أصل تسمية البلازما والتشابه بين بلازما الدم وبلازما الفيزياء



البلازما مصطلح مهم يتردد علي ألسنة الكثير من المتخصصين وأحيانا الغير متخصصين. ولكن عادة ما يرتبط هذا المصطلح، خاصة في الآونة الأخيرة ببلازما الدم، لاستخدامها كعلاج لفيروس كورونا نظرا لاحتوائها علي اجسام مضادة عند أخذها من المرضي الذين تم شفائهم من الفيروس. ولكن مصطلح البلازما أيضا مهم جدا في لغة الفيزيائيين.


فبلغة أهل البيولوجيا، البلازما تعني السائل الموجود بالأوعية الدموية الذي تجري فيه كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. وهو سائل هلامي يميل للاصفرار ويحتوي علي العديد من البروتينات التي تفرزها خلايا الجسم وخاصة الخلايا المناعية. ويعتمد عليه متخصصي التحاليل الطبية من الكيميائيين في ايجاد صورة عامة عن صحة الجسم من خلال قياس مستوي البروتينات والسكريات والدهون والفيتامينات والاملاح. ولذلك فهو جزء هام جدا من سوائل الجسم.


أما بلغة أهل الفيزياء، فالبلازما تعني الحالة الرابعة من المادة بعد الحالات الثلاث وهي الصلبة والسائلة والغازية. فالبلازما هي الحالة الغازية ولكن متأينة أي يمكن وصفها بأنها غاز متأين تكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرة أو بالجزيء. و وللبلازما تطبيقات عديدة في الصناعة والطب والزراعة. واول من اكتشف حالة البلازما هو البروفيسور Irving Langmuir وسماها بهذا الاسم لان مكوناتها العديدة والمتكاملة ذكرته ببلازما الدم.


وأثناء مناقشتي مع الباحثة "هدي السعيد"، وهي باحثة ماجستير في قسم الفيزياء (الحيوية) بكلية العلوم جامعة طنطا، عن البلازما وتطبيقاتها في علاج السرطان، تتطرق الأمر إلي سؤالها عن السبب في تسمية بلازما الفيزياء بهذا الاسم. وبالرغم من قيامها مشكورة بشرح بعض التفسيرات وطريقة تكوين البلازما، إلا أني طلبت منها، كعادتي، أن تأتيني ببعض الأسباب لأصل هذه التسمية المبنية علي مراجع

الفرضية الأولي :

بلازما الدم تتسم بأنها تحمل الغذاء المهضوم كما أنها موجه ومحددة الطريق في توزيع هذا الغذاء .وكذلك الحالة الرابعة من المادة وهي البلازما فالبلازما تحمل الشحنات الموجبة والسالبة والسمه المميزة لغاز المتأين ليصبح بلازما هي أن تتسم الشحنات بالتصرف الجماعي والتوجيه الموحد Collective behavior. لذلك سميت بلازما الفيزياء على اسم بلازما الدم.


الفرضية الثانية:

بلازما الدم لا تتغير حالتها مع تغير درجه حراره الجسم فلا تتبخر في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم أو تتجمد في حاله انخفاض درجة حرارة الجسم فهي ثابتة على حالتها ولذلك تحافظ على ثبات حاله الدم طالما موجودا داخل الجسم. وكذلك بلازما الفيزياء لا تعود إلى الحالة السابقة (الغازية) حتى لو فقدت خاصيه من خصائصها المميزة فهي تعود كغاز متأين.


كل هذه فرضيات ومقتطفات من الأبحاث باجتهاد العلماء في تفسير اسم الحالة الرابعة من المادة. لكن المؤكد أنها سميت على اسم بلازما الدم لإظهار مدى خصوصية هذه الحالة وتأثيرها على الوسط المحيط كما تؤثر بلازما الدم على الجسم ككل.


ا.د. محمد لبيب سالم

أستاذ علم المناعة

كلية العلوم جامعة طنطا مصر



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. محمد لبيب سالم أستاذ جامعي واديب

تدوينات ذات صلة