لنلتقي بأغنية منسيّة أو قصة قديمة، أو ضحكة مُعلنة أو نُدبة مخفيّة عن أعين الجميع.

ك شخص أؤمن بصدق الانطباع الأول، واحتفظ فيه عادةً،

وامضي لاحقا لاكتشف -صدفة- أني أحاول اثبات صحة هذا الانطباع لنفسي، ولا أدري ما هي حاجتي باثبات اني أعرف الوجوه منذ أول مرة أنظر إليها وأني نادرا ما أخيبُ بهذا الشيء، ولا أعرف أيضا خوفي من كوني قد أصيب الخيبة أيضا..


لكن يبدو أن المشوار يطول ويصعب في مرّات كثيرة، إذ أنّ الصورة الأولى المُختزلة في لحظات معدودة أو موقف محدد أو طلّة بصورة جميلة أو ملامح وديعة أحببناها أو نبرة صوت مُريحة أطربت مسامعنا هي بالحقيقة جزءًا صغيرا من لوحة مُعقدة، ليست بالشيء الذي يُذكر لتعتمد عليه باختيارك لمن تتمنى يوما أن يصبحوا الأقرب لروحك، وليس كافيا لتصبر عليهم وتستمر باختيارك لهم دائما..

ربما أقصى ما أستطيع فعله بعد هذا الارتياح أن نتشارك حديث لطيف وكوب قهوة، أن أعطي المَجال لنا لنلتقي بأغنية منسيّة أو قصة قديمة، أو ضحكة مُعلنة أو نُدبة مخفيّة عن أعين الجميع،



وهذه بداية أخرى لالتقي بأفكار تشكل شيئا من هذا الإنسان الذي أمامي، الوجع، الأمل، الفِكر الذي يتبنّاه هي بداية معرفتي به فتأتي الفكرة تلو الأخرى وأرى سلوكا يتبع الآخر، وما بين فكرة وسلوك يتأرجح إحساسا لا يمكنني تجاهله، لا أرى صواب أنّ نتجاهل أيّ شعور يمرّ من خلالنا، مُهمشين جزءا أصيلا منّا بحجة العقلانية والواقع، بل يستند الواقع إليه لأنه يحدد الكثير من سلوكنا.. وأساس قبولنا لمن حولنا بالدرجة الأولى هو ما نشعره تجاههم وبعد ذلك ما يُقدم منهم حِفاظا على هذا الشعور الأصيل في تكوينه.

Roa'a al-shwyat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Roa'a al-shwyat

تدوينات ذات صلة