ليست نظرة الآخرين هي التي تعيقك بل نظرتك أنت لنفسك


هل يصير الشيء أفضل إن امتدحناه؟ هل يصير الزمرد أسوأ إن لم نمتدحه؟ وماذا عن الذهب والعاج والزهرة أو النبتة الصغيرة؟ - ماركوس أوريليوس.


رأي الأخرين فيك يحتل مكانا مهما في حياتك؟ أهدافك لا تتحقق لأنك تضع نصب عينيك ماذا سيقول الناس عنك؟ كيف يؤثر عليك عدم إستقلالك عن الاخرين فيما يخص إتخاذ قرارتك ؟ هل رأي الأخرين فيك سيغير شيئا فيك؟ هل تحتاج فعلا إلى تقييم الأخرين لك لكي تصعد الى قمتك ؟ومتى يكون إهتمامنا برأي الأخرين فينا صحيا وطبيعيا ومتى يتحول الى عائق ؟ مادور أفكارك المغلوطة في إعتمادك على الأخر وجعله مرجعية حتى تقدر ذاتك من خلال تقديره لك؟


وكأن الأخر مرآتك التي ترى من خلالها نفسك, وكأن له سلطة عليك وعلى إختياراتك وطريقتك في عيش حياتك بشكل يرضيك , فتحاول إرضاءه واقحامه في حياتك فتضيع هويتك وتصبح رهينة في يد أشخاص هم في حقيقة الأمر لا يهتمون بما تفعله او بالأحرى منشغلون في اشياء تخصهم وانت كشخص لا تشغل حيزا في تفكيرهم بالتالي فانت خائف بشكل غير منطقي من إصدار الأحكام عليك من أشخاص لا يشغلهم كثيرا ما تفعله .


من الطبيعي جدا ان نهتم بنظرة الناس أو المجتمع الذي ننتمي له حتى لا تصبح تصرفاتنا منفرة أو مخالفة لقيم المجتمع الذي نعيش فيه , نحن جزء من مجتمع تحكمه عدة ضوابط وقوانين أخلاقية يجب أن نراعيها في تصرفاتنا وإختياراتنا وحتى قراراتنا , لدى الانسان نزعة بدائية تحته على العيش ضمن مجموعة يجب أن يكون مقبولا داخلها , وهنا يجب أن لا يضر الفرد المجتمع الذي ينتمي له بسلوكيات قد تجعله غير مقبول أو مرفوض او منبوذ , من جهة اخرى المجتمع يتطور بإستقلالية الأفراد وبالإختلاف في الإختيارات والطموحات والأفكار والرغبات , جميع المجتمعات تطورت من خلال تطوير الفرد لنفسه وذلك بتحقيق ذاته المستقلة بشكل مفيد, فقوة الفرد تساهم بشكل مهم في قوة الجماعة التي ينمتي لها, ولكي يحقق الفردإستقلاليته يجب أن تكون رغباته وقراراته وأهدافه وطموحاته مستقلة , يجب ان يحقق مايريده ومايناسبه -هو- دون أخد رأي الأخر بعين الإعتبار , حياتك ملك لك -أنت -, إختياراتك في الحياة قد تكون مناسبة لك جدا وغير مناسبة لشخص أخر, قراراتك ايضا لأنها نابعة عن احتياجاتك الداخلية , لكل شخص منا حياته ومناخه وبيئته الداخلية المختلفة تماما عن الأخر , وعندما تحاول إرضاء الاخرين فيما يتعلق باحتياجاتك انت ستفشل حتما,


نعتقد مخطئين اننا نعرف فيما يفكر فيه الأخرين ونستنتج إستنتاجات غير صحيحة مفادها أن الشخص الأخر يرانا في صوره معينة , نحن نختلق السيناريو ونصدقه ونتصرف ونتعامل على أساسه , نتردد في إتخاد القرارات المهمة خوفا من أن يصنفنا هذا القرار في خانة الفاشلين, الحقيقة ان عملية التفكير هي عملية جد معقدة كل شخص فينا يفكر بطريقة مختلفة تماما عن الأخر وحتى معايير حكمنا على الأشياء تختلف , كل شخص منا له نظرته المختلفة عن الفشل والنجاح, وفي أخر إستطلاع رأي قمت به , كي أعرف ماهي المعايير الحاكمة للنجاح والفشل , اعتبر البعض بأن الفاشل هو الشخص الاعتمادي, والبعض الأخر قال بأن الناجح هو المتقرب من الله , صرح البعض أيضا أن الناجح هو الشخص المستقل ماديا ومنهم من قال الفاشل هو الشخص الذي لا يحاول وأخيرا قال أخرون بأنه لا يوجد شخص فاشل أو شخص ناجح , يفيد هذا الاستطلاع أن لكل منا نظرته ومعايير حكمه الخاصة به ,نحن البشر لا نتفق حقا على شيء,

الخوف من راي الاخر هو مجرد خدعة ذهنية يقع فيها العديد من الأشخاص الذين يكونون صورة ذاتية ضعيفة عن أنفسهم ويسقطونها على الأخرين, فيعجزون عن عيش حياتهم كما يريدون فقط لأنهم لا يقدرون ذواتهم بشكل صحيح أو لم يحاولو تحسين صورتهم الذهنية عن أنفسهم , ماتعتقد أن الأخر يفكر فيه بشانك ماهو الا رأيك انت عن نفسك.


كثيرا ما نسعى ايضا إلى إرتداء جلباب لا يليق بنا فقط لنصدر للأخرين صورة ليست نحن وذلك لنلقى الإستحسان والقبول وأحيانا الحب, المحاولة طبعا تفشل وتضيع أنت في ثوب غير ثوبك وهوية ليست هويتك , الأخر مهما حاولت التلاعب بارائه لن تستطيع ذلك لأن آرائه ومعتقداته لها مرجعية حاكمة وهي معاييره الذاتية التي تؤثر فيها عدة عوامل , لا تغير نفسك من أجل أحد لأنه غالبا سيراك بعيون معتقداته .


كن مستقلا بذاتك , ومتى كانت صورتك عن نفسك قوية لن تهتم إن كان قرارك صائبا أو خاطئا في عيون الناس , لن تكون مترددا أوخائفا من اختيار ما, ستعيش حياتك كما تريد أنت ستخطأ اخطائك وتنجح نجاحاتك, لن تنتظر نظرة القبول والرضا , ولن تخجلك وتعيقك نظرة الاستهجان أيضا, أنت من يعيش حياتك , أنت وحدك المسيطر على حياتك بجميع تفاصيلها, ان كنت ترسم صورة سلبية عن نفسك سيكون مناخك الداخلي غير معتدل وسيؤثر ذلك على محيطك الخارجي .




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات آمال العيسي

تدوينات ذات صلة