الكتابة لا تتطلب منك أن تكون كاتبا بارعا أو أديبا عظيما، كل ما يتطلبه الأمر أن تضبط الآليات المتعلقة بنوع المجال الذي تكتب فيه.
إذا قمت بطرح سؤال "ما هي الكتابة؟ "على أول شخص تجده أمامك بعد قراءة هذا المقال، غالبا سيجيبك أنها وسيلة للتعبير ولنقل الأخبار والمعلومات...إلخ. هذا الجواب صحيح تماما، لكن الأمر ليس بهذه السهولة بتاتا.إن الكتابة تختلف حسب المراد منها، فكتابة موضوع إنشائي ليس هو كتابة الرواية مثلا. بمعنى آخر، كل نوع من أنواع الكتابة لديه أدوات وأسلوب خاص به. فما هي أنواع الكتابة؟ وما مميزات كل نوع؟
يوجد ثلاثة أنواع للكتابة في اللغة العربية، وكل نوع يستخدم في مجال خاص به ولديه آليات تدعمه. وبالتالي لا تكون الكتابة حكرا على أحد ويمكن لأي شخص أي يكتب في مجاله إن تمكن من فهم آليات المجال الذي يكتب فيه وإن اختار النوع المناسب للكتابة. وهذه الأنواع هي:
أولا: الكتابة الوظيفية:
فهي الكتابة التي يؤدي بها الكاتب عمله الوظيفي كما هو واضح من اسمها. كالمقال والتقارير وكتابة المحتوى وكتابة المحتوى التسويقي والإعلانات وكتابة الإرشادات... إلخ. حيث الكاتب يعتمد على طرح الأفكار والمعلومات بشكل مختصر ومكثف وبسيط بعيدا عن أي تعقيد.
ثانيا: الكتابة العلمية:
هذا النوع يرتكز أساسا على العلم، والكتابة في هذا المجال تعتمد على مصادر موثوقة ومعلومات صحيحة. فالكاتب يعطي أهمية قصوى للمعلومات أكثر من الأسلوب واللغة حيث أن هذه الأخيرة يكفي فقط أن تكون سليمة وبسيطة. والكتابة العلمية تهم شتى العلوم (دينية، طبية، فلكية، رياضية، ...إلخ). ويستخدم هذا النوع عادة في المقالات والمجلات العلمية والكتب الأكاديمية والتعليمية.
ثالثا: الكتابة الإبداعية:
يعد هذا النوع من أهم أنواع الكتابة كما أنه نوع واسع جدا. طبعا هذا النوع هو الذي نجده في القصة والرواية والسيناريو والشعر والنثر والمسرح وكل ما يتعلق بالكتابات الأدبية بشكل عام. هنا الكاتب يعتمد على مشاعره وأفكاره وتأملاته كما أنه يعتمد بشكل أخص على خياله ويصيغ ما سبق بلغة شاعرية جميلة تخدم النص. فاللغة في هذا النوع مهمة جدا ليس كباقي الأنواع حيث انها الوسيلة الأهم للكاتب ليترجم كل ما يجول في خاطره ويجعل القارئ ينسجم معه ويكمل القراءة للآخر. إن الكتابة الإبداعية تخدم مجالات تتعلق بالإمتاع أكثر من المعرفة، فالذي يقرأ رواية مثلا هدفه الرئيسي هو الاستمتاع بها وبحكايتها وبوصف أحداثها وشخوصها وأحاسيسهم...الخ. لهذا وجب التنويه أن جمالية اللغة تعتبر آلية ضرورية لهذا النوع من الكتابة، إضافة إلى خيال الكاتب الخصب.
ومنه نخلص إلى أن الكتابة متاحة لأي شخص شريطة أن يضبط آليات عمله الكتابي ويحدد مبتغاه من الكتابة. وذلك من خلال تحديد الهدف من كتاباته وموضوعها والفئة المستهدفة وطريقة طرح الأفكار وتنظيمها بشكل انسيابي ومتسلسل لكي ينجح العمل الكتابي وتصل فكرته للقارئ.
مباركة الفقري
التعليقات
ماشاء الله 👏👏👏👏👏