كافكا علي الشاطئ، ما إن تبدأ في قرأتها لا تتوقف، خيال هاروكي موراكامي يغتصب رأسك. وأنت مستمتع بذلك.

كافكا أقوي فتي في الخامسة عشر من عمره، قالها كرو صديق رأس كافكا ورفيقه في رحلة هروبه إلي مدنية تاكاماتسو، علي جانب اخر يسرد من الرواية ناكاتا طفل غائب ورجل بنصف ظل يجيد لغة القطط. رحلتان منفصلتان من طوكيو إلي تاكاماتسو يجمعهما قدر و هو (المدخل)، " فالقدر عاصفة رملية لا تنفك تغير إتجاهاتها، لكنها تلاحقك، تراوغك مرة بعد اخري، لكنها تتكيف". ناكاتا فقد نصف ظله هناك أما كافكا فقد حبه الأول الأنسة ساييكي ذات الخمسة عشر عاماً، فقد الأم والحبيبة معاُ. لن أفسد تفاصيل الرواية لقارئها أو لمن يرغب بقرأتها، فخيال موراكامي لاينتهي، كلماته الجذابة عميقة، عمق الهادي والأطلنطي معاً، ك " القوة التي أبتغيها ليست تلك القوة التي تفرق بين الفوز والخسارة. أنا لا أبحث عن جدار يصد القوة القادمة من الخارج، ما أريد هو أن أكون قادراً علي إمتصاص تلك القوة القادمة من االخارج، والوقوف نداً لها، القوة علي تحمل الأشياء بهدوء - أشياء مثل الظلم، سوء الحظ، الحزن، الأخطاء، سوء الفهم...".

وأحاديث كافكا مع أوشيما فاقد الهوية الجنسية بفكره الساحر إلي كافكا يقول "هذا شئ عليك أن تتجاوزه بنفسك، لا أحد يستطيع مساعدتك، هكذا الحب يا كافكا. أنت الذي بداخلك هذة الأحاسيس الرائعة، وعليك أن تعيشها وحدك فيما تهيم في الظلام، علي ذهنك وجسدك أن يتحملاها كلها، كلها وأنت وحدك".

رحلة كافكا علي الشاطئ، رحلة الحب والموت والبحث عن الذكريات المنسية علي أنغام الأرشيدوق لبيتهوفين، تذكرك بما مضي، تستثير ذكرياتك الضائعة محاولاً إستعادة مشاعرك وقت حدوثها، أن تعيش آلم الفراق والفقد وحرقة الإشتياق. أحاسيس يقيظها موراكامي، ف " مع كل فجر جديد، لا يكون العالم هو نفسه، ولا تكون انت الشخص نفسه.

"بينما يستطيع أي كاتب أن يخبر قصة تشبه الحلم. وحده الفنان النادر. مثل موراكامي، يجعلنا نشعر اننا نحلم هذه القصة بأنفسنا" ( نيويورك تايمز بوك ريفيو). هذا ما يفعله موراكامي بالفعل يجعلك تعش الحلم وتكن أنت فتي صورة كافكا علي الشاطئ.

سارة شكري

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سارة شكري

تدوينات ذات صلة