إليك يا من تقرأ الآن!! قصة واقعية تبين كيف تسرق الأنظمةالغذائية أجمل أوقاتنا ونحن غارقين فقط بتغيير شكل أجسامنا الخارجية.أرجو أن تستمع بالقراءة💕👇🏽


تخيل معي أنك في عمر 6 سنوات وحتى يومك هذا كنت قد اتبعت 20 نوعا من أنواع الأنظمة الغذائية (الدايت) بهدف خسارة بعض من الكيلوغرامات.


كم عمرك الآن؟🤔

هل تشعر أن كمية الأنظمة الغذائية المتبعة خيالية لشخص بهذا السن الصغير؟

نعم لا تتفاجأ! فهذا ما حصل مع "عليا" إحدى مشتركاتي في برنامج درب صحتك –رحلة نحو الحرية الغذائية.


في أول لقاء لنا أخبرتني أنها كانت قد بدأت رحتلها في نزول الوزن في عمر السادسة، بعد زيارتها طبيب العائلة الذي نصح والدتها بوضع عليا على نظام قليل بالسعرات الحرارية.

في عمر العشر سنوات كانت عليا تذهب كل عطلة أسبوع إلى جلسات لمراقبة وزنها وعاداتها الغذائية. تلبس لباسا خفيفا، تمنع نفسها من تناول الطعام في الليلة السابقة وحينها تقف على ميزان رقمي صغير متواجد في غرفة مليئة بالبالغين.

توقف لحظة!✋🏾

دعني أقول ما يدور في ذهنك الآن.

هل تتساءل "أحقا بدلا من مشاهدتها أفلام الكرتون، أو إكتسابها بعض من المغامرات مع رفقائها، والإستمتاع بكونها طفلة،هل تكرس عطلتها لتغير جسمها ومراقبة وزنها؟"

نعم! هذا ما حصل! 🙄

"كنت أتواجد كل أسبوع أراقب إنجازاتي الغذائية، وأشعر دائما بهذا المزيج الغريب من الفخر والعار". تقول عليا.

تابعت "كنت أنتظر اللحظة التي سأشعر بالفخر بها عندما أخسر بعضا من الكيلوغرامات، ولكنني دائما كنت أشعر بالخجل من أن أتواجد في تلك الجلسات، بغض النظر عما إذا كنت قد فقدت أو اكتسبت قيلا من وزني، لأنني كنت أصغر شخص يتواجد في الجلسة على الإطلاق."


مر الكثير من الوقت الذي فقدت فيه عليا بعضا من وزنها، وأوقات اخرى إكتسبت القليل منه أيضا – دوامة الأنظمة الغذائية التي يعرفها كل من يعاني منها حتى يومنا هذا-.


"تركت طفولتي تذهب، على الرغم من أنني كنت متفوقة في المدرسة والآن دخلت الجامعة لتحقيق حلمي و شغفي في دراسة التمريض، وكنت أحظى بالكثير من الصداقات الناجحة، ولكنني أعتبرت حياتي فاشلة لأنني لم أستطع أن أخسر الوزن الذي كنت أريده" تقول عليا. كل شيء في مكانه الصحيح، ولكن هذا الشيء الوحيد الذي يقف في طريق شعورها بالإنجاز.


الآن، وبعد تحديات كثيرة للتخلص من عقلية الأنظمة الغذائية و التحرر من قيود القواعد التي يفرضها علينا الدايت، أصبحت عليا ترى الأمور بشكل مختلف تماما.😍

إكتفت برقم 20 نظام غذائي من دون اللجوء إلى الواحد والعشرين، وبدلا من ذلك، تمكنت من تحقيق السلام مع جسدها وتعلمت كيف تغذي نفسها بشكل لطيف، مع إحترام إشارات الجوع والشبع.ولكنها وبالرغم من الحرية التي يتمناها كل منا، حتى أنت يا من تقرأ هذه القصة الآن! نعم أنت! 👈🏽 ألا تريد تجربة شعور الحرية الغذائية بدلا من قيود الأنظمة الغذائية؟ خذ قرارك الآن! لان عليا ما زالت تشعر حتى يومنا هذا انها خسرت أجمل لحظات حياتها بطفولتها ومراهقتها -التي لن تعود مرة أخرى- غارقة بدوامة عد السعرات الحرارية وكميات الطعام، أو بإعداد وجبات الطعام المقيدة التي لا طعم لها ولا لون، أو أيضا بتصفح قوائم الطعام للحصول على خيارات يوافق عليها النظام الغذائي.


إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا واحدًا ، فمن المحتمل أنك تعرف بالضبط ما أتحدث عنه. اتباع الأنظمة الغذائية تسرق الكثير من وقتك، سواء كنت تتبع حمية رسمية مثل تلك الحميات التي اتبعتها عليا سابقا، أو بطريقة غير مباشرة مثل محاولة إرتداء العديد من الملابس في الصباح وانفاق الكثير من الوقت والتأخر عن العمل لأنك "تشعر بالدهون" في كل لباس ترتديه.


دعنا نكون صريحين الآن، الدهون ليست شعورا، نعم إقرأها مرة أخرى،

الدهون ليست شعوراً

هل تعتقد حقا أن أيا منا سيقلق بشأن محاولة الظهور بمظهر نحيف في ملابسه لولا الأولوية التي فرضتها علينا عقلية الأنظمة الغذائية؟!!!😏


إن ثقافة النظام الغذائي هي التي فرضت هذه الطقوس التي تبدو الآن وكأنها جزء طبيعي من ارتداء الملابس في الصباح لعدد لا يحصى من النساء، وكذلك لعدد متزايد من الرجال أيضا.


تخيل معي ان ثقافة الأنظمة الغذائية غير موجودة و لم تخلق حتى …هل كنت ستستخدم كلمة "دهن" كمرادف لكلمة غير جذاب؟


وتبقى الصدمة الثانية، انني على يقين أنك في بعض الأحيان، لا بل في كثير من الوقت، تمارس الرياضة بغرض إنقاص الوزن أو تشكيل ونحت الجسم- وهي طريقة أخرى تمتص بها ثقافة الأنظمة الغذائية وقتك بمهارة.


بكل تأكيد أن الرياضة يكون لها أثرا رائعا على صحتك العامة💪🏽، وبعض من الحركات الرياضية ممتعة جدا في حد ذاتها.🏃🏽‍♀️


ولكن لنكن واقعيين: "انكماش" و"نحت" الجسم هي الدوافع الأساسية لكثير من الاشخاص الذين يمارسون الرياضة، ويعود ذلك لثقافة الأنظمة الغذائية.


والآن أجبني بصدق …كم من مرة ذهبت إلى النادي الرياضي و كنت في أحد صفوف التدريب التي تكرهها؟ وكل ذلك التحمل كان من أجل تغيير حجم وشكل جسمك؟ أو ربما من أجل الحفاظ عليهما؟


فكر بكل الأمور التي كان بإمكانك أن تقضيها في ذلك الوقت، ربما القيام بنزهة مع شخص تحبه، أو ممارسة بعض الحركات و التمرينات التي تستمتع بها من قلبك. أو لحظة! ربما تناول قطعة من الحلوى مع صديقك المفضل وخلق الكثير من الذكريات الجميلة، اوحتى قضاء الوقت في بناء مشروعك الإبداعي أو المشاركة بعمل تطوعي ترسم به الإبتسامة على وجه كل من تقابله.


هل شعرت بالراحة بمجرد التفكير بهذه الأمور؟🤔


هذا ما حاولت اليوم إيصاله لك، بان كل حمية اتبعتها بهدف تغيير شكلك أو إنقاص وزنك، سلبت منك الكثير من الوقت و الذكريات، لن تعود مرة أخرى، لأنه و بكل بساطة، نظامك الغذائي يسرق حياتك.


قد تصدم عندما تقرأ أن "الدايت لا يسبب نزول/إكتساب الوزن"، هذا صحيح. تظهر مجموعة كبيرة من الأدلة أن الجهود الدولية لفقدان الوزن لا تنجح ؛ مع معدل فشل يتفق العديد من الأبحاث على أنه 95%. إنه مضيعة للوقت.


تابع معي في الأيام المقبلة سنخوض أنا و انت رحلة التعرف على التغذية الحدسية ونتخلى عن ثقافة الحرمان وسنلقي معا نظرة على العلم وسترى ما أعنيه.




ملاحظة: استخدمت بعض من الجمل وخاصة أرقام الإحصاءات من كتاب "ANTI diet -reclaim your time, money, wellbeing ,and happiness through INTUITIVE EATING"


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقال فكرته جريئة وعجبني وأنتظر المزيد

تدوينات من تصنيف صحة

تدوينات ذات صلة