إنتشار فيروس كورونا رغم تاريخ سايق ل MERS و SARS يعتبر محيراً ولكن فك الشيفرة الجينية لهذا الفيروس حل العديد من التساؤلات
بعد إستعراض تاريخ فيروسات كورونا في المدونة الأولى وتأكيد وجود أفراد من نفس العائلة تسببوا في أمراض مختلفة كان هناك سؤال يجوب في عقل القارىء لماذا هذا الفيروس أكثر حدة ولماذا لا يوجد دواء بناء على أمراض سايقة؟.
الكثير من الناس يقارن بين إنتشار SARS-COV-1 أو ما أصبح يتداول بين العلماء بإسم السارس الكلاسيكي ! ، والذي إنتشر في عام ٢٠٠٢ -٢٠٠٣ وأدى إلى وفاة ما يقارب ٧٧٤ شخص وإصابة قرابة ٨٠٠٠ شخص بينما السارس الحالي SARS-COV-2 أصاب ما يزيد عن ٣٠٠ ألف شخص وأدى إلى وفاة الألوف إلى حد هذه اللحظة.
في بحث نشر على مجلة Nature تحدث عن أصول هذا الفيروس الجينية ومتتبعا الإختلاف بين بقية أفراد عائلة كورونا وعرض البحث منشأ الفيروس وتطابقه بعض من سلاسله الجينية مع كائنات أخرى ، كانت هناك وإستعرضت التحليلات بشكل مدهش الفروقات بشكل منطقي ومتسلسل ، وكانت أساسها الطبيعة البيولوجية للفيروس بإحتواءه على Spikes protein والتي تمنح الشكل المميز التاجي أو السبايكي للفيروس والتي تضمن إرتباط قوي للفيروس بالمستقبلات ACE2 ب ١٠ مرات أقوى من فيروس السارس الكلاسيكي ( السابق ) ، وهذا ما يدحض وبقوة المعلومة المتداولة إن المضمضة أو الغرغرة بالماء أو شرب الماء الدافىء سيقضى على فيروس كورونا ويدفع به إلى المعدة ويقتله حمض HCL ، لإن الفيروس عندم يدخل إلى الجسم سيرتبط بالخلايا مباشرة عن طريق المستقبلات وتحدث العدوى لإن طبيعة الفيروس التي تعتمد على وجود عائل لا يستطيع أن يكون فعالاً دون ذلك ولن يكون حراً طليقاً في الفراغ..
وما يميز Spikes protein إنها تحتوي على موقع مميز ومهم في عملية إحداث المرض وتمرير المادة الوراثية الفيروس للخلايا بشكل سهل ، حيث وحد إنها تحتوي كذلك على موقع ارتباط لإنزيم يدعي Furin تدعى بالإنجليزية Furin like cleavage site ، وهذا الإنزيم تفرزه كل خلايا الجسم ، ويساعد هذا الإنزيم الفيروس بمجرد إرتباطه بالمستقبلات بإحداث قطع يسهل فيها دخول الفيروس للخلايا.
يقول عالم الفيروسات Gary Whittaker إن إكتشاف Furin like cleavage site في spike protein سيسهل على العلماء تفسير دورة حياة هذا الفيروس ويحل لنا الكثير من التساؤلات حول هذا المرض الذي أصبح وباء يهدد البشرية.
هذا وقد وجد العلماءإن فيروس SARS-COV-2 قادر على احداث المرض للجزء العلوي والجزء السفلي من الجهاز التنفسي وهنا عندما أتكلم عن الجزء العلوي فإن الأنف هو بداية الجهاز التنفسي العلوي إنتهاء إلى الجزء السفلي وهي الرئتين. لذلك الأنف لا يعتبر معبراً للفيروس وإنما محطة التهاب أولى ، ومن خلالها ينتشر الفيروس إلى باقي الجهاز التنفسي وربما إلى أعضاء أخرى بالجسم.
وقد يتساءل أحدكم لماذا لا يتم إيجاد دواء لإيقاف أنزيم furin ؟ والإجابة للأسف إن عملية إيقاف هذا الإنزيم بأي من المثبطات الدوائية سيشكل خطراً على الجسم لإنه هذا الإنزيم يقوم بتفاعلات حيوية مهمة تحتاجها كافة خلايا الجسم .
لماذا يتسبب هذا فيروس SARS-COV-2 بالوفاة ؟
بمجرد ان يقوم هذا الفيروس بمهاجمة خلية تلو الأخرى فإنه يتسبب بالكثير من الخلايا الميتة والتي ستتراكم في المجاري التنفسية ، هذا بالإضافة إلى إن الجهاز المناعي سيحارب الفيروس حتى الرمق الأخير ولكنه سيتسبب بما يعرف ب cytokines storm حيث ستمتليء الرئة بالسوائل والخلايا الميتة مما سيحدث مشاكل كبيرة في عملية التنفس تؤدي إلى الموت وبالتالي دفاع الجهاز المناعي المستميت يزيد من خطورة مرض COVID-19، ولا بد أن أشير هنا عوامل كثيرة تدخل في خطورة المرض وأولها العمر ، الصحة العامة وكمية الفيروس التي تم التعرض لها.
ومازالت هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة والأستفسارات تحتاج إلى دراسات كثيرة تدرس المرض والمرضى وآلية الفيروس في المرض وفرص المناعة ضد هذا الفيروس.
المصادر
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات