لقد وقعنا فى الفخ!! - انيما وانيموس

شرح التناقض من خلال فلسفة الصينية من شرح عنصرين الين واليانغ، وشرح "صورة الروح" خلال نظرية كارل يونغ عن اللاوعى الفردى

كثيرا ما نتعرض لمواقف غريبة ومش مفهومة فى يومنا الطبيعى، وتظهر لنا فى الوقت مع الأسئلة الوجودية مع نور القمر، لنحلل يومنا وسلوكياتنا وأفعالنا، نجاوب على بعضها وتظل اسئلة معلقة لحين يتم إدراكها بشكل كامل. لكن توجد غرابات في عالمنا وشخصيتنا لا تستطيع ان تجاوب عليها فى وقتها وتأخذ حيز كبير من تفكيرنا اليومى، عندما تدرك أنك تحب شخص وانت لا تعرف عنه أى شئ مجرد اسمه فقط ونظرة من عينيك من خلال صدفه، واصبحا هما تفكيرك الشاغل!! ما السر في هذه النظرة!!

عندما نتأمل الطبيعة والكون نلاحظ وجود تناقضات مثلا وجود الشمس والقمر، والنهار والليل، والصيف والشتاء، والنار والماء، والخريف والربيع.

وعندما نتأمل أنفسنا بسلوكيات مضت وسلوكيات الحاضرة نلاحظ أفعال وسلوكيات التى كنا لا نحبها اطلاقًا فى طفولتنا مثلًا نفعلها الآن ونحن بالغين ناضجين.

مثلًا كرهك التدخين منذ صغرك والآن قد تصبح مدخن، خوفك من الحيوانات من طفولتك والآن قد تكون مربى حيوان أليف فى بيتك، خوفك من الوحدة والآن تحب أن تكون وحدك.

الكثير من الأمثلة قد تكتشفها مع مرور الوقت لكن السمة الغالبة هى التناقض.

فى أطار الفلسفة الصينية "Taoism" وال Tao تعنى "الطريق" نمط وجوهر كل شئ، وهى الفلسفة هدفها "كيف نعيش فى انسجام مع العالم الخارجى"، تصف الطبيعة فى ثنائيات مع قوتين متعارضتين ومتكاملتين ومترابطتين، نصفان يتوازنان معًا ويشكلان الكل، هما عنصرين الين YIN تمثل "السكون" (الليل أو الظلام) و يانغ Yang عنصر "النشاط" (النهار أو الأبيض).

وهما العنصران اللذان يشكلان العالم المادى من تناقضات، وأن هذه التناقضات هى مظهر لتكامل الأشياء مع بعضها البعض، ويخلقان من بعضهما البعض، ويدعم كل منهما الآخر، وينظم كل منهما الآخر، والتحول فى بعضهما البعض.

أمثلة في حياتنا الواقعية: الكوب الذي نشرب منه القهوة فهو "يانغ" مادة صلبة وجافة أما العنصر السائل داخل الكوب هو "يين"، زهرة القمح في أثناء نموها "يانغ" وعندما نحصدها فهى "يين"

المياه المتدفقة بهدوء فى الأنهار فهى "يين" أما عندما تنتقل إلى الشلال تصبح "يانغ"

وميز اللاوعى الشخصى الجمعى بأنه يولد من كل التجارب الإنسانية منذ فجر التاريخ، أنه ذاكرة الإنسانية النفسية منذ ولادتها وحصلنا عليها نتيجة تاريخنا التطوري على مدى التاريخ، الذى هو نتاج كل تجارب الشخصية من ذكريات كامنة في اللاشعور الشخصي.

اتكلم عن أهم صورة من مكونات الشخصية فى اللاوعى الشخصى وهى "صورة الروح" وكيف تشكلت لنا، حيث اعتبرها "يونغ" هى عملية ضرورية للوصول نحو الذات الكلية، لا يمكن الوصول للذات دون عبور النفسيين المضادين.

كل نفس سواء "رجل أو امرأة" تحمل صفات ذكورية وأنثوية معا، فعنصر الأنثوي داخل الرجل يسمى Anima، وعنصر الذكورى داخل المراة يسمى Animus.

• ما هما "Anima" و "Animus" ؟

• الأنثى داخل الرجل "Anima" هى المشاعر الغامضة والغريبة عند الرجل، ولها القدرة على استقبال الغير العقلاني والدينى والتنبؤى، والقدرة على الحب والتواصل والتعبير والتعاطف، هي طاقة الإغراء والاستيعاب إلا مغلفة من الوساعة والإحساس العميق بالطبيعة.

• الذكر داخل الأنثى "Animus" هي الميول والاتجاهات الذكورية فى اللاوعى المرأة، فهى تحمل كل سمات مقترنة بالذكورة مثل الجرأة والمغامرة والقناعات الثابتة والتفكير العقلاني، والقدرة على وضع نظم وأطر مغلفة بالطاقة التمرد والقوة والمبادرة والبناء.

• كيف يتم تشكيلهم؟

• الأنثى داخل الرجل "Anima" يتم تشكيل جزء من أنيميا بتأثير الأم والنساء الأخريات وتأثير التجربة الذاتية للفرد.

• الذكر داخل الأنثى "Animus" يتم تشكيل انيموس بقناعات وتأثير من الأب وأفكار أبوية راسخة، أو يتم تشكيلة من قبل الأم خاصة الأمهات الأ عاشوا علاقات صعبة ومضطربة وتأخذ طابع تمردى مع الجزء الذكرى التى فى داخلها، يكونوا منعزلات عن أى علاقة سليمة مع أى ذكر ما، يعطى شعورها أن لا يمكن أتواصل أو أناقش أو أتفاوض لكنها تقف أمام الإشكاليات والاستثناءات.

• ما تأثير "Anima" السلبي والإيجابي؟

• تأثير "Anima" السلبي يكون هدام على صاحبها بأكتئابات وتغيرات مزاجية حادة وعصبية، وشعور عارم بالضياع وعدم الثقة والخوف من المستقبل وتوقع قلق للحوادث وشعوره دائما بالأسوء ويكون الشاب في حالة من السوداوية تجاه الحياة، نتيجة استحواذ عنصر الذكورة على أنيميا بشكل كامل.
• تأثير "Anima" الإيجابى عند إدراكها من الجانب الشاب يمكن تطويرها والعمل عليها كسمات واعية، أنيما مسئولة عن اختيار شريكة حياة ملائمة، خصوصًا لما المنطق والتحليل عند الشاب يكونوا عاجزين لأستخراج حقائق عن اللاوعى، والأنثى بداخلنا هى التى الأقدر لجلب الحقائق حيث أن تحاكى العبور لقيم ذاتية وأعماق داخلية لا يمكن الوصول إليها بدونها وبالتالى تقوم بعمل وسيط للظهور للذات. وممكن تتجسد أنيميا أيضا بامرأة تقوم بإرشاد نحو طريق ما أو عبارة معينة مرشدة صاحب العلم لذاته، وانها قادرة على خلق نواحى الإبداع في داخلنا، والتعبير عن عواطفنا ومشاعرنا بوضوح دون ما نشعر شئ مس ذكوريتنا.

• ما تأثير "Animus" السلبي والإيجابي؟

• تأثير "Animus" السلبي يكون سلبى عندما لا يتناسب أو تعارض مع طبيعة الأصلية للفتاة، يتمظهر على شكل عقد وذنب هائلة لعدم قدرة الفتاة على العيش لمستوى هذه القناعات والآراء. ولذلك تقبل فى وضع استكانة وخضوع وحالة من القلق والخداع، والفتاة تجبر على خيارين هى أن تعتز بأنوثتها وكل ما يرتبط بها من سمات أو أن تظهر انيموس فى داخلها من قوة وشراسة وعنف وكثير من المواقف يتم التخلي عن كثير من الأشياء من طبيعتهم.
• تأثير "Animus" يكون إيجابى عندما تدرك والتعرف على الذكر فى داخلها وإقامة علاقة تصالح معه، تتمكن من تحليل وتصنيف المستفيدين معها فى الحياة اليومية، وقدرة مختلفة الأبعاد على تحمل المسئولية، والخروج من حالة اعتماد على الذكر في حياتها واستقلالية واعتماد على الذات والجرأة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

• كيف تعبر "Anima" عن نفسها في اللاوعي الشاب؟

• أحد أشهر تعبيرات "Anima" عن نفسها هو وقوع الشاب في حب امرأة لا يعرف عنها شئ، شكل نظرة معينة طبقت عند هذا الشاب فى اللاوعى وتم إسقاط أنيما على المحبوبة، ويقول الشاب "انا حاسس انى اعرفها من زمان". وهي عملية ضرورية لتكملة نضوج الشاب والفرد وتواصله لعلاقة سليمة مع حاله وشريكته المستقبلية أو مع شريكته الا شكلت مرآه لذاته.

• كيف تعبر "Animus" عن نفسها في اللاوعي الفتاة؟

• "Animus" داخل الإناث هى سبب إيضًا للوقوع الفتاة للحب، تكون إسقاط الصورة انيموس على الشاب داخلها في اللاوعى الجمعى. وبدل ما يتعرفوا على بعض، تلاقى كل واحد فيهم يكون أو يألف رواية أو صورة مختلفة كليًا عن التانى، انيموس قادر على خلخلة علاقاتها مع الآخرين، وإضعاف قدرتها على التواصل حقيقى وبالأخص مع الرجل بدون إسقاطات أو صور بعيدة كل البعد عنهم.