ذه القصة القصيرة لو تمعنا بها سنجدها عادية ولكنها لو قسناها على الزواج سنجد ما يسمى بالشق الثاني أو النوع الثاني وهو الشراكة

الزواج شركة أم شراكة؟!

قبل أن أتزوج كنت أرى الزواج الصنف الأول وهو الشركة وقائم عليها الزوج الذي كل الأمر بيده، وهو الأمر والناهي والقائم والمتخذ لكل شيء، وكانت هذه الفكرة تزعجني، لماذا يتمثل الزواج في المجتمع بهذهِ الصورة والتي هي لو أسقطتها جيدًا لوجدتها كالعبودية الزوج المالك، والزوجة المملوك، وهذا ما رأيته للأسف في مجتمعي لكي لا يقفز أحد منكم ويحاول دحض كلامي فهذا ما رأيت وربما تكونوا رأيتهم أفضل مما رأيت؛ رأيت بأن الزوجة عبدة مملوكة، عليها القيام والخدمة على طاعة الزوج وأهله، وأصدقاءه، وكل من يدخل، حيث في بعض المناطق رأيت بأن الزوجة لا تأكل مع الزوج والأطفال والضيوف لأنها عبدة مملوكة والعبدة تأكل بعد المالك، وأقرفني هذا التصرف الموقف حدث معي في زيارة ما لمنطقة ما في بلديّ، في مجتمعي القريب كانت المرأة أغلبهنّ تأكل مع الزوج والضيف ولكنها تعامل كالأثاث الصامت بدون أن تتحدث ويأخذ برأيها، وهذا ما كان في رأسي عن الزواج، أي كل عقد زواج هو عقد عبودية زائد خدمة يدفع الزوج مقابلها مهر معين ليستمتع طوال حياته، بينما تلعن هي حياتها .

هذا الشق الأول، وهو حقيقي ومنافي للإسلام الذي عزز المرأة ومكانتها، والذي أخذ برأيها وشاورها.

الشق الثاني اكتشفته عندما تزوجت، وخطر في بالي أن أكتب هذا المقال عندما أصبت بالزكام، بعد يوم تعزيل طويل، كنا أنا وزوجي نعزل المطبخ، وأصبتُ بالتعب فقال لي أجلسي وأنا سوف أقوم بأغلب المهام الكبيرة، وفعلًا فعلها كلها، وأنا كنت أساعده قليلًا فقط، هنا قفوا وتخيلوا كمية الليّن والرقيّ في هذا التصرف، أجلسي وقام بعملي كله وصنع لي الغداء، وشراب الزنجبيل الذي ترونه، وأعطاني الدواء، وبقيّ واقفًا على قديمه يعمل لساعات طويلة قاربت الست ساعات، حيث قلت له لقد هلكت أترك الباقي أفعله أنا غدًا، فقال أنتِ منهكة وأنا سأفعلها.

هذه القصة القصيرة لو تمعنا بها سنجدها عادية ولكنها لو قسناها على الزواج سنجد ما يسمى بالشق الثاني أو النوع الثاني وهو الشراكة الزواج الحق الذي وصى بهِ الله ورسولهُ الكريم، حيث الرسول وهو أفضل الخلق كان يساعد زوجاتهِ يأخذ برأيهن يرعاهن، كيف لا وهو راعيّ الأمة، والأقربون أولى بالمعروف وهنَّ زوجاته، هذا هو الزواج الذي كنتُ أريده والحمد لله إنني حصلت عليه، زوج محب شريك حياة نتناقش نتسامر نطبخ نتخذ القرارات نفعل كل شيء سويًا، دون أن يشعر أحد الطرف الآخر بأنهُ أقل منه، وبأنهُ المتحكم صاحب القرار، فالرجولة هي أن تنزل لعقلها وتناقشها بهِ، وليس أن تقول لها أنتِ ناقصة عقل، هذا الزواج في الإسلام.

#بيداء_الصالح


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أسعدكما الله وحفظكما وأدام بينكما الودّ والرحمة والحبّ 🤍🕊
مقال ملهم 🤍🕊

إقرأ المزيد من تدوينات بيداء الصالح العبد

تدوينات ذات صلة