الملل ليس في العالم بل في الطريقة التي نرى بها العالم !

الملل كالطائر الحر، الذي يضع بيضة الخبرة والتجربة، منتظراً للضجيج، ليطير من جديد.

وصف نيتشه الملل قائلاً؛ “ليس مجرد ثقل يجر البشر إلى حفر اليأس، على العكس قد يكون دافعًا لتغيير وتحول فردي دراماتيكي، هو الهدوء الغير السار الذي يسبق الأعمال الإبداعية”

شبح الملل خيّم بظلالهِ على العالم برمّتهِ، منذ أن وجدنا أنفسنا مجبرين على المواجهة. من الغريب أن الملل الذي له طبيعة هادئة ومهدئة، لديه القدرة على بدء الحركة والتأثير..

للملل فخامة..وذلك لأنه يجبر الناس على البحث عن أشكالٍ من التحفيز و الترفيه، غير قادرين على العثور عليها خارجيًا، يتحول التركيز إلى الأفكار والمشاعر الداخلية، التي تتجلى في أحلام اليقظة، هذا التحفيز الداخلي المكتسب من أحلام اليقظة يعوض النقص الخارجي في التحفيز و عوامل التشتيت الخارجية ..

فرض فخامته عندما أظهر إسحاق نيوتن وويليام شكسبير أعظم أعمالهم التي كانت خلال فترات الوباء.. سجناء لم يكونوا أدباء، بسبب سجنهم و الملل، شرعوا بكتابة نصوص أدبية و روايات وكما أكد التاريخ سابقاً، أن الملل خلال فترات الوباء أدى إلى تغييرات جذرية في المجتمعات من جميع الجوانب..فالطاعون الذي يُعتقد أنه قضى على سكان أوروبا، أدى الى تطوير قطاع الزراعة، التحدي الأول بعد هذا الشبح الذي خّيم على العالم ستواجهه الحكومات في برامجها السياسية المقبلة هو كيفية تجنب تكرار ما حصل…

نستشعر فخامته و بصماته في الفكر، الفلسفة، الثقافة، الشعر والرسم.. كما هو ظاهرٌ لنا حالياً على صفحات التواصل الاجتماعي على شكل أفكار، فيديوهات وكتابات، ما يشكل مساحة كبيرة للتغير المتوقع في المجتمعات..

استخدم الملل كنافذة للحكمة، افعل ما يفعله الفلاسفة و اغتنم الفرصة للنظر في الداخل. وهكذا نتنقل بين نوبات الملل و الخوف المشلول، فنحن مضطرون للانتظار والانتظار للحصول على تأشيرة الحرية لنطير من جديد محلقين بعيدا بتجاربنا و ابدعاتنا

“يُلهمنَا الملل لكتابة يومياتنا التي قد تكون رواية في يوم ما ويدفعنا للغناء ولكتابة الشعر ولتأليف الكتب والمدونات” ..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فلسفة قلم ✍🏻

تدوينات ذات صلة