مع بداية عام جديد، عليك أن تجدد طاقتك، وتعلم بعض الموضوعات التي ستؤثر عليك في صفحتك الجديدة، لتتمكن من المضي بدون عوائق مجددًا
قد يظل البعض مُستيقظََا بسبب كلمة ليس هو سببََا فيها، وإنما السبب عوامل أخرى لانهائية، قد تكون هذه الكلمة على سبيل المزاح العنيف، الكراهية، أو فقط لحُب رؤية الآخرين مُحطمين وفي حال سيئة، و إذا أردنا اختيار مصطلح يشمل كل ذلك، فلن نجد أفضل من مفهوم "الانتقاد"، والذي سنتاوله اليوم هو الانتقاد السلبي، أما عن الانتقاد الايجابي فهذا سنتحدث عنه في تدوينة أخرى بشكل أعمق، وألطف بالطبع.
ماهو الانتقاد السلبي، ومتى يصبح الانتقاد سلبيًا؟
الانتقاد هو أسلوب ينتهجه الكثير من الناس من أجل جعل بقية اللآخرين حولهم يتحولون إلى ماهم عليه، وسحبهم للقاع الذين يعيشون فيه، وهو محاولة غير مباشرة لجعلك تتبع تعليماتهم وأوامرهم لتصبح فردا عديم الهوية والرأي، مثلهم تمامًا، هي أيضًا أشبه بمحاولة لرسم صورة النمطية، ولكن النمطية السيئة، فيتمنون لو أن الجميع يتشابهون في السوداوية والإحباط والفشل.
في الواقع، اذا أُستخدم الانتقاد بصورة جيّدة مع مراعاة أخلاقيات احترام وتقدير مشاعر الآخرين، وذلك لنوايا حسنة كتحسين الأداء أو التطوير من الذات، أو للتخلّي عن عادة سيئة في السلوك، فهذا لا يعتبر سلبيًا على الاطلاق، و إنما يُعتبر محاولة لبناء بيئة تقل فيها العيوب أو الأخطاء وتتمتع بمزايا أكثر.
يصبح الانتقاد محط صراع ومشكلة حينما يتمادى المنتقد في أسلوبه وكلامه وطريقة ايصاله للنقد، وعندما يكن الغرض المقصود منه هو اشباعُك بشعور الفشل والإحباط وانعدام القيمة، وهنا تصبح لدينا مشكلتين كبيرتين من أكبر المشاكل التي تُنتج لنا طاقة سلبية : مشكلة وجود مُنتقدين سلبيين بدون قواعد نقد صحيحة، ومشكلة العواقب التي يعاني منها من تعرض للانتقاد.
لماذا ينتقد الناس بعضهم البعض بشكل سيء؟
الانتقاد دائرة غير منتهية تتصل عواملها وأسبابها ونتائجها الى حدود واسعة ومُتفرعة، هُناك العديد من الغايات التي يسعى إليها المُنتقد لتحقيقها ويكن على أتم الاقتناع بها لأنه وببساطة يرى أن ذلك ليس بخطأ قط:
1) الاقتناع بأن الفشل هو المصير النهائي لكل شخص: قد يفشل الناس في حياتهم كثيرًا ولكن يكن عندهم دافع الاستمرار وتكملة المشوار، على عكس المُنتقد السلبي، فهو يرى أن النجاح مستحيل الحصول وأن ما يجب أن يقوم به الجميع هو تلبية حاجاتهم الأساسية فقط، أما عن الرغبة في الوصول لأشياء أخرى ذات قيمة فهو لا يرى أنه من الحق الكفاح للوصول لها، لأنه أصبح يرى أن الفشل هو النتيجة النهائية، و اقتناعه بذلك يرجع لأسباب عديدة تتعلق به هو شخصيًا، ولكن ليس من اليقين أنّ ما حصل مع شخص مرّ بتجربة سيئة سيحصل مع الأخرين، ومن هنا يأتي الشعور بإيقاع اللآخرين ليصبحوا مثله.
2) الاستمتاع بجذب الأخرين للقاع: يجد بعض المنتقدين اللذة في إحباط الأخرين ومشاهدتهم في حالات محزنة، قد يكون هذا نوع من الجنون أو المرض ولكن كثير من المنتقدين لا يحبوا مشاهدة صعود شخص ما إلى قمة الإنجاز، ولذلك يسعى الى الإيقاع به كلاميًا و فعليًا، ويتأثر الكثير من الناس بكلام المنتقدين نظرًا لضعف الثقة بالنفس أو الخوف من المجهول، فيصدقون النقد وينجرفون الى حافته على أن لديهم خبرة أكثر منهم.
3) الاختلاف في الرأي: فأهمية احترام آراء الآخرين هي صفة لن تجدها في المنتقد، علاوة على ذلك، فهم يرون أن الأراء التي تختلف مع آرائهم هي آراء فاسدة وليس لها صحة من الأساس، وليس بالضرورة أن تكون كذلك فهي مجرد آراء وليست محط صراع، ولكن يقوم المنتقد بتحويلها إلى ذلك، فيزيد في نقده وعنفوانه حتى يجبر الطرف الآخر على تبنّي رأيه، و من هنا ينتشر التشابه في الآراء، وتزداد الكارثة إن كان ما يتبنوه من رأي مدمّر وفاسد على بقية العامة.
4) حُب التفلسف والانتقاد دون سبب: في الحقيقة، التفلسف قيمة جميلة عند البشر إذا كان استخدامها معتدلًا، ولكن حينما تزداد عن الحد، تصبح مصدر إزعاج وأحيانا النفور من هذا الشخص لمعرفة أنه متفلسف على " ولا شيء"، فقد تجد شخصًا ما ينتقد إنجازك الجديد من نواحي أخرى تكاد تكون سطحية أو تافهة، ليصيغها لك في صيغة فلسفية وهي بعيدة كل البعد عن الفلسفة، من أجل إحباطك فقط، فهو لا يذكر أي خير، هو فقط يترقب الحدث لكي يضع عليه بصمته النقدية ، السلبية.
اذا هاجمك الناس وأنت على حق ، أو أزعجوك بالنقد فافرح ، انهم يقولون لك أنك ناجح ومؤثر. - د. ابراهيم الفقي
ولكن ماهي العوامل التي تجعل الشخص يُدمن الانتقاد، وكيف يُمكنك كشخص إيجابي لديه أهداف ويعي لمسئولياته أن يتعامل مع النقد الموجود باستمرار؟ هذا ما سنعرفه في في المدونة القادمة بالتفصيل،فكونوا على أتم الاستعداد ،وترقبوا المزيد عن بحر الاننقاد !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
روعه بالتوفيق ☺
جميل جداً استمرى 👏