"إذا سألتكم اليوم كم تدفعون مقابل معرفة موعد موتكم؟"


يدخل شاب عشريني على كرسي متحرك، مُغطى بمحرمة على قدميه، ووراء شاب في مثل عمره يحرك الكرسي لداخل غرفة مليئة بالأقارب والأصدقاء في مختلف الأعمار، كانوا على وشك الإحتفال به ولكنهم أصبحوا مندهشين من رؤيته، هزلانه الشديد وجلوسه على كرسى متحرك وقد كان منذ أسبوع فقط بأحسن حال.وقبل أن يبدأ أحدٌ منهم بالكلام،


بادر هو قائلًا:"إذا سألتكم اليوم كم تدفعون مقابل معرفة موعد موتكم؟ ماذا سوف يكون ردكم؟ أعتقد ستقولون ندفع الكثير، لكنني عرفت مجانًا، اكتشفت أن لدي عام واحد فقط من حياتي"


انفجرت أمه وأبيه من البكاء على صغيرهما الذي مازال يافعًا ويواجه مثل ذلك الإبتلاء.


وبحزن في صوته أكمل "أسف أني أخبركم في يوم كهذا ولكن سبب عدم رؤيتي لكم الإسبوع الفائت لأنني كنت في المشفى لم أخبر أحد ماعدا أصدقائي، وبدأتُ جلسات علاجي وبسببها اضطررت للكذب عليكم"

ومع ضحكة خفيفة قال" كذبتُ وقلتُ أنني مع صديقي لأن والده بالعناية ويجب أن اقف بجواره ..."

ونظر له وهو يضحك والدموع في عينيه ويقول "والحال أن هذا الأبله هو من كان يقف بجواري".

ثم قال مُبتسمًا "أخرجوا الفواتير أيها الحمقى أبي سيدفع لكم .. أمزح بالطبع بخصوص أنكم حمقى لا بخصوص الفواتير، فأنا أعرف كم كانت الجلسات غالية الثمن عليكم"


لم يخبرهم في وقتها لذلك طلب المساعدة المادية من أصدقائه المقربين قائلًا لهم الحقيقة، وكانوا معه طوال الوقت في المشفى، وكانوا يخففون عليه الألم ببعض المزاح، فكروا كثيرًا فيما سيفعله في يوم ميلاده، هل سيلغي الحفل الذي رتب له كثيرًا، غير أنه لابد وأن يقول لهم الحقيقة لهم الحق في المعرفة.


"هل ستقض العام الباقي لك من حياتك وحدك، يجب أن تخبر عائلتك" قالها أحد أصدقائه.

رد آخر: "نعم، يجب أن يعلموا، إذا لم تخبرهم أنت، سوف نخبرهم نحن"

فرد عليهم هو قائلًا: "لا تقلقوا سأخبرهم يوم ميلادي ولكن يجب أن أستعد أولًا"

-"تستعد! كيف تستعد؟"

"يجب أن أتقبل أولًا أنني سأوغادرهم، فكما سيغادرونني ويشتاقون لي، أنا أيضًا أشتاق لهم الآن، وأتمنى لو كانوا معي اليوم" وبكى كثيرًا بعدها.

ويوم ميلاده عندما استيقظ قال لأصدقائه :"استعدوا سنذهب بعد قليل للحفل"


"وهكذا تجهزت، واضطررت لأخذ جلسة أخيرة منذ ساعات لأستطيع الوقوف أمامكم اليوم"


ابتسم بحزن قائلًا:

"أقصد الجلوس أمامكم، فالآن اشتد المرض عليّ ولا أستطيع الوقوف وحدي دون مساعدة أحد"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرًا لكِ @نعومة مفربي

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة