتنا، تصوراتنا عن العلاقة الناجحة، عن الوظيفة المناسبة لنا، و عن البيت المناسب لنا. و هكذا حتى نبتعد عن الصورة النمطية للنجاح التي يتم تداولها، و التي قد تناسب البعض و لكن أكيد لن تناسب الجميع.

كما أنه من المهم ألا نختار الطريق المغاير للصورة السائدة فقط لأننا نريد أن نعاكس الآخرين. بدل ذلك علينا أن نأخذ منه ما يرضي طموحنا الشخصي.


فالطموح الشخصي يتعلق بقناعاتنا ، و هذه القناعات تتعلق بشخصياتنا، يعني هي تراكمات للكثير من الأشياء، من أهلنا إلى الظروف المحيطة بنا إلى تجاربنا الخاصة. فكخطوة لرسم صورتنا عن النجاح ، علينا أن نحاول بناء قناعات قوية، و أن نساعد في نشر ثقافة الاختلاف ، كما نحاول تعليم أولادنا مسؤولية الاختيار و عدم التأثر باختيارات الآخرين.


و في الأخير، و في إتباعك لطريق النجاح الذي اخترته تذكر أن جوهر الحياة ليس العمل الجاد من أجل تكديس الأشياء، بل هو استهلاك هذه الأشياء مع من نحب، و الاستمتاع بأوقات الفراغ.


bouchra raache

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حلو كتيرر 💕❤

إقرأ المزيد من تدوينات bouchra raache

تدوينات ذات صلة