في المقالةِ الأولى من شاكلةِ هذه المواضيع أعتقد أن البدء بالأساس الصلب لها هو الأكفأ والأكثرُ صحةً؛ فالبداية والنهاية تلتقيان في النقطة الأعظم : العقلية !
مُخيرين أم مُسيرين ! أعظمُ الأسئلةِ الجَدَليةِ ذاتِ الأبوابِ لا المحدودة والحقول الشائكة الأكثر جذبًا للأبعادِ الأُخرى؛ أمَا وإن أستعدتني منصةُ الإجابة -أو حتى وددتُ مجاورتَها- ؛ فتَبقى الإشاراتُ الربانية تَعكِسُ في ملامِحِها تَقديراتُ التسيير وخيرتها التي في اختياره - هي مُحتكرةُ المُنعطفاتِ الأكثر خضرةً.
الأمرُ لا يَخرُجُ عن كونهِ جزءٌ من التقاءٍ للعقلية والوجدان السليمين لينتهيا بنا بجهدٍ جسدي يَحترِم طموحَ صاحبه ويَخلِقُ من أيِّ المشاهد غنيمةَ طورٍ -غدى جميعُها ضخمٌ- قادم لحصيلةٍ لا تَقبلُ الحد وتتقبلُ موجباتِ القسمةِ أحيانًا ؛ لذا فالأمرُ سيَّانُ لأسئلةٍ كهذه - أسئلةُ تتزينُ بإجابات أصحابها لتؤسِسَ لفكرهم وخطِ إنجازهم القادم -
أما عن اغتنام فرصها فلعلَّ الندم هو أكثرُ المشاعرِ الأنسانيةِ مقتًا و أكثرُها تحاشيًا ورهبة ، تتعددُ آفاته و قواه على اختلافِ صوره و يصطحِبُهُ مدى التمُسكِ بعُرفِ اللاحكم لديموماتِ مُختلفة تُلازِمُ صاحبَها ، أما عن ندمِ إضاعة الفُرص فلا نقوى إسقاطها من أبرزِ صوره وأكثرِها إعاقةً لمسيرةِ النجاحِ الذاتي ..
في نظري ، وإنْ ناقشنا في خطواتِ البدءِ ببناءِ الذات وتطويرها فالخطوة التاليةُ لمُقوِّم الإرادة والوعي الكافي لأهمية الإنجازِ وتحقيقه والتي تقترنُ بطموحٍ جارفٍ ينيرُ الرغبةَ في الأستكمال دومًا هي تعلُّمِ معايشةِ الرماديات و اللابت حتى استقبالِ الإشارة ، فاعتيادِ قابليةِ الانفتاح لأي الفُرصِ المَعروضةِ أو حتى السعي والمخاطرةِ للخوضِ بالمجهولةِ منها !
العلاقةُ بين التخيير والتسيير من جهة وما بين التمسكِ بالفُرصِ وتطوير الذات علاقةٌ تغدو مبهمةٌ ومُضيِّعة ، بل قد تبدو مُنعدمة إلا أنني أُيقنُ بأن أصحاب الذواتِ المُنطلقةِ والأكثرِ تميزًا هم من تيقنوا أن الاختيارات مسؤوليتهم المُطلقة ، مسؤوليةٌ لا يقوى حسمَها بلا إشاراتٍ إلهية تَعكِسُ تقديراتِ الله الخَيرةِ حاملةِ الخِيرة فأُسقطِتْ على تعامُلهمِ مع الفُرصِ أجمع وأستعدتْ نجاحً يُستحقُ لاستكمالِ أركانِه ( توكُلُّ يتوشحُ بالحكمة يُرافِقُهُ سعيٌّ يَحترِمُ الإتقان )
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كلام جميل جدآ وفي مكانه أبدعت واجدت في الوصف