إنك لم تعزم على القيام, ولو عزمت لقمت! _ علي الطنطاوي


ها أنذا; أُبصر عصفورًا صغيرًا أو لعله طائرٌ متوسطٌ, أحسبه أحد الجوارح!

لا أعرف, ولن تفيدَ حقيقة الأمر, فمن الأسفل_ نعم من هنا من مكاني هذا_ أبدًا لا استطيع أن أجزم بحقيقة الأشياء .

لنظنه يمامةً جدلًا على أن هذا موسم الهجرة وليس البديهي أن يهاجر اليمام! حسنا حسنًا ,لنسميه "الطائر الصغير" هل أسميته صغيرا تهاونًا مني به؟

بلا كثرة استطراد ,ها هو يطير ولكن الطقس لا يسعفه, الجو ساخن ولكن الهواء لا يرحم!

أراه محملًا بالتراب ونعيق الغربان وبعض الصراخ من بعيد.

حسنا هذا الصباح وإنها السابعة فلا أحد ينكر أن به ريح الصباح, وللصباح رائحة لا يغطيها الترابُ ولا غيره, أيضا به بعضٍ من يود البحر, ولكن طائرنا الصغير لا يهمه كل هذا!

يطير لأعلى ولأسفل يعود للوراء ومن ثم يتقدم, راهنت مرة على سقوطه ولكن لم يسقط!

كنت أرغب بأن أكون طائرًا حتى ألمس السحاب وأرى هل فعلًا محض الخيال نَصَّ على أن السحاب وسادة من القطن أم أنه بالحقيقة يشبه ذلك!

سيظل حلمي أن المس السحاب صدقا, ولكن هذا ليس موضع سرد الأحلام!

وددت أن أكون طائرا لأعرف الديناميكية التي يحلقون بها وهل فعلا لا يسقطون غالبًا أمام الريح بسبب شيء في هذه الديناميكية أم إنها فقط العزيمة وأنهم لا يريدون لقاء حتفهم مبكرا؟

كنت أدرس النحو هذا الصباح و تسائلتُ: لماذا نسكِّن أواخر الكلمات؟ هل لأننا نلمس السُكنَ عندما نبوح أم فقط اعتدنا ألا نمر بالأصعب و ألا نُعمِل العقل؟!

عندما سيسقط الطائر, سيسكن! هل نحن العرب سقطنا فسكّنَّا وسكنَّا فانتكسنا ؟!

هل هو طائر من أرضنا أم فقط يمر مرور الكرام من سمائنا ولا يرضيه أن يموت في أرض ليست بأرضه ولا غايته!

تخيل أن تموت في مكان لم يزورك أصلا في مخيلتك, مكان غريبٌ عن وجهتك, ليس بالبداية ولا النهاية ولا نقطة على خط سيرك, مجرد جرفتك إليه الريح, وأثناء صراعك لتعود إلى المسار الصحيح ;تموت!

مبارك!

مُتَّ.

في أرض غريبة عنكَ.

غريبٌ عنها.

لا تعرف فيها أحدا.

ولن يعرفك فيها أحد,

بل ولن يجدك فيها احد!

مبارك !

مت مجهولا!

كل الموت واحد, ولكنها طريقةٌ لا يرضاها أحد ,فلعل الطيور أيضا لا ترضاها ;فتحارب.

كما نحارب!

وكما تحاربنا الرياح!

لا أعرف كيف نسجت مخيلتي من ذاك الطائر محارب ساموراي يربط عصابة على رأسه ويبارز الريح!

هل سيربح؟

هل سيفشل؟

"إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " الكهف,30


هنا أغلقت دفاتري _التي إلتهيتُ عنها_ عندما اشتكت جيوبي الأنفية ,عدت أدراجي وأنا أتسائل :هل سيفوز محاربي الصغير؟


الأمر خطه القلم! الأمر متروك لرب السماء!

ولكن لن يستسلم .

كما سأفعل أنا!


إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ *** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ***وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر



هاجر عيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عااااش جداا ي چوري..⚡

إقرأ المزيد من تدوينات هاجر عيد

تدوينات ذات صلة