يحمل مجتمعنا صاحب القيم في ثناياه عاوامل تناقض تلك القيم، وفي هذه المقالة سوف أناقش احدي هذه العوامل .
تتجلى العنصرية في مجتمعنا بشكل مضر للسلام الداخلي ، حيث تجد اننا ندعي المثالية ، بينما لا يستثمر أحدنا الفرصة في إبداء آرائه الساخرة ، بدون اي وجه حق .
بطبعنا نولد ومعنا كره الإختلاف ، اللذي يتطور مع الوقت إلى كراهية للنجاح ، ولا يتوقف الأمر على السخرية من الشكل ، بل ويصل الى التقليل من الشخصية إجمالا ، فتجد صاحب الفكر المختلف منبوذا من ابناء مجتمعه -وإن كان هو افضلهم - .
ولا أخفيكم سرا انا شخصيا أواجه تلك المواقف في حياتي اليوميه ، حيث يتم انتقادي لأسباب تكاد تكون مجنونة من صاحب الأنتقاد ، حيث ينتقدني البعض لمجرد اني افكر بشكل عقلاني أكثر ، ولا أخوض خوض التوافه والرويبضه ، حيث تتكرر علي مسامعي جملة ( "عيش سنك ") .
فتصبح مسألة التعامل بعقلانية حتى في اوقات المزاح منكرا يبغضه الناس ، فيتعرض محب القرائة والنقاشات الثقافيه إلي اقسى انواع التنمر من الوسط المحيط به ، فيصبح مثل اللذي يمارس المنكرات في العلن .
الخلاصة من القول عزيزي القارئ لقد نجح مخطط تمويع الشخصية في مجتمعنا العربي المسلم ، فصرنا نتباهى بممارسة التفاهة في العلن ، ونتواري من اعتناق الثقافات خوفا من المجتمع، فيهمش المتدين ويترعرع الفاسد ،ويحبط حامل العلم ، ويزداد قدر صاحب المال .
كل تلك الأوبئة المنتشرة في هذا المجتمع ناشئة بسبب سوء استخدام وسائل التواصل ، حيث انها انحدرت عن غرضها الأساسي ، فتحولت من قيمتها للتعبير عن الرأي ، الى وسيلة لتصنع الشخصيات الزائفه ، ومحاولة التعبير عن ذلك بإستخدام شتى انواع العنصرية والتنمر اللفظي والمرئي ، وتغيب الرقابة عن المجتمع الرقمي ، مما يعزز تواجد المتنمرين التافهين ، ومع مرور الزمن يتكاثر هذا الفكر العنصري المتخلف ، وسيصل في أقصى مراحله لإلتهام ما تبقى من القيم في نفوس ابناء مجتمعنا .❗
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
بوركت، مقالة رائعة أحسنت بتسليط الضوء على هذه المشكلة المتفشية بمجتمعنا فيها.