أَنا تلك الكاتبة التي تُلامس قلبك فلا تقلق، مترجمة لشعورك على ورق...
خُذلت، لَم أَعد أَثق بالَطَريق
خُذلت مرة أُخرى، وإِن لم تَخونني ذاكِرتي فإِنها المرة المِئة بعد الأَلف التي أُخذل بها، خُذلت من الأَرض التي أَقف عليها بِثبات لِأُظهر قُوتي وثباتي المُزيف، خُذلت من الأَيادي التي خِطتُ جِراحها بِيدي التي تَنزف، خُذلتُ من ذالك الحَبيب، تَمنيتُ لو أَنني لَم أُخبر أَحد عنه لَحتفظتُ بِخيبتي به بيني وبَينه فقط، لَلَممت خسارة رِهاني بهِ وَرحلت دون أَن يسأَلني أَحدٌ أَين ذالك الذي راهنتي بهِ عُمرًا وجَعلتي قلبك لهُ وطنًا !
أَينَ هو عن حالك الآن ؟ أَم أَنه كان كَالباقي عابر سَبيل لا يُقدس ما قُدم له ناكِرًا للحب ومُنقضًا للوعود !
خُذلت لَكنَني لم أَصرخ لم أَبكي كما فعلت بِالخُذلان الأَول، بل بَقيتُ صامتة، شاردة الذهن، باردة كَالثلج تَبسمتُ من فَرط الوَجع، أَتعلمون ما معنى أَن ترى أَيامك مُزدحمة بالخَيبات والخُذلان فقط !
أَن تُفلت الأَيادي التي تَمسكتَ فيها حتى بُتِرت يَداك !
أَن يَخذلك ذلك الذي استثنيتهُ دائمًا من الخِذلان والرحيل !
حتى طَريقي خَذلني قادَني بالإِتجاه الخاطئ لا أَقوى على العودة فَخلفي قد حُفرت الحُفر، وبُعثرت الأَحجار الحادة، لا أعلم أَين سَيرسى بي مَوج هذا الطريق، أَشعر بالوحدة، غَرقت رُموشي بِدموعي لا أرى بِوضوح، نَبضات قلبي تَتسارع فَجأة دون انتِظام أَشعر بِها وَكَأن قلبي بِيدي، جُردت ملامحي السعيدة منّي شيئًا فَشيئًا مع كُل خُذلان حتى أَصبحت بِلا تفاصيل وَكَأَنني لَوحة رَسمها طِفل الخامِسة، خُطوط مُبعثرة ظَنًا مِنهُ أنها تُحفة فنية يُصفق لإِشراقِها العِشريني، لا يعلم أُنها خَرابيش لا قِيمة لها بِتفاصيل مَعدومة، و لا يَعلم أَنها بعد المَدح الذي سَيتلقاه ممن حَوله سَتَلقى الإِهمال بعد الإِهتمام .
أُهملت بَعد أَن تَلقيت إهتمام ظَننتُ أَنه لَن يَزول فَرسمت أحلامي بِرفقة كُل من كان يُقدم لي ذرة إهتمام وحُب، مُتناسية أَنني كُنت أُقدم روحي مُقابل أصغر ذرة لِأُحافظ على سَعادتتهم حتى لو كان على حِساب صِحتي وروحي، وحينما سَقطت بِأول حُفرة تلاشى الجَميع وكأنهم سَراب، نعم لَقد عَطشت لُحبٍ صادق، لِصَديقٍ دائم، لعائِلة مُتماسكة، وحينما سَلكت طَريق خُيل لي أَنه كَالجنة، خُذلت فكان طَريق صَحراء قاحِلة وما عَطشت لَهُ كان أمامي سَراب، لن أَصل إِلى وجهتي وسَيبقى الحب والصداقة والعائلة مُجرد سَراب لا أكثر، ضاقَ عليي النَبض والمَكان، لم أعد أعرفُني داخلي فوضى عارِمة أود الهروب لَكن !
لم أَعد أثق بالطَريق !
بِقلم الكاتِبة: مــرح حسان صوان.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
لم اعد اثق مرة اخرى...لكني ارهقت