لاستقرار اى أسرة يجب أن نصلح من حال الزوجين، لأن أساس نجاح اى أسرة يتكون من نجاح طرفى الأسرة و هما الزوجين، وتحقيق السكينة لا يأتي إلا بتحقيق السكن بينهما.
فى الإسلام يعد الزواج من كمال دين المرء؛ و للأسرة مكانة مهمة جدا فى الإسلام، فهى تعد أساس الأمة، و استقرار الأمة يأتي من استقرار الأسر
و لذلك شرع الله أوامره التي تعمل على استقرار الأسرة، و أساس اى أسرة يتكون من الزوج و الزوجة، و استقرار العلاقة بينهما و اتزانها يؤدى إلى أتزان باقي الأفراد داخل الأسرة.
يقول الله تعالى فى كتابه الكريم "و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها"
فهدف الزواج هو سكينة كلا من الزوجين سواء الزوج أو الزوجة لأنه بتحقيق تلك السكينة، ستسكن الأسرة و تنعم بالأمان المطلوب لتحقيق استقرار الأسرة.
و لنجاح العلاقة بين الزوجين، على كليهما أن يدركا أن الموضوع لا يسير بالورقة و القلم *حقوق و واجبات* بل هو يسير وفق قانون رباني، يقول الله سبحانه و تعالي فى كتابه الكريم "و عاشروهن بالمعروف" (النساء/19)
و يقول أيضا جل علاه "و لهن مثل الذى عليهن بالمعروف" (البقرة/228)
فالعلاقات عموما تسير وفق المعروف و الاحسان، فما بالكم بعلاقة مهمة و مباركة مثل التي بين الزوجين؟!
فعلي الزوج أن يحسن لزوجته، و يوفيها حقوقها بالمعروف، كى تسكن روحها إليه و تنسجم، و علي الزوجة أن تأتى زوجها حقوقه بالمعروف، كى تسكن روحه إليها، و تستقر.
و بالحب و المودة سينعم كلا من الزوجين بحقوقه و زيادة، لأن كل طرف سيبذل أقصي ما عنده كى يسعد حبيبه، و يحافظ على استقرار شراكته معه.
مشكلة أغلب العلاقات الزوجية وجود الكبر و الندية بين الزوجين، فالزوج ينتظر من زوجته أن تصالحه اولا، متناسيا انها امرأه عاطفتها الزائدة تجعلها طفلة لا تعترف بخطئها، و المرأة تعاند بطفولتها زوجها، لكنها أيضا بانتظاره ليصالحها و يحتويها، فبداخلها تريد هذا لانه هذا هو الحب من وجهة نظرها، و الزوج يرى أن هذا كبر و ندية معه، فيظل هو ساكنا، و تظل هى ساكنة بانتظاره يتلاعب بها تفكيرها، و تغرقها أفكارها فى متاهة الشك بعدم حبه لها، و يظلا الاثنين عالقين فى متاهة تفكيرهما.
فلو كل زوج فكر قليلا فى ما تحب زوجته، و عمل على اسعادها و التودد لها بما تحب، سينعم بقلبها و روحها، و ستعيشه الجنة على الأرض.
و لو كل زوجة وضعت نفسها مكان زوجها، فأدركت حجم معاناته فى توفير كل ما تحتاجه، ستبرر له انشغاله قليلا بنسيان بعض التواريخ الهامة بينهما، و ستدرك صحة ترتيبه لالأولويات، و اعتقاده أن الورود رفاهية لا يحبذ إنفاق ماله عليها...إلخ.
فوالله لو سعي كل زوج و زوجة فى التودد لبعضهما البعض بما يحبا و البعد عما يكرها، لنجحت كل علاقة زوجية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات