‏الحياة رحلة صعبة... لكنها ممتعة لمن يتقن فن عيشها!

‏نحن نعيش مرة واحدة... ‏نعطى فرصة واحدة من الله عز وجل... وفي النهاية كلنا راحلون والذي يفرق بيننا هو ما نتركه خلفنا وما سنحاسب عليه يوم الدين وما يتذكرنا به من عرفنا..


عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

‏يعلموننا في المدارس القراءة والكتابة والعلوم... ولكنهم نسيوا أن يعلمونا كيف نعيش، كيف نواجه، كيف نفرح، كيف نعطي، كيف ننجز، كيف نخطط، كيف ننظم، كيف نحب، كيف نصبر على الشدائد، كيف نختار، كيف نتميز، كيف نقول لا، كيف نحلم، كيف نقف بعد السقوط، كيف نستطيع، كيف نشكر، كيف نقتنع، كيف نتقبل الغير، كيف نحترم، كيف نومن بأنفسنا، وكيف نستثمر فيها. ‏يتركوا كل هذا لتعلمه من خلال تجاربنا أخطائنا... ومحظوظ من تسمح وتقدم له مدرسة الحياة الفرصة لتعلم هذه المهارات لأنها هي التي يحتاجها لكي يعيشها راضياً ويتركها راضياً مطمئناً.


بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم

‏اتركوا مجالاً للحياة لتعلمكم فهي أعظم مدرسة. لا تحزنوا عند الفشل... عند الصعاب... عند الخسارة... عند المطبات... فهذه كلها حزء من المنهاج وهي التي تعلمنا كيف نقف ونكمل رحلتنا! لا تخافوا من التجارب الجديدة، لا ترضخوا ولا تستمعوا للمحبطين بل تقربوا وتعلموا من الناجين المؤمنين بأنفسهم والله سبحانه وتعالى قبل كل شيء. جازفوا وتقبلوا الفشل وافرحوا واحتفلوا بنجاحكم وتذكروا أن الفشل هو خطوة نحو النجاح، فرصة للتعلم، فرصة للمضي والتحسين والتقدم!


جربوا، جربوا، جربوا! توقعوا السقوط وتوقعوا الخسارة والانتقاد والرفض فهذا دليل وجودكم. ‏منحنا الله الحياة وميزنا عن كل المخلوقات بعقولنا وبقدراتنا وبمواهبنا. ولكنها بدون قيمة إن بقيت داخلنا وإن لم ننميها ولم نعطي منها! فعلينا أن ننهض ونتعلم ونتطور حتى نصل مرحلة الاتقان وعندها يكون الاحتفال الحقيقي! عندما يتحدث ضميرنا معنا...سوف ترسم على وجوهنا ابتسامة رضى، ابتسامة تعكس شعورنا بوجودنا لفخرنا بإنجازاتنا بحب وتقبل من حولنا، بعطائنا وتأثيرنا بنجاحنا. عندها تكون رحلتنا في الحياة لها قيمة نفتخر بها نحن ويفتخر بها من حولنا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عريب العارف العريان

تدوينات ذات صلة