هناك احدٌ ما ينتظر اليوم الذي تكتشف العجوز فيه ان هذا كله هواء وفراغ!
عجوزاً بنت منزلاً…..
بَنَت منزلا بأسقفٍ جميلة جداً، لكنّه بلا جذور
هي عجوز مدوّرة الجسد، لها عينان مُعتمتان، لا تسكنهما ايُّ رحمة، ووجهها هو الشيء الوحيد الذي يبتسم فيها
شعرها الفضّي يصلُ إلى اذنيها، ومن الجانبين ملأه الهواء فانتفخ
تُخفي داخله العاباً ومصائد وكلماتٍ رؤوسها مُدبّبة
يحبها الجميع، لا أحد يكرهُها سوى نَفْسها
اتخذت بيتاً اضاءَت اسقُفَه وجعلت من أساسِه جحيماً
بَنَتْ فيه ابوابا للأمل وجعلت مفاتيحه تحت قدميها
ثمّ اتخذت خمسةَ ابناء
هارِب ومُتلاعب وكلب ومجنونٌ ومُرتاب
هذه حقاً أسماؤهم!
جميعهم أكَلوا من الطبق ذاته
بعضهم ما زال يأكل من ذلك الطبق
ويجلسون في قبضة يدها
هي تقبض يدها وتبسطها عند الحاجة
أحدهم تدلى من بين اثنين من اصابعها
قد يكون هارب
قبضة يدِها تصغر وتكبر عند الحاجة
ترتدي ثياباً من الطيبة
وترتدي ايضا ثيابا من الحزن والتضحية
وتَحمِلُ في جيبها نَظَرات المحبة، ترتديها في عينيها عند الحاجة !
تظن انها تملك المنزل والأرض وأولادها
هُم يظنون ذلك أيضا
هناك احدٌ ما ينتظر اليوم الذي تكتشف العجوز فيه ان هذا كله هواء وفراغ!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات