الأحساس بالحياة ٢

ازاي نحس أننا عايشين؟ ونحس معني الأمتنان ب(نعمة الحياة) ؟ إزاي نوصل للإكتفاء؟ وهل الإكتفاء دا هدف مستحيل؟ ولا إحنا أصلا عايشينه ومش حاسين!

الأفكار بتاعتنا ليها دور كبير أوي في التأثير علي حياتنا وتصرفاتنا وشعورنا،

يلا نتعرف علي ٤ من الصناديق الفكرية الي بنحبس نفسنا جواها وبتمنعنا أننا نعيش في اللحظة ونكون حاضرين فيها

ونبدأ نفكك الصناديق دي بتصحيح الأفكار و المعتقدات ورفع الوعي

١. "فيه حاجة ناقصة! فيه حاجة فايتاني!"

"الشعور بعدم الأكتفاء معنويا"

ولكن الحقيقة إن إحنا دايما في إكتفاء بس إحنا الي مش متصلين بالحقيقة دي

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}

الله موجود في اللحظة

فكل لحظة كاملة بوجود الله فيها فبالتالي الشعور بالرضي والأكتفاء بالله في اللحظة

ربنا موجود في اللحظة يعني ربنا موجود بكل أسمائه و صفاته

فمثلا، هو المدبر ؛بيدبر لك أمرك في اللحظة وهو الرزاق؛بيوصلك رزقك في اللحظة الي انت فيها دلوقتي ،هو الحنان المنان الودود الرحيم...هو الهادي ؛بيرشدك في اللحظة ،هو الرقيب؛ واخد باله منك دلوقتي ،انت في رعايته وعنايته وحفظه،...مهما تغيرت الظروف في اللحظة يبقي الله ثابت لا يتغير وصفاته ثابتة.

صفات ربنا ثابتة و دايمة بدوام وجوده سبحانه وتعالي ومستمرة وغير منقطعة أبدا

موجودة طول الوقت سواء كانت ظاهرة أو باطنة ,ولكنها موجودة ،وإمداد ربنا لينا متواصل في كل ثانية

كل إحتياج من إحتياجات البشر بتقابله صفة من صفات الله

بتشبع أحتياجه ، وبتملاه وبتكفيه ،

أحنا دايما في كفاية , لأن الله حسبنا وكافينا

ولكن إحنا الي عندنا نقص في المعرفة ونقص في الإتصال بالحق

كل ما نعرف معاني وتجليات أسماء الله الحسني أكثر كل ما إتصالنا ومعرفتنا بالله تزيد و كل ما نحس بالأكتفاء أكثر.

و خلي عندك دايما ثقة إن ربنا هيمدك بكل الي أنت محتاجه في الوقت الي أنت محتاجه بالظبط

٢. "فيه زحمة ودوشة طول الوقت"

"وجود تشتيت/Distractions في الجو المحيط أو جوا العقل"

ودا لأننا ينعمل OVER-FILLING؛ بنعبي الوقت بحاجات زيادة عن اللزوم وأصلا مش مطلوب وجودها في الوقت دا

الجو المحيط

زي مثلا الإستخدام الغير واعي للموبايل والSocial Media

وزي إستخدام ال Multi-Tasking Technique بشكل غلط أو مش في محله فيخلينا مش عارفين ندي كل مهمة حقها.

جوا العقل

ودا جيش الأفكار الي بيهجم علي الواحد فيخليه منفصل عن اللحظة... ولازم نكتسب قدرة أننا نوقف التفكير القهري الي بيسيطر علي العقل بأننا نتعود تدريجيا نكون واعيين للأفكار لما تيجي ومانسترسلش معاها.

وبيساعد على دا تدريبات التأمل والحضور الي أصلها موجود في الدين في المحاولة الدائمة اننا نكون حاضرين في الذكر والعبادات والتأمل في الكون.

“Life can be found only in the present moment. The past is gone, the future is not yet here, and if we do not go back to ourselves in the present moment, we cannot be in touch with life.” "The miracle is not to walk on water. The miracle is to walk on the green Earth in the present moment, to appreciate the peace and beauty that are available now." Thich Nhat Hanh-

٣. " وبعدين؟" , "الي بعده"

"أن الواحد دايما يستني المستقبل"

"نبقي بنخلص حاجة لمجرد أنها تخلص فنروح نخلص الي بعدها وهكذا"

واحنا بنعمل حاجة بيبقي كل تفكيرنا إننا نخلص وبس،

وكأننا تحولنا لـآلات وظيفتها أنها تخلص مهام من غير أي مشاعر أو تفاعل مع الحياة , فبنضيع علي نفسنا متعة أختبار كل لحظة و كل تجربة جديدة زي ما هي

ومتعة أكتشاف كل لحظة و الفضول إننا نعرف إيه الي بتوفره لينا كل لحظة جديدة؟

لأن كل لحظة جديدة بتبقي محملة بعطايا جديدة ونعم كثير ،

لما بنبطل نتفاعل مع كل لحظة ...بنمنع نفسنا من الأندماج مع الحياة.

Focus on the here and now experience of life. Shall we return our awareness to Child-like curiosity we all had when we were young ,so we may experience once again the true wonders of being alive! When we distract ourselves with "busyness" we avoid engaging with what's real ;"Our Lives". .Mindfulness helps us become really Present ,so we respond wisely to challenges & Experience each .moment as it unfolds Experience life rather than just get !through it The Little book of" Mindfulness" -Dr. Patrizia Collard

٤. "أنا عايزة/أنا عايز!!"

"المقاومة لسريان الأحداث

و الرغبة في التحكم في مجري الأمور"

لما نبقي فاكرين أننا نقدر نمشي الحياة زي ما أحنا عايزين، نحدد حاجات معينة نعملها وبشكل معين وفي وقت معين وفاكرين أنها لازم تحصل، وبننسي أن الحياة فيها قوة أكبر بتحكمها،

"ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه" -الحكم العطائية

لازم نتعلم أننا أكيد مطلوب مننا التخطيط والسعي ولكن في النفس الوقت ماننساش أن إحنا عباد لله وفي كون الله،

وأن بتخضع أختياراتنا لأختيارات الله وبيفني تدبيرنا في حضرة تدبير الله،

ولما بتحصل حاجات عكس تخطيطنا والي إحنا عايزينه دا بيكون زي "جرس إنذار" ، بيكون لازم يحصل كدا علشان ماننساش إحنا ليه أصلا بنخطط وبنسعي وبنحقق أهداف و بنعمل كل دا ؟؟ ماننساش الغاية الأساسية والمقصود وهو رضي ربنا سبحانه وتعالي وعبادته

وعبادة ربنا بتكون فيما أقامنا الله فيه مش بهوانا،

لازم نتعلم إن أيا كان إحنا فين و بنعمل إيه ..وايا كان حالنا...نستخدم الي إحنا فيه دا كوسيلة للتقرب من الله سبحانه وتعالي؛

{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}

{يبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}

ونتعلم أننا نعبد ربنا بالي هو أقامنا وحطنا فيه

"أينما أنبتك الله أزهر"

"إنما أورد عليك الوارد ،لتكون به عليه وارد" -الحكم العطائية

ونتعلم أننا نبطل نبقي عايزين نكون في مكان غير الي أحنا فيه ،أو أننا نكون عايزين نعمل حاجة غير الي أحنا بنعملها، لأن دا بيبعدنا عن الهدف الأساسي والأصلي وهو عبادة ربنا ومعرفته والقرب منه وذكره والأنس به ورؤيته في الي إحنا فيه دا دلوقتي مهما كان هو إيه،