هو رأي نقدي، محاولاً الإبتعاد فيه عن تجريح النسويات والنسويين. وحين أتكلم عن فئة فإنني لا أشمل بها الجميع.

في البدء أنا شخصياً أقدس أي فكرة أو حركة تدافع عن حق، أو مظالم الأفراد. و"النسوية" -كفكرة- وهي محاولة الدفاع عن النساء في المجتمعات التي يُضّطهدن فيها، والمطالبة بحقوقهن المسلوبة. وتلك فكرة تروقني (ولكن) ما أحاول الحديث عنه هو النسوية في عصرنا هذا، وليس الفكرة النسوية وتشعباتها التي لا يفقهنها النسويات حالياً.

‌وما سأخصه في الحديث هي فئة النسويات العربيات، لأنها الفئة التي تهمنا.

أولا: من الأخطاء التي وقعن بها النسويات العرب هو عدم وجود فكرة خاصة بهن، أو فلسفة تتماشى مع بيئة المجتمع. وهن متأثرات بقشور النسوية الغربية، ويلتمسن طالعاً يكن فيه أحراراً - كالحرية التي يحاول الغرب أيضاً تصديرها-

ثانياً: أنا أؤمن أن الرجل هبط إلى مرحلة سفلية لا تليق بإنسان، من حيث ظلم المرأة واستغلالها، وذلك يعود إلى جهل الرجل بواجباته المترتبة على المرأة دينياً، وإجتماعياً، سواء كانت زوجته أو أخته أو أمه، أو أي امرأة أخرى. وقد هيأ ذلك الطريق لظهور حركات إيديولوجية تطالب برد الحق لصاحبه. لكن النسوية أخطأت في استهداف الفئة المطلوبة!

ثالثاً: عندما نتعامل مع (سجّان وسجين)، من الحماقة أن نذهب إلى السجين ونخبره أنه مسلوب الحرية، ونحدثه عن الهواء العليل والبحر والشروق والغروب، وعما لذ وطاب من طعام وشراب؛ فإنه من المؤكد سيموت كمداً وقهراً، ولن تتغير حالته بتاتاً. فالسجان مقتنع بما يمارسه. وان أي عملية تمرد للسجين سيزيد السجان نسبة طغيانه وظلمه. لكن حينما نقنع السجان بأن الحرية حق لكل انسان ونخبره أن الممارسات التي يقوم بها بحق السجين لا يرضى بها القانون ولا الدين، ستنفلب حياة السجين رأساً على عقب. والقصد أن النسوية إن أرادت حقاً الوقوف مع المرأة، فعليها أن توعي الرجل بواجباته أولاً.

رابعاً: ان النسويات بمحاولاتهن الدفاع عن حقوق المرأة فإنهن يقعن في شرك "الميسوجينية الحديثة" وازدراء المرأة "نفسياً" فاعتقاد بعض النسويات بأن الزواج والأمومة سجن، والأسرة قيد، وبأن الرجل عدو.. سيدفع المرأة إلى كبت حاجتها ورغبتها المتعلقة بسجيةالمرأة المفطورة عليها. فحاجة المرأة للأمومة، وحقها في الزواج، ومشاطرة الرجل مشوار حياتها، هو حق لكل امرأة، كحقّها في التنفس.

خامساً: أنا أحّتقر النسوية والذكورية بحد سواء حين يضعون الجنسين في دائرة "العدو" ويتحيّن كلا الجنسين اللحظة المناسبة للانتقام من شريكه. محاولين كتم ذلك الصوت الصارخ بداخلهم بالرغبة للجنس الأخر كمكمل لذاته.

سادساً: ان المرأة والرجل ليسا متطابقين بيولوجياً ولا سيكيولوجياً، وذلك لترك المساحة لكل جنس أن يكمل الأخر ونقصه. وبذلك لا يمكن للرجل ولا للمرأة أن يتساوى بالمطلق. ولو أردنا للمرأة أن تتساوى مع الرجل بالمطلق لكان الطلب مستحيلاً " طبيعياً " وإن ضمان حق الرجل والمرأة هو العدل في الحقوق.

سابعاً: إن النسويات لا يتقبلن أن ينتقدهن أحدٌ لمجرد عمل شاذ من منتسبة اليهن. ولكنهن يتقبلن أن ينتقدن فكرة معينة لمجرد شذوذ أحد المنتسبين اليها. كالدين مثلاً. وان (بعض) النسويات العرب، لن يتقبلن أي فكرة دينية ولو كانت مع المرأة وضد الرجل.

ثامناً: قد يعتقد البعض بأننا حين لا نوافق النسوية نكون قد وافقنا على ما تعانيه المرأة من اضطهاد وعنف اسري وتشييء وتسليع. بل العكس. ولأننا نحن الرجال "قوامون على النساء" فهو فرضٌ علينا بأن نطالب بعدالة المرأة ونقف ضد أي شيء قد يخدش قلب المرأة ونفسيتها ونصونها ونحميها. وان كانت محاولة بعض النسويات توسيع الهوة بين الرجل والمرأة، باظهار الرجل بدور العدو، فإننا نؤمن بيقين أن "النساء شقائق الرجال"



Momin alramadan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اتفق معك في النقطة الأولى؛ ما نحتاجه حقاً هو رؤية وحرية خاصية بنا. ولكن اختلف معك بشدة في نقطة الثالثة وهي نقطة السجين والسجان لأن الحقوق تنتزع لا تطلب! والتاريخ يشهد بذلك. أعتقد أن الأغلب لهم هذا التوجه، ولكن القلة هم المسيطرون على الساحة الآن.
تدوينة رائعة 👍🏽

إقرأ المزيد من تدوينات Momin alramadan

تدوينات ذات صلة