ان تعاطي المخدرات يتطور شيئاً فشيئاً حيث ان متعاطي المخدرات قد يبدأ رحلته بجرعة بسيطة و قد تكون هذه الجرعة من مواد غير مخدرة او انها غير مصنفة بالمخدرات
ان تعاطي المخدرات يتطور شيئاً فشيئاً حيث ان متعاطي المخدرات قد يبدأ رحلته بجرعة بسيطة و قد تكون هذه الجرعة من مواد غير مخدرة او انها غير مصنفة عالمياً بالمخدرات كالمسكرات و الادوية الطبية و المستحضرات و يكون بالغالب الدافع وراء استخدام هذه المواد الفضول و حب التجربة او الهروب من واقع يعيشه الشخص او حتى بداعي المغامرة و محاولة اكتشاف المستور و ربما البحث عن متعة زائفة و أياً كان السبب فما يلبث المتعاطي في هذه المرحلة و بعد تجربته لهذه المواد (الغير مصنفة بالمخدرات) ان ينتقل الى عالم المخدرات و المؤثرات العقلية رغماً عنه احياناً لا بإرادته ثم يبدأ تدريجياً بزيادة الجرعات و من ثم الخلط في الانواع و يكون ذلك اما للبحث عن نشوة لم يعد يصل اليها او للقضاء على اثر مادة تعاطاها و رغب بإبطال تعاطيها و هكذا الى ان يصل الى مرحلة لا نقول انه يستحيل العلاج منها و لكن هي صعوبة العلاج فكلما استفحل الداء زاد امر الشفاء تعقيداً.
ربما متعاطي المخدرات و خصوصاً في المرحلة الاولى يكون غير مدرك لخطورة تجربة المخدرات ذلك انه غُرس في ذهنه ان النوع الفلاني لا يسبب االادمان او انه استقر على قناعة باطلة مفادها ان بإمكانه ترك تعاطي المخدرات وقتما شاء و هذا من الاخطاء الفادحة التي قد يقع فيها الشباب في هذه الايام.
و حينما قسم اهل الاختصاص مراحل ادمان المخدرات وجدوا انها تمر بعدة مراحل منها:
المرحلة الاولى: مرحلة التجربة
وفيها يميل الشخص كما اسلفنا الى حب تجربة تعاطي المخدرات إما بداعي الفضول او بتأثير الاقران او هروباً من واقع يعيشه ذلك الشخص او غيره من الاسباب الواهية الغير مبررة و لكن ما يميز هذه المرحلة انها تكون مقرونة بتردد و خوف باعتباره عالم مجهول لا يعلم حقيقته جيداً فالشخص في هذه المرحلة يكون قد سمع قولان: الاول يحذر من استخدام المخدرات وهو قو العقلاء و الاخر يقلل من شأن الضرر الموجود فيها او الزعم بوجود فائدة منها و هذا رأي اهل الباطل و الضلال، فأما من ضعفت شخصيته و قل تقديره لذاته فإنه سيضعف و امام ضغط الاقران او ارضاءً لرغبات نفسه و هواها و بالتالي سيلجأ الى الاستخدام.
المرحلة الثانية: مرحلة تعاطي المناسبات
وفيها و بعد ان قام المتعاطي بكسر حاجز الخوف من تجربة استخدام المخدرات فإنه لن يتردد في المرات الاخرى عن الاستخدام بذات التردد الذي كان عليه في المرة الاولى بل على العكس فإن كل ظرف او حدث يومي او مناسبة ستمر عليه فإنها ستذكره بجرعة المخدرات و ربما بادر بطلبها من تلقاء ذاته بعد أن عرضت عليه في الأولى من الأقران و مع ازدياد المناسبات و الأحداث اليومية سيقل الوقت الزمني بين الجرعة و التي تليها مما يعني حدوث انتظام و رتابة في التعاطي و هنا يكون قد انتقل الى المرحلة الثالثة وهي:
المرحلة الثالثة: مرحلة التعاطي المنتظم
فيها تصبح المادة المخدرة امراً رئيسياً في حياة المدمن و ضرورة ملحة لا بد منها و وهي اولى اولوياته و لا بد من تأمين الجرعة بأي ثمن أو سيلة كانت فلا يمكن ان يتخيل المدمن نفسه بلا مخدرات بل سينظر اليها انها سبب بقائة او انتظام حياته اليومية فهي بالنسبة له كالطعام والشراب بل اكثر اهمية و هي اهم من ضرورات بيته و اسرته و ابنائه وهنا يكون المدمن قد وصل الى حد العبودية و بالتالي سيلجأ الى تأمين جرعة المخدرات بأي ثمن كان، و التعاطي المنتظم هو احد المعايير القوية على الادمان.
وقد اشار اهل الاختصاص حديثاً ان ادمان المخدرات هو داء العصر الخبيث ويعود سبب تسميتها بالداء الخبيث لسببين الاول: ان متعاطي المخدرات قد لا تظهر عليه الاعراض الصحية و الجسمية من اولى الجرعات (انما هي اعراض سلوكية فقط سيتم الحديث عنها لاحقاً) و الثاني ان احتمالية العودة الى تعاطي المخدرات بعد التشافي منها (الانتكاسة) تكون واردة بل وعالية سيما اذا لم يكن لدى المدمن رغبة صادقة في العلاج و الاقلاع عن تعاطي المخدرات.
لقد اشار العلماء و اهل الخبرة و الاختصاص ان اي تغير مفاجىء في سلوك الشخص او مزاجه او في مظهره الخارجي يمكن ان يكون علامة دالة على انحراف الشخص باتجاه المخدرات مع التأكيد ان هذه التغيرات لا تعتبر دليلاً قاطعاً وانما هي اشارات يجب على الاهل ان ينتبهوا اليها و الى ابنائهم و سلوكاتهم.
و من المظاهر السلوكية التي قد تظهر على الشخص المتعاطي للمخدرات ما يلي:·
- العزلة و الإنطواء: و تكون العزلة على مرحلتين: في بداية رحلة التعاطي و يكون سببها الخوف من ان يفضح امره و يتم اكتشافه من قبل الاهل و المحيطين. و الثانية متأخرة و يكون سببها ان بيئة الأسرة و الأهل لم تعد هي البيئة المناسبة لهذا الشخص وان إنتماءه لم يعد لهذه الأسرة انما يتحول ولاءه و إنتماءه الى شلة التعاطي فنجده ينعزل عن الأسرة و الأصدقاء و جميع الأشخاص الأسوياء في المجتمع و ينفتح على من يؤيده بسلوك التعاطي من المتعاطين و المروجين.·
- الإهمال في المظهر وعدم الاهتمام به.·
- التأخر الدراسي و اهمال الواجبات الدراسية.·
- التقاعس عن العمل وعدم القدرة على إنجاز المهام المكلف بها الشخص.·
- الكذب المستمر و اختلاق الأعذار.·
- إتباع بعض الحيل الذكية للحصول على الأموال.·
- ضعف الميول الدينية.·
- ضعف الذاكرة تدريجيًا.·
- القلق النفسي والاكتئاب الشديد.·
- التأخر في السهر خارج البيت لساعات الفجر المتأخرة.·
- تغير في عادات النوم (اضطراب عادات النوم).
و هناك بعض التغيرات قد تظهر على جسد متعاطي المخدرات منها:·
- وجود علامات تعاطي الحقن على الذراعين.·
- سوء التغذية ونقصان الوزن.·
- الإجهاد والأرق بصفة مستمرة.·
- احمرار العينين وتساقط الدموع اللاإرادية.·
- السعال الشديد.·
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.·
- التعرض للإغماء بصفة مستمرة.·
- القيء والغثيان.·
- عدم ترابط الكلام (ثقل الكلام).·
- تشجنجات.·
- هلاوس سمعيه و بصرية و حسية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات