قصة المرميديون ، البطل الأسطوري (آخيليس) بطل حرب طروادة:

في الميثولوچيا الإغريقية زُعم أن المرميديّون كانوا محاربين شرسين من ثيساليا، والذين قاتلوا خلال حرب طروادة الشهيرة مع قائدهم أخيليس، حيث كان يُعتبر أن المرميديّون أفضل مُحاربين الإغريق في عصرهم، كما أنّهم اشتهروا بإرتداء دروعهم السوداء، وكان يجري في عروقهم حُبّ الحرب والتسلح كما لو كانت شؤون الحرب تُمثّل بالنسبة إليهم كُرات الدم الحمراء والبيضاء؛ فقد اشترك المرميديّون في الحروب الفارسيّة جنباً إلى جنب مع الاثينيون، والاسبرطيّون.


مُصطلح المرميديوّن، أو المرامدة يشتقّ من تعبير يونانيّ، ويعني في الأساس (شعب النمل)، حيث أنَّه في الروايات الإسطوريّة تم وصف المرميديّون على أنهم كانوا في الأصل نملاً من جزيرة إيجينا، والذين تحوَّلوا إلى بشر بعد أن أغوىَ الإله زيوس الإلهة إيجينا، وهي إبنة إله النهر أسوبوس، إذ سُمّيت الجزيرة إيجينا على إسمها، وفي غضب شديد بدافع الغيرة من هيرا زوجة زيوس، أرسلت وباءاً للقضاء على سُكّان الجزيرة ..


بعد الوباء الذي أرسلته هيرا، كان سُكّان الجزيرة الوحيدين الناجين؛ هُم اياكوس ملك إيجينا وابنائه بيليوس، وتيلامون، وصلّىَ اياكوس إلى زيوس من أجل أن يتم إعادة إعمار الجزيرة، حتىَ يتمكّن من حُكم الناس، وفي تلك الليلة بعد أن صلّىَ اياكوس لزيوس، رأى في منامه مجموعة من النمل على شجرة، وقد تحوّل النمل إلى بشر، وفي صباح اليوم التالي، وجد اياكوس الأرض مليئة بالسُكّان الذين يعملون على إعمار الجزيرة، ودعا اياكوس رعاياه الجُدد باسم مرميديون، مُشيراً إلى أصولهم التي أتت من النمل حسبما رأه في منامه.


ملحوظة: بيليوس هذا نفسه صديق هرقل أو هيراكليس الذي شارك معه في مُحاربة الأمازونيّات.


في نهاية المطاف نفىَ الملك إياكوس أبناؤه من إيجينا في القرن الثامن قبل الميلاد بسبب صراعهم على السُلطة، وذهب معم بعض من عائلة المرميديون، مُنطلقين نحو ثيساليا، حيث عمّروها وزرعوها وسكنوها، والحدث الأكبر شهرة في حياة بيليوس كان زواجه بإلهة البحر ثتيس، والتي أنجبت له البطل الأسطوريّ الشهير آخيل، أو آخيليس، والذي أصبح ملكاً للمرميديّون) خلفاً لأبيه، حيث تذكر الروايات والأناشيد اليونانيّة القديمة، أن آخيل كان أعظم المرميديّون، كما كان معروفاّ في الملاحم الإغريقيّة بإخلاص المرميديّون لقائدهم آخيل في الخير والشر دون اعتراض.


عندما بدأت حرب طروداة الشهيرة، سعى الإغريق إلى تجنيد أعظم مُحارب في كل العالم في ذلك العصر، وهو آخيليس، وبالفعل قاد آخيليس مجموعة من جنوده المرميديّون إلى الحرب عبر بحر إيجه، وتذكر الروايات الشهيرة؛ مثل ملحمة الإلياذة لهوميروس, أنهم كانوا مُحاربين متميّزون دوناً عن غيرهم بإرتدائهم دروعهم السوداء ..


وفشل الإغريق أول الأمر في غزو طروادة، ولمّا علموا بأن آخيليس هو الذي سيُحقق النصر لهم حسب نبوءة أحد الكهنة، لم يعارضه أحد وقد وافقوا على طلباته، وبالفعل استطاع آخيل أن يُحقق إنتصارات باهرة لجيش الملك أجاممنون طوال تسع سنوات من الحرب، ولكنّه سقط في المعركة اثر سهماً من بارس ابن ملك طرواده في وتر آخيليس، فمزّقه وسقط أرضاً، ثم أجهز عليه وقتله بعد سقوطه، وحالياً يُستعمل لفظ (وتر آخيليس) في الثقافة والأداب الأوروبيّة للكناية عن نُقطة الضعف في الشخص المُعيّن، فإذا ضُرب أو قُطع وتر آخيل، فأنّه قد أصيب ذلك الشخص في أضعف نُقطة في جسده.


Nasser Saad

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nasser Saad

تدوينات ذات صلة