العميد انور الطراونة/ مدير ادارة مكافحة المخدرات



نصائح حول أنماط التوعية من أخطار المخدرات داخل الأسرة والمؤسسات التربوية كيفية التحدث عن أخطار آفة المخدرات:

1. على الأهل أو المربين أن يختاروا طريقة طرح تتناسب مع الفئة العمرية خاصةً لأنّ هذا الجانب سلاح ذو حدين؛ فلا يجب التحدث عن طرق التعاطي أمام جميع الفئات العمرية.

2. أن يتم التحدث عن أضرار المخدرات بالطرق القصصية، مثل أنه سمع عن شخص تعاطى المخدرات وتوفّي بسبب الجرعة الزائدة جراء التعاطي، أو جراء قيامه بتجربة المخدرات لأول مرة.

3. ربط أضرار المخدرات بالجرائم الأخرى وخاصة الأخلاقية التي تسببها، والإشارة الى التحريم الشرعي.

4.عدم التحدث عن موضوع المخدرات بشكل دائم ومستمر، وأن يكون الحديث بأوقات متباعدة أو عند الحاجة، وذلك بالنسبة لأولياء الأمور حتى لا يصبح الأمر ملفتاً للنظر خاصة لمرحلة المراهقة.

5. بالنسبة للتربويين فيكون الحديث ضمن خطة ممنهجة ومعدّة مسبقاً، وتتناسب مع الفئات العمرية المختلفة.


نصائح للمرشدين والمربين حول كيفية الاكتشاف المبكر للمدمن في الأسرة أو ضمن الإطار التربوي:

هنا سنركز على المظاهر السلوكية للمدمن لأنها تظهر بشكل مبكر، بخلاف الأعراض الجسدية التي تتأخر أحياناً في الظهور في بعض المواد المخدرة، فملاحظة المظاهر الجسدية لا يعد اكتشافاً مبكراً بل متأخراً للتعاطي، ويُلاحظ غالباً أن معظم المظاهر السلوكية تكون مفاجئة، ولم تظهر كسلوكيات على الفرد بالسابق، و من هذه المظاهر:ـ

1. يصبح الفرد انطوائياً منعزلاً؛ أي متمركزاً حول الذات، وقليل الكلام فهو يخشى أن يُكشف أمره كما يظهر عدم المشاركة في الشعبة الصفية والفعاليات المدرسية بشكل مفاجئ، بالتزامن مع انخفاض مستواه الأكاديمي، وتكرار هذه الخصائص في معظم الدروس .

2. اضطراب مفاجئ في عادات النوم مثل السهر المتواصل "الأرق"، أو النوم المتواصل ويرتبط ذلك بطبيعة المادة التي يتعاطاها.

3. اضطراب مفاجئ في عادات الطعام وذلك يرتبط بالجانب النفسي، خاصة أن المدمن دائم القلق ومتوتر، وقد لا يشكل الطعام مثيراً لاستجابته، أو قد يشكل مثيراً زائداً له.

4. الغياب المفاجئ عن المدرسة واختلاق الأعذار غير المبررة .

5. عدم الاهتمام بالأعمال اليومية، مثل: العمل، والدراسة، ومشاركة الأسرة بالجلوس على الطعام والتلفاز، والإقلاع عن المشاركات الاجتماعية، وإهمال المظهر الشخصي، وعدم الاهتمام بالهوايات الخاصة به.

6. الكذب واختلاق الأعذار، والخروج المفاجئ من المنزل بأوقات غير اعتيادية ليبحث عن الجرعة.

7. التغير المفاجئ بالأصدقاء؛ حيث يلاحظ ظهور أصدقاء جدد لأول مرة، وهؤلاء هم الذين يمتلكون الجرعة، أو ممّن يشاركونه بالتعاطي، وقد يكونون من خارج مجتمعه، أو مدرسته، أو جامعته.

8. سرقة بعض الأشياء الخفيفة والثمينة، مثل: الأجهزة الخلوية، والنقود، والمصاغ الذهبي لتأمين ثمن الجرعة "كل ما خف وزنه وزاد ثمنه"، مع الاستدانة المتكررة والحاجة المستمرة للمال.

9. ظهور حالة العدوانية والعنف الجسدي واللفظي تجاه الآخرين، أو الجسدي تجاه نفسه خاصة عند الحاجة للجرعة.

10. المؤشر الأقوى هو العثور على بعض أدوات التعاطي في المنزل، مثل: الحقن، ودفاتر لف السجائر، وملاعق الطعام، والقصادير التي تكون عليها آثار للحرق، أو ملاحظة آثار الوخز على ساعديه، أو العثور على حبوب غريبة، أو بودرة، أو مواد أخرى يُشتبه بها بحوزته.


على الرغم من كل ما سبق، إلا أنه ليس من السهل أن نجزم من خلال عَرَض واحد أو عَرَضين على المتعاطي، إلا إذا ظهرت مجموعة من الأعراض عليه؛ إذ إن الكثير من المظاهر الناتجة عن تعاطي المخدرات تشبه بعض مظاهر النمو الجسدي؛ مثل خصائص مرحلة المراهقة، ويبقى الجزم عند اعتراف الفرد، أو إجراء الفحص الطبي المخبري له من قبل الجهات المختصة، وعليه يجب عليك التأكد من الحقائق قبل أن تقوم بأي عمل، ولا تصدر الأحكام قبل التأكد من ذلك.


نصائح وإرشادات حول كيفية التعامل مع أي شخص في حال اكتشاف أنه مدمن:

تختلف الأسر في طريقة التعامل عند معالجة المشكلة، وهذا يعود الى الجانب الثقافي لكل أسرة؛ فالبعض يلجأ الى القسوة اللفظية والجسدية في مرحلة الصدمة والنكران، متناسياً أنه يتعامل مع شخص مريض وأنه بحاجة إلى علاج، أما البعض الآخر فيحاول ثم يستسلم متساهلاً بحجم المشكلة، بينما يُخفي البعض الآخر المشكلة خوفاً من وصمة العار الاجتماعي لتتفاقم بشكلٍ أكبر، أما البعض فيمتلك الوعي الكامل ويلجأ إلى الحوار وصولاً الى مراكز العلاج.


وهنا ندرج بعض النصائح المتعلقة بكيفية التعامل الإيجابي مع هذه الحالة:

1. السعي التام لاحتواء هذا الشخص من خلال أسلوب الحوار الهادئ، ومنحه الثقة والأمان بدلاً من أسلوب التأنيب واللوم، ومعاملته كضحية ومريض وليس كمجرم.

2. الإصغاء التام له، وتركه يتحدث بحرية ويخرج المكبوتات التي بداخله؛ لتصبح أكثر وعياً واستبصاراً بالمشكلة من خلال كشف الذات، وبذلك يتم التعرف من خلاله إلى أسباب المشكلة، ورفاق السوء، وكيفية حصوله على المادة، وماهية المادة، وتاريخ التعاطي، وكيفية حصوله على الجرعات، واحرص على أن لا تُظهر له الغضب والاستياء أثناء الكشف عن هذه المعلومات.

3. إدخال أحد الأشخاص للحوار معه في حال عدم تقبله لك، على أن يكون من الأشخاص المرغوبين لديه من الأقارب أو المعارف، وإبعاد أي شخص غير مرغوب لديه من الأسرة عن التعامل معه في هذه المرحلة.

4. إقناعه بضرورة تقديم المساعدة الطبية، والنفسية، والمعنوية له لتلقي العلاج، وتجاوز هذه الأزمة مع إشعاره بالأمان تجاه الإجراءات القانونية، وبعدم تعرّضه للعقوبة، ومن ثم الاتصال مع أحد مراكز علاج الإدمان المختصة لإجراء اللازم.

5. إفهام الشخص نص المادة (9) الفقرة (و) من قانون المخدرات و المؤثرات العقلية الأردني رقم (23) لسنة 2016م، والتي تُعفي المدمن من العقوبة إذا تقدم من تلقاء نفسه أو أحد ذويه للعلاج قبل أن يتم ضبطه، مع الإشارة إلى مجانية العلاج، وسرّية المعلومات، وإنسانية التعامل.

6. مراعاة عدم القيام بهذه الإجراءات في جلسة واحدة؛ لأن ذلك يشكّل ضغطاً عليه، وقد تكون النتائج سلبية مع مراعاة السرّية التامة وعدم معرفة الآخرين وخاصة زملاؤه.


نصائح للأهل والتربويين حال العثور على مواد يشتبه بأنها مخدرة، سواء أكانت بودرة، أو حبوب، أو سائل، أو أية مواد يشتبه بأمرها:

1. عدم محاولة استنشاق (شم) هذه المادة، أو تذوقها؛ لأن بعض الناس اكتسبوا هذه الثقافة من بعض الأفلام العربية، والتي كانت تعرض ضابط الشرطة وهو يتذوق المادة عند ضبطها، وهذه رسالة إعلامية خاطئة.

2. التواصل مع إدارة مكافحة المخدرت، أو الاتصال على هاتف الطوارئ الموحّد "911" حتى يتمكّن أصحاب الاختصاص من الحضور إلى المكان، والتعامل مع المادة المضبوطة.

3. الإبلاغ عن تجّار ومروّجي المواد المخدرة، علماً بأنه يتم التعامل مع هذه المعلومات ضمن السرية التامة، و لن يتم الكشف عن اسم و هوية الشخص المبلغ.


وفيما يتعلق بأسباب تعاطي المخدرات فقد طرأت بعض المستجدات على أسباب التعاطي مؤخراً؛ حيث إن الأسباب المألوفة والمعروفة والتي نتحدث عنها دائماً، والتي تعود للفرد نفسه، أو للأسرة، أو المجتمع لا زالت مستمرة؛ مثل:

1. ضعف الوازع الديني.

2. حب التجربة والفضول وخاصة لدى فئة الشباب.

3. الدراسة بالخارج نظراً للاطلاع على الثقافات الأخرى، و غياب عامل الرقابة الأسرية و المجتمعية عليه.

4. رفاق السوء.

5. بعض الرسائل الإعلامية الخاطئة ومنها للأسف الأفلام العربية.

6. المشكلات الأسرية والمشكلات النفسية.

7. القدوة السيئة من قبل الوالدين "النمذجة".

8. أوقات الفراغ لدى الشباب.

9. المصروف الزائد أحياناً.

10. وجود مفاهيم خاطئة عن بعض المواد المخدرة لدى الشباب .

11. البطالة وأوقات الفراغ . ومع التطور الحاصل في تكنولوجيا الاتصالات و تبادل المعلومات، ولأننا أصبحنا اليوم نعيش في عالم السرعة، فقد لوحظ بالآونة الأخيرة أن رفيق السوء لم يعد بالشارع العام، أو خارج البيت فقط، بل أصبح داخل المنزل؛ حيث ظهرت بعض المواقع على الإنترنت "منتديات المخدرات" والتي يتم إدارتها من قبل أشخاص في دول خارج الأردن، وهي منتديات خاصة بترويج المخدرات بطرق تخدع الشباب؛ لتغيير الأفكار الإيجابية لديهم، واستبدالها بأفكار سلبية حول بعض المواد المخدرة مثل:


  • أنها تقوي النواحي الجنسية،
  • أو أنها منشطة،
  • أو أنها تؤدي إلى نسيان المشكلات الشخصية
  • وغيرها الكثير من الفوائد المزعومة التي لا تمت للواقع بصلة.


ومن خلال التواصل اليومي عبر المنتدى يتم ترغيب الشاب بهذه المواد حتى يتقبل الفكرة، طالبين منه تجربة الاستخدام أمامهم بشكل مباشر على الكاميرا، متذرّعين بأن ذلك يعتبر من أهم الشروط الأساسية لقبوله في المنتدى، وإذا لم يتمكن من تأمين المواد المخدرة بنفسه فهم يعملون على تأمينها له عبر أعضاء لهم في نفس بلد الشاب، وبالطبع فإن مثل هذه المنتديات لا يمكن السيطرة عليها في ظل تطور وسائل الاتصال.


وهنا نهيب بالأهل والأسرة الأردنية أن يراقبوا سلوكيات أبنائهم أثناء التعامل مع الإنترنت والفضائيات، وغيرها من الوسائل الحديثة، وخاصة أن السلوك الإنساني مكتسب من البيئة المحيطة به.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مشكور جدا على الموضوع المميز

إقرأ المزيد من تدوينات إدارة مكافحة المخدرات

تدوينات ذات صلة