من نحن- الأنا

شرح عنصر الأنا واستخدمت مقارنة لطيفة بين الأنا القوية التى تشعر بالضعف رغم قوتها وبين الأنا الضعيفة التى تشعر بالقوة رغم هشاشتها.

الحياة صاخبة بما فى الكفاية، ومع كثرة الضغوط والأعمال اليومية والمسؤوليات، نكون فى حالة تشويش مستمرة من حين للأخر وقلق مستمر تجاه مستقبلنا والحياة التى نسعى إليها. ومع كثرة أصواتنا الداخلية التى لا نعرف أيهما الأصح ولا نعرف من هم فى أساس هل هو صوت العقل أم صوت القلب ام يوجد اصوات اخرى ولا نعرفها!!

الوعي هو مدى إدراكك لمعرفة لنفسك من أمور شعورية وعاطفية وكيفية التفريق بين أصواتنا الداخلية.

والأنا هى مركز الوعى، هي ما نحن عليه وكل شئ نعرفه عن أنفسنا، تتغير باستمرار مع تقدمك في العمر وبتغير طبيعة الإنسان من خلال تغيير طبيعة البيئة المحيطة وتتمثل في تغير الآراء ونظرة الشخصية تجاه نفسك.

تشبه الأنا بالصندوق، فهى تمثل العقل الواعى الذى يشمل "الأفكار والمشاعر والعواطف والذكريات" التى يدركها الفرد.

مع تقدمك فى العمر ومع تجارب الحياة ومع تعاملاتك الاسرية والعائلية والاجتماعية، تضيف هذه الخبرات والتجارب للأنا، نحذف تصوراتنا القديمة ونضيف تصوراتنا الجديدة عن أنفسنا لتغيير شخصياتنا باستمرار.

يشرح كارل يونع اللاوعى الشخصى لدى الانسان بأسلوبه المتفرد، فكل عنصر يقابله عنصر آخر، فعنصر الروح "انيما وانيموس" يقابله البيرسونا وهى مقالى القادم.

اما الظل يقابله الأنا، والذات هى جوهر الانسان وخاصيته وهى التفرد الذى يسعى كارل يونغ الافراد ان يسعوا إليه، فالتفرد حسب يونغ هى أرقى مستوى فكرى للأنسان.

شرح عملية الظل : https://molhem.com/@Mohamed_Mokhtar/من-نحن-الظل-4136

الأنا هي العنصر الواعي يمثل مركز الوعي عند الفرد أو الشخصية فهى الجزء الذى يفكر ويشعر ويحس ويضع الاحتمالات ويلجأ للذاكرة لاستيعاب الذكريات والتجارب السابقة بوعي، أنها همزة وصل بين عالمنا الداخلى والخارجى، لكننا لا نصرح به دائما، نحن نحتفظ بجزء كبير مما يجول بهذه الأنا لأنفسنا.

يختلف الأشخاص والافراد فيما بينهم بحجم درجة الأنا، كل ما الفرد متصل بذاته اكثر كل ما كان شعوره تجاه نفسه بالقوة، والعكس صحيح .. كل ما الفرد غير مدرك أو غير متصل بذاته يكون شعوره تجاه نفسه يتسم بالضعف ويكون مصحوبًا بالتكبر والغرور والانانية والتمركز حول نفسه.

• ماذا يربط المعرفة بالأنا؟

يتميز "الأنا القوية" بالمعرفة القوية تجاه ذاتهم، قد يكونوا قليلين ثقتهم بذاتهم لكن شعورهم تجاه أنفسهم بالقوة، بسبب مراجعة خطواتهم وسلوكياتهم باستمرارية، يسترجعون ثقتهم بأنفسهم رغم شعورهم انهم قليلين من حولهم.

والعكس صحيح "بالأنا الضعيفة" لأنهم يفتقدون المعرفة الحقيقة تجاه روحهم وذاتهم، يكونوا ذو ثقة وانتفاخ كبير لذاتهم لدرجة ليشعروا أنهم ملوك الكون رغم اى كلمة تهز ثقتهم بأنفسهم.

• لماذا يشعروا ذو "الأنا القوية" بقلة ثقتهم تجاه أنفسهم؟

لأنهم يفتقدون الرعاية اللازمة منذ طفولتهم لنضوج شخصياتهم من أمن واستقرار عاطفي والرعاية الأسرية اللازمة، قوتهم الحقيقية منبعها من تجاه أنفسهم وذاتهم الحقيقية من مراجعة مستمرة لسلوكياتهم اليومية ومقارنتها مع ذوات الآخرين، قادرين على التعامل الأمثل مع الضغوط والإحباطات اليومية.

أما ذو "الأنا الضعيفة" يفتقرون إلى روحهم الحقيقة "ذاتهم" لأنهم متعالين وفاقدين التجانس بين عقلهم وروحهم، يتحاكون ثقتهم بدلأ من امتلاكها ليظهروا الغطرسة والتعالى وشعورهم أنهم أكبر من شخص فى محيطهم.

لماذا ذو "الأنا الضعيفة" لا يستجيبون لنداء ذاتهم رغم الغطرسة والتعالي؟

لان "الأنا الضعيفة" يكونوا غير مرنين وغير قادرين على التكيف ومتماهين "التقمص العاطفى" مع غرورهم الكبير تجاه أنفسهم.

اما ذو "الأنا القوية" يكونوا أكثر مرونة من غيرهم وأكثر خفة وقادرين على التكيف على اى وضع رغم معاناتهم الحقيقية، لأنهم ناضجين ومستقلين تجاه أنفسهم وواسعين الحيلة وذو خيال خصب وتفكير كبير تجاه من حولهم.

لماذا ذو "الأنا الضعيفة" يفتقرون إلى التعاطف من حولهم؟

لأن ذو "لانا الضعيفة" متمركزين حول أنفسهم، لا يمكنهم تركيز انتباههم على الآخرين، لانهم يعكسوا صلابة قوية تجاه من حولهم من آراء ومعتقدات وأفكار صلبة ولن يكونوا على استيعاب أو قبول آراء من حولهم أو من الآخرين.

اما ذو "الأنا القوية" يكونوا مؤمنين تجاه ذاتهم "روحهم" وغير متمسكين حول آراء ومعتقدات الغير، لأنهم لا يلجأون إلى الاعتراف من حولهم وغالبًا يكونوا مانحين وداعمين للأخرين بدلًا من طلب الدعم من الآخرين.