حين تصل لمرحلة استيعاب الاشياء و فهمها بالشكل الصحيح سيقولون عنك انك تغيرت !
"نحنُ لم نتغير ، بل إستوعبنا".
حين تصل لمرحلة استيعاب الاشياء و فهمها بالشكل الصحيح، و التركيز على الامور الدقيقة منها و بعمق ، اعلم انك اصبحت بالفعل ناضجا .. و حينها فقط سيكون من حقك قبول اتهامات الناس لك بانك تغيرت بل و اجبهم بصوت صارخ و بثقة في النفس لا تكاد تخفى : " بالفعل نعم انا تغيرت .. " او لحظة ! بل لا تنتظر اتهامهم و لتصرخ بصوت عال قبل ان يتهموك و يخبروك .. و أعلمهم انك حقا لم تعد ذاك الساذج الذي يرى الاشياء بشكل سطحي و يرفض تقبل ما لا يعجبه و يبرر المواقف و الاحداث كما يريد قلبه .. ببراءة و سذاجة احيانا !
فكلما مررت بلحظات عصيبة و معاناة زاد نضجك و تغيرت نظرتك لبعض الامور و بالتالي اصبحت تستوعب الاشياء و تراها على حقيقتها ! لأن الإستيعاب درجة مرتفعة من درجات الفهم فكلما زاد الفهم اتضحت الصورة و بدا ادراك الامور اسرع و اصح فيسهل على المرء استيعاب الامور بدقة و دون خطأ او خلط رغم ان احتمال ذلك موجود ... الا ان استيعاب الاشياء في الغالب هو فهمها على حقيقتها فهما منطقيا بالحجة و البرهان لا بالحدس و التوقع ... مثل اعتزال الدخول في نقاشات لا نهاية لها و لا قيمة في نتائجها ايضا مثل الاكتفاء بعتاب نفس و نقدها و التحرر من الحكم على الناس و مراقبتهم طول الوقت و كذلك كمثال آخر ان لا تستهويك جلسات بعض الاصدقاء بعدما كنت تحب ذلك لأنك ادركت ان في حياتك اشياء اهم من ذلك او ربما ان ذلك الوقت الذي تضيعه هناك قد يفيدك اذا استغللته جيدا .
و لاستيعاب الاشياء مائة بالمائة لابد من ادراكها على حقيقتها و فهمها و فهم المغزى و المراد منها و المقصود بها كفهم بعض الامور في السياقات السليمة الصحيحة .. لذلك تغيرنا هو فهم لكثير من الاشياء و استيعاب لكثير من الامور في علاقاتنا بالناس فليس كل تغير في وجه الاخرين امر سلبي ! فهناك من تغيروا بمجرد ادراكهم لكثير من الاشياء و استيعابهم لبعض الامور التي كانت تخفى عنهم رغم ابصارهم لها فالابصار شيء و الادراك شيء آخر فاشكر الله على نعمة الاستيعاب فهو لوحده نعمة وجب على الناضج شكر الله عليها طول الوقت ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات