ظاهرةٌ اجتماعية منتشرة في العالم العربي, وهي تجنُّب ذكر إسم المرأة والاستعاضة عنه بكنية مثل أُم فلان وزوجة فُلان, فإلى متى سنظلُّ نعتبر إسم المرأة عورة؟

حدثَ قبل بِضعة أسابيع مذيعةٌ تسأل ضيفتها عن إسمها على الهواء مباشرةً، وبدلاً من أن تصيغ السؤال على نحو :"ما هو إسمك؟"، قررت صياغة السؤال كالتالي: "حضرتكِ أُم مَنْ؟" لتُجيب الضيفة بكل رحابة صدر وتعرّف عن نفسها بـ "أُمُّ فُلان" !


وهنا كان لا بدّ مِن التساؤل: لماذا تمتنع بعضُ النساء عن ذِكر أسمائهنّ وتلجأ للكنية "أُمُّ فُلان" أو "زوجة فُلان" للتعريف عن نفسها؟ لماذا لا نجد اعتزازاً بالذات وبالهوية عند بعض نساءنا؟ ليس هذا فقط، بل أن هناك عدد لا يستهان به من الرجال ممّن يتحرّجون ذكر أسماء زوجاتهن أو أخواتهن, إلخ، وقد يطلبون من نساءهم ذلك ويعتبرونه نوع من أنواع "الغيرة".

وبالتالي, يكرّسون هذه الثقافة التي تتخذ من إسم المرأة عورةً وعيباً والتي تحوّلت من كونها شأن شخصي فردي إلى ظاهرة اجتماعية منتشرة بكثرة وأصبح لا بدّ من نقدها.


طبعاً, مِن حقكِ اختيار طريقة التعريف التي تناسبكِ، لكن الخطأ عندما يُصبح وجودكِ وكيانكِ في الحياة محصور فقط في دوركِ كأُم ومُتمحور حوله, فالكنية بحدِّ ذاتها ليست هي المشكلة، لكنها تصبح مشكلة عندما تمحو هوية حاملة هذهِ الكنية وكيانها وتقدِّمها حصراً بصفة الأمومة. وتزداد هذه الظاهرة أكثر وأكثر وتتوسّع لتشمل حتّى الأسماء الشخصية في صفحات التواصل الاجتماعي, فتقوم بعض الفتيات بتغيير إسمائهن على هذه المواقع بمجرّد الزواج أو الإنجاب, بينما في المقابل لا نلاحظ هذه الظاهرة عند الشباب ممّن يتزوّج أو يصبح أباً!




تذكّري جيّداً: أمومتكِ هي جزءٌ من هويتكِ، وليست كُلُّها، فأنتِ فُلانة قبل أن تُصبحي أُمُّ فُلان



هويتكِ هي مجموع اهتماماتكِ وأفكاركِ وإنجازاتكِ بالإضافة طبعاً لعملكِ وأُمومتكِ. والأُمومة هي جزء من هذا المجموع أي هي جزءٌ من هويتكِ وليست كُلّها. اعتزي بكيانكِ وافتخري بإسمكِ الذي عُرفتي بهِ قَبل أن تُصبحي "زوجة فُلان" و "أُمُّ فُلان" وتذكّري أنّ إسمكِ يمثّلكِ أنتِ ومَن تكونين قَبل أي شيءٍ آخر.


واعية

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات واعية

تدوينات ذات صلة