أبدع الهضبة في أحدث أغانيه "فاكرني يا حب"، من كلمات الشاعر الموهوب صابر كمال، وألحان الملحن العبقري وليد سعد.
أطل علينا الهضبة عمرو دياب بأحدث أغانيه فاكرني يا حب، وكالعادة أحدثت الأغنية جدلا وانتشارا واسعا بين الناس، رأى البعض أن الكلمات ركيكة ولا تليق بالهضبة، بينما رآها البعض الآخر كلمات واقعية تتحدث عن "خناقة" معظمنا مع الحب، البائع الغشاش الذي خدعنا كثيرا.
من وجهة نظري.. جاءت كلمات الأغنية صادقة لتلمس مشاعر جمهور الهضبة الذي تربى على أغانيه، وعاش حالات الحب والخذلان والشجن في أحضان كلماتها، صابر كمال، مؤلف أغنية «فاكرني يا حب»، أكد أنه استعمل عبارات موجودة في «القاموس المصري»، ولم يجدها «غريبة» كما وصفها الكثير من المستمعين.
بالفعل الكلمات ليست غريبة، بل حقيقية لدرجة كبيرة، كيف استطاع الشاعر الموهوب تقريب المعنى وتجسيده لهذه الدرجة! الشاعر شبه الحب وكأنه بائع مخادع، استغل "الزبون السقع" كثيرا، تبدأ الأغنية بكلمات تصف لسان حال العاشق، الذي حضر عليه عفريت الحب "اللي قلبته سم وياما غدر"، ويصف العاشق هذا العفريت بالتاجر الغشيم الذي يعتبر الحب كالقمار، فإما أن تكون من أصحاب الحظ السعيد وتكسب "دوبل" ، أو "تروح هدر".
ويبدأ حوار شيق جدا بين العاشق والبائع المخادع "الحب"، يبدأ بالعتاب والتذكير ب"البيعة المضروبة"، حيث يقول: "أنا زبونك السقع المضمون، كان قلبي هنا عندك مرهون، واديتني من الصنف المجنون، أبو العقد والذي منه"، ويستمر العاشق في تذكير البائع المخادع بنفسه، وكأن الحب يحاول التنصل مما فعل، فيقول العاشق: "فاكرني ياحب، أيوه اللي غفلته عليك نور، و رجعتلك بعدها مقهور، وخدت غيره بعد شهور، طلع اللي بعده أسخم منه"، ياله من معنى قريب جدا من الواقع، فكم من عاشق توسم خيرا في حكاية حب جديدة بعد إخفاق سابق، ليفاجئ بخذلان أكبر مما عانى في الماضي.
"اكرمني يا حب المرة دي ما تشدش من رف الماضي".. بهذه الكلمات يتوسل العاشق للحب، لكي يضمن له بيعة جديدة، دون اللجوء إلى بضاعة قديمة تالفة بسبب عيوب "صناعة مش استخدام"، ويعاتب العاشق الحب قائلا: "بتخم يا حب! أولها كله بيبقى تمام بس العيوب بتبان قدام"، استمتعنا جميعا بروعة البدايات، والتي تنتهي في الأغلب سريعا جدا، لنفاجئ بصفات وتصرفات لم تظهر من قبل، هذ الكلام ينطبق على معظم قصص الحب التي عايشناها جميعا.
"أنا عايز أحب.. اغطس وقب واطلع بقى بحاجة نقاوة"، رغم كل ما فعله بنا هذا التاجر الغشاش المخادع، يظل لدينا أمل في أن نجد ضالتنا التي قد لا نجدها طوال العمر، ليظل يخدعنا الحب حتى يمر قطار العمر، وينتهي العتاب بعرض مغري من العاشق لهذا التاجر المخادع الذي لا يفهم سوى لغة العرض والطلب فيقول: "اكرمني يا حب وحياة أبوك وهجيب صحابي ينفعوك".
كلمات حقيقية ورائعة، قريبة من لغتنا الدارجة وفيها تصوير وتجسيد وضح العلاقة بين العاشق والحب، أبدع فيها الشاعر صابر كمال، وتألق كالعادة الملحن العبقري وليد سعد، وأضاف إليها الهضبة بصوته الرائع إحساسا، وبريقا لم نعهده سوى من عمرو دياب، نتمنى أن تصل الرسالة للتاجر الغشاش "الحب" ليتوقف عن خداعنا و"يطلع بقى بحاجة نقاوة".
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات