"مومياء تمثل أول اكتشاف على الإطلاق لمومياء حامل محنطة. وتـطرح مومياء هذه السيدة الغامضة أسئلة مهمة حول المعتقدات الروحية المصرية القديمة"


في كشف علمي مثير لمجموعة من الباحثين الآثار في جامعة وارسوا وأكاديمية العلوم ببولندا تم نشره في نُشر بحث الفريق في مجلة العلوم الأثرية اكتشف علماء الآثار مومياء مصرية محنطة وبها جنين . في البداية ، اعتقد علماء الآثار أنهم كانوا يمسحون مومياء كاهن مصري قديم يُدعى هور دجيهوتي. ثم كشفت الصور في بطن الجسم ما يبدو أنه عظام قدم صغيرة. ثم أكدت الفحوصات الكاملة للمومياء وجود قدم لجنين صغير لا يزال في بطن أمه المتوفاة وهي المومياء المحنطة.


لأول مرة : اكتشاف مومياء مصرية حامل96961139331795660

التابوت وعلبة الكرتون والمومياء. (المتحف الوطني في وارسو ، مشروع مومياء وارسو)


وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على امرأة محنطة وهي حامل ، بل إنها تمثل لغزًا محيرا. من كانت المرأة؟ ولماذا تم تحنيطها بجنينها؟ وبسبب هذا الاكتشاف الغريب للغاية ، فقد أطلق عليها العلماء اسم السيدة الغامضة للمتحف الوطني في وارسو ببولندا. ولأسباب غير معروفة ، لم يتم إخراج الجنين من البطن أثناء التحنيط.

والجدير بالذكر انه قد تم التبرع بهذه المومياء والتابوت الحجري الخاص بها إلى جامعة وارسو في عام 1826 وتم الاحتفاظ بها في المتحف الوطني في وارسو ببولندا منذ عام 1917. وهذه القطعة الأثرية لها في الواقع تاريخ مثير للاهتمام فقد كان يُعتقد في البداية أن المومياء أنثى ، على الأرجح بسبب التابوت الحجري المتقن. ولكن عندما تمت ترجمة الاسم الموجود على التابوت عام 1920 تقريبًا تغير هذا التصور وجد أن اسم المدفون لرجل.


ولكن في عام 2016 ، كشف التصوير المقطعي بالكمبيوتر أن المومياء الموجودة في التابوت ربما لم تكن في الواقع هور دجيهوتي. فقد كانت العظام حساسة للغاية ، والأعضاء التناسلية الذكرية مفقودة ، وأظهرت إعادة البناء ثلاثية الأبعاد وجود ثديين. وقد تم تفسير هذا التضارب بين الاسم علي التابوت من الخارج ونوع جثة المومياء أن هذه القطعة الأثرية لم يتم التعامل معها تمامًا بأفضل رعاية في القرن التاسع عشر. فمع أن التابوت تم صنعه بالفعل لمومياء ذكر ، فيبدو أنه تم وضع مومياء مختلفة تمامًا في التابوت. وما يعضد رأي الباحثون هذا وجود تلف ببعض ضمادات المومياء والذي من المحتمل أن يكون سببه اللصوص في القرن التاسع عشر الذين يبحثون عن التمائم.


لأول مرة : اكتشاف مومياء مصرية حامل21001365232787104

صور ومسح للمومياء


ولهذا وللأسف الشديد من المستحيل معرفة هوية المرأة بالضبط ، أو حتى ما إذا كانت قد أتت من طيبة حيث تم العثور على التابوت ؛ ومع ذلك ، يمكن قياس بعض الحقائق من بقاياها. أولاً ، تم تحنيطها بعناية فائقة ، ومعها مجموعة غنية من التمائم ، مما يشير في حد ذاتها إلى أنها كانت شخصًا مهمًا حيث كان التحنيط من الكماليات في مصر القديمة ، ولم يكن متاحًا للكثيرين. توفيت المرأة منذ ما يزيد قليلاً عن 2000 عام ، في القرن الأول قبل الميلاد تقريبًا ، بين سن 20 و 30 عامًا ، ويشير نمو الجنين إلى أنها كانت بين 26 و 30 أسبوعًا من الحمل.


لأول مرة : اكتشاف مومياء مصرية حامل22051915947233348

الأشعة السينية والأشعة المقطعية لبطن المومياء ، يكشف عن الجنين


وذكر الباحثون أن هذه المومياء تمثل أول اكتشاف على الإطلاق لمومياء حامل محنطة. وتـطرح مومياء هذه السيدة الغامضة أسئلة مهمة حول المعتقدات الروحية المصرية القديمة. هل اعتقد قدماء المصريين أن الأجنة التي لم تولد بعد يمكن أن تستمر في الحياة الآخرة ، أم أن هذه المومياء كانت شذوذًا غريبًا؟ ومن غير الواضح كيف ماتت هذه السيدة ، لكن الفريق يعتقد أن تحليل الأنسجة الرخوة المحفوظة للمومياء قد يعطي بعض القرائن. فقد يكون معدل ارتفاع الوفيات أثناء الحمل والولادة في تلك الأوقات بسبب الحمل يمكن أن يكون السبب الرئيسي وراء وفاة هذه الشابة.


ويمثل هذا البحث بحث اضافة مهمة للغاية ونقلة نوعية ليس فقط في علم التحنيط عند القدماء المصريين ومدي تقدمهم فيه يبين قدرتهم علي تحنيط سيدة حامل مع الاحتفاظ بالجنين فيها ولكن أيضا يعطي اضاءة عن المعتقدات الدينية والفلسفية والمجتمعية عند المصريين القدماء خاصة لدي الطبقة الحاكمة والأرستقراطية.


مع خالص تحياتي

د. محمد لبيب سالم

أستاذ علم المناعة كلية العلوم جامعة طنطا مصر

عضو اتحاد كتاب مصر

[email protected]



الرابط الذي فيه البحث المنشور

Wojciech Ejsmond, Marzena Ożarek-Szilke, Marcin Jaworski, Stanisław Szilke: A pregnant ancient Egyptian mummy from the 1st century BC. Journal of Archaeological Science. Available online 28 April 2021, 105371

https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0305440321000418#!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. محمد لبيب سالم أستاذ جامعي واديب

تدوينات ذات صلة