الوجود صعب في ظل الالاف من البشر .. القصص مستمرة و جزئية الألم تكبر
لو يقرأ هذا النص كائن من فصيلة أخرى سيراني أنسلخ من انتمائي البشري ، و يرى في انعكاس صورتي مشاعر ضغينة و حقد لأبناء بشري؛ و كأنه يربطني بهم عقد كراهية ينفك و يُبنى ، أتعايش معه كل يوم.. كيف لا و أنا أتجرد من أهم ما يميزهم ألا و هو الاجتماعية .
وُلد الانسان اجتماعيا و سيبقى طول حياته مرهونا بوجود الأفراد حوله و غير ذلك فهو استثناء لا يُقاس عليه
ما باليد حيلة ، وصلت الأحاسيس الداخلية لنقطة ما و فاضت من صاحبها .. تراها في بريق عيناه و تستشعر اختناقه رغم اهات الشهيق و الزفير التي يُليقها على مسمع منك .
لا يخفا على من يعرفني و من لا يعرفني أنني أتقمص باحترافية دور الشخص الاجتماعي سلاسة مُدهشة في الاندماج ، التجاوب و غيره ، هذه أنا و ربما أنا أخرى لم يتعود عليها معارفي حاضرة مع الجميع و في نفس الوقت أمقت حضوري و أستثقله خارج حدودي منطقة راحتي مع من أستلطف .
لالطالما التزمت بمبدأ أن لا يتجاوز عدد اصدقائي عدد اصابعي يدي و دائرة معارفي تنحصر في أقل عدد زوجي متكون من رقمين .
لكن الحقيقة تفرض عكس ذلك ، كبرت و كثرت لقاءاتي مع أقراني ؛ تضاعفت الأمور و كأنما الكومة كبرت و تضخمت ، صارت قدرا لا مفر منه .
تُزعجني ثرثرة البشر من حولي ، توقظ الهدوء الذي يسكن قلبي و أخشى عليه أن يمسه ظلام مُعتقداتهم .
تأكلني الضوضاء في صمت و تضيق بي الأيام ذرعا بلقاءهم في كل مناسبة ، كأنما بداخلي شيء لا يطمأن لهم .
قد لا يبدو عليّ ذلك ، أستطيع التحكم في ذلك جيدا ، أتلاون بين اجتماعية توزع الابتسامات و انطوائية تنافس جدران الغرفة في السكوت .
نقطة إلى السطر : أنا لا أحب لقاء البشر خارج دائرة معارفي .
مشكلتي أنني لا أعتادهم و كأنها أولى المرات الغصة في فؤادي ، حتما تُترجمها الهشاشة في صوتي و انطفاء حديثي وسط صخب أحاديثهم .
أي روح تملك كل هذا الانكار و لايبدو عليها من ذلك شيء .
يُجبر قلبي المُقاد الى اجتماعات بشرية باختلاف مناسبتها بذكريات ، ضحكات من أُحب ، كلمات صغيرة فهمت قصدي و احترمت قراري .
أعبر تلك المواقف بوجه باسم و قلب تساقط وسط كل هذه التراهات ، قلب مشتاق لنقطة أمانه الوحيدة ، اقتنصها وسط تواجد البشر في كل تفاصيل الحياة .
هنا ، أتجرد من الاثقال ، أعود مطمئنة لا أعرف من هذا العالم سوى وجودي وحيدة آمنة وسط جدران غرفة الأربعة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات