مراجعة رواية أنا يوسف للكاتب أيمن العتوم. الرواية التي تحكي قصة نبي الله يوسف عليه السلام
الكثير من الروايات ترافقنا وتلامس شغاف القلب وتفارقنا عند منعطف النهاية، والقليل منها يرافقنا بعد النهاية، وتطوف بأثرها في ذكريات عابرة،
والنادرة هي التي تطبع صفحاتها داخل القلب، وتنقش كلماتها في ذاكرة صلدة لا يملك حتى الخَرف سبيلا الى محوها.
كذلك كانت رواية " أنا يوسف " لكاتبها الاستاذ " أيمن العتوم " نادرة بكل قسم من أقسامها " الثمانية والأربعون 48 " ونفيسة بكل صفحة من صفحاتها " الثلاثمائة وخمسون 350 ). بدأ الكاتب الرواية برسالة قوية تحمل الكثير من اللوم الى جنسنا البشري الذي انفلت من بشريته، فأصبحت الذئاب أرحم منه. (لم يقتل الإنسان مثل الإنسان ) وجسدها بحوار خيالي لجموع من الذئاب. ( العسعاس) و( الأطحل ) والذي رافقنا بدوره في بقية فصول الرواية. أما بالنسبة لمحتوى الرواية، فإنه من أعذب المحتويات وأطيبها وأحسنها ريحاً. كيف لا وفيه " ريحُ يوسف " وشذى النبوة العطر وجمال الخَلقِ والخُلق. ولا ننكر أن الجمال نقل وروي بقلم جميل لكاتب جميل. فطغى اسلوبه المميز الذي كثرت به الأوصاف. وتألق به روعة الأدب العربي ومفرداته الثرية. والتي رغم أمتاعها لنا وإلهاب الخيال كانت مدرسة وغذاء لجوعى الأدب. قد يتحمل القارء البسيط والمبتدء عناءا ويجد صعوبة في فهم المصطلحات الجديدة والنادرة، وليست سيئة بقدر كونها حسنة في حث القارء على البحث واختزان المفردات في ذاكرته. وتترك لنا في مواضع عديدة تساؤلات جمة وحكما عظيمة، وعبرا بالغة. الرواية ليست من الروايات التي تنتهي بجلسة واحد. والسبب في عمقها، وعدم الرغبة في التخلي عن صديق عزيز وحبيبٍ غالٍ ونبي جميل. وعند نهايتها ستصرخ كما صرخ ( النبي يعقوب، وروبيل، واخوته، وزليخة، والقطفير، ومالك، وأخناتون، والأطحل، ونساء مصر ) بصوت يخرج من عمق البئر الذي رمي فيه " واا أسفاه على يوسف.. " من جهتي أعطي الرواية أربعة نجوم ونصف رغم أنها تستحق كل النجوم التي وعظت مالك بن ذعر في الصحراء. بل طلبا وطمعا في تميز الاستاذ أيمن في رواياته الجديدة. وفي النهاية أنصح الجميع في قراءتها. لكي لا تصرخ والدة من لم يقرأها كما صرخت والدة اخناتون " واا أسفاه على ولدي 😅 "
قال روبيل : "دعونا نمر بالبئر" فردّ يهوذا : "لا والله لا يكون" . . . "البئر يوسف" "البئر غيابه" "البئر ذكراه" "البئر حتفه" "البئر اخونا" "البئر خطيئتنا"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رواية أنا يوسف من أجمل الروايات و أكثرها عمقاً.. أسلوب أيمن العتوم يجعلك تقرأ قصة النبي كأنك تتعرف عليها لأول مرة.. مناقشتك للكتاب رائعة..