نبذة عما يشعر به الشباب الذين يعانون من ظواهر الرهاب أو القلق الإجتماعي بشكل عام.
تخيل أنك تجمع قطعك و أفكارك المتبعثرة، و تلصق فُتات ما تبقى من شجاعتك مع بعضها البعض، لترفع يدك في إحدى قاعات محاضراتك، فتلتفت إليك أعين الجميع...و حينها يبدأ صراعك الداخلي المعتاد...هل سأتلعثم في الحديث كعادتي؟ هل أنا بحاجة إلى أن أسأل ذلك السؤال أمام هذا الكم من الحاضرين؟ ربما إن أخفضت صوتي لا أكون مسموعاً فلا يضحك علي الكثيرون.. و لكنهم سيطلبون مني أن أرفع صوتي، فألفت الإنتباه أكثر فأكثر... هل سيظن المحاضر أني فاشلٌ مسئومٌ مني.. سيقولون أني غبيٌ في إلقاء سؤالي.. أو ربما أسئلتي غبيةٌ في حد ذاتها...أو ربما لن يضحكوا، لن يعلقوا و لكني سأبدو تافهاً في نظرهم.."ثم ينتهي بك الحال في أن تصل إلى محادثة طويلة مع عقلك المشتت.. فتجد نفسك تتسائل، لماذا أنت هكذا؟ لماذا كل هذه الرهبة.. لماذا لا تستطيع أن تفعل تلك الأشياء الصغيرة بطلاقة كيفما يفعلها الآخرون؟ و يأخذك تفكيرك العميق بعيداً لدرجة أنك قد نسيت سؤالك.. و لم تعد مهتماً بما يدور في الجلسة.. و لم تعد حاضراً بذهنك بينهم.. و لم يعد يهمك درساً و لا سؤالاً... بل كل ما يهمك هو إنقاذ نفسك من هجومٍ بشري قاسٍ.. فكم من مرة خذلك و كسرك من حولك؟ ثم تسائلوا لماذا أنت هكذا...لا تخف.. أنت لست بمفردك. هناك من يشاركك نفس تلك المشاعر.. و هم ليسوا بقليل.لا تخف.. حتى و إن ظننت أنك ستبدو غبياً، لن يتحسن حالك إن أمسيت في قوقعة تلك..و إن رآك البعض أحمقاً، سيظل هناك من يراك في قمة الإشراق..و إن ضحك عليك البعض، ستجد دائماً من يصفق لك...لا تخف يا عزيزي.. جميعنا بشر متقابلين، متفاوتين... نشبه بعضنا لحد كبير...لا تخف و لا تخجل مما أنت عليه.. فلتكسر حاجز الخوف ذلك، و لتثبت لنفسك أنك تستطيع..حتى و إن سخر أحدهم منك، يكفيك أن تكون أول من يتقبل نفسه، و لتعلم أنك محظوظ لأنك حظيت بالشجاعة الكافية لتطرح سؤالك مهما كان التعليق عليه، فقد عبرت و سألته، فهناك الكثير منا من لم يصل بعد إلى هذه المحطة.
"فلتنطلق إلى كل ما تخاف من مواجهته، فتلك هي فرصتك لتزدهر."
#الرهاب_الإجتماعي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات