اسم الكتاب: قبل أن تبرد القهوة ج 2 حكايات من المقهى اسم الكاتب: توشيكازو كواغوشي نوع الكتاب: رواية عدد الصفحات: 232


رحلتي هذه المرة كانت مميزة جدًّا، ولِمكانٍ جديدٍ ومميز أيضًا، بلادٌ أزورها للمرة الأولى، وأدبٌ أغوص في أعماقه للمرة الأولى ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة.

الأدب الياباني

كنتُ غارقةً داخل إحدى مقاهي طوكيو القديمة في اليابان حيثُ تُقدَّم القهوة المُخمَّرة هناك منذ أكثر من مئة عام، فتفوح الروائح الأخاذة، ويجتمع عُشاق القهوة لاحتسائها أو لرغبتهم بخوض تجربة السفر عبر الزمن للماضي حيث كان يقدم المقهى أيضًا تجربة فريدةً بإمكانية السفر عبر الزمن للماضي.

يتوجب من الراغب بالسفر عبر الزمن أن يجلس على كرسيٍّ مُحدَّدٍ يحتله شبحٌ لامرأةٍ ذات فستانٍ أبيض تقرأ كتابًا طيلة جلوسها لا تغادره إلا مرة واحدة في اليوم إلى الحمام ومن ثم تعود لتجلس مكانها.

هناك قواعد لِمن يريد السفر عبر الزمن وأهمها أنَّ المسافر لن يلتقي بمن يريد إلا إن كان قد سبق وأن زار المقهى ولو لمرة واحدة، وأنه لا يستطيع تغيير أي شيء في واقعه من ماضيه مهما حاول.

فما الذي جعل أبطال الرواية الأربعة يقررون السفر لماضيهم إن كان تغيير الحاضر مستحيلًا؟

تبدأ الرحلة إلى الماضي بمجرد بدء سكب القهوة الساخنة وتنتهي قبل أن تبرد القهوة.

وعلى المسافر عبر الزمن للماضي أن يُنهي شرب قهوته قبل أن تبرد حتى يعود لواقعه.

للرواية جزءٌ أول وقد اتضح لي بأني بدأتُ بجزئها الثاني ولكن لا أجد في الأمر مشكلة، وسأبدأ طبعا بقراءة جزئها الأول لأنها حقًّا ممتعة ورائعة وبسيطة، رواية خفيفة تأخذ بيدك إلى أجواء المقاهي القديمة بعبقها المركز بروائح القهوة، تستمع لحكايات روَّادها وقد تتعلم منهم أشياء جديدة وقد تلفت انتباهك أفكار جديدة لم تكن لِتخطر على بالك.


لطالما شغل تفكيري سؤال "ماذا لو كان بإمكاني الرجوع إلى الماضي ولو ليومٍ واحد؟"

رغم قناعتي بأني لن أتمكن من تغيير شيء من واقعي الحالي الذي أعيشه اليوم، إلا أني كنتُ أرغب بِعَيش مشاعر ولحظات اختفت من حياتي منذ زمنٍ طويل حتى أني نسيت كيف تُعاش!

كنتُ أرغب بقولِ ما علِق داخلي ولم أقُله لأشخاص كانوا لي كل شيء!

كنتُ أرغب بإعادة النظر ببعض التصرفات والقرارات الغبية التي اتخذتُها بسبب غضبي من نفسي فحصدتُ ثمارها ظُلمًا لنفسي كبيرًا!

كنتُ أرغب بقولِ "لا" والتمسُّكِ بها إلى الأبد دون أن أهتم لأحدٍ سوى نفسي، فالنتيجة كانت نفسٌ مكسورةٌ!

كنتُ أرغب بأن أقول منذ بدأت أسطِّر أولى كلماتي بأني أريد أن أكون كاتبة!


بالنسبة للشخصيات التي سافرت عبر الزمن في الرواية فهم أربعة:

1- الرجل الذي عاد بالزمن ليُقابل أعز أصدقائه والذي مات قبل 22 سنة

2- الابن الذي لم يتمكن من حضور جنازة والدته

3- الرجل الذي سافر ليرى الفتاة التي لم يتزوجها

4- المحقق الذي لم تُتِح له فرصة تقديم هدية لزوجته في عيد ميلادها.

جميعهم كانوا خائفين ومقتنعين بأنهم لا يستحقون السعادة ولكن تجربتهم بالسفر عبر الزمن غيَّرت على الأقل هذه القناعة.


أنصحكم أصدقائي بخوض تجربة قراءة هذه الرواية الرائعة، اصنعوا قهوتهم المفضلة وعيشوا أجواء المقاهي الجميلة والساحرة، واستمتعوا بالحكايات اللطيفة.


#مياس_وليد_عرفه

#كتاب_مع_مياس



اقتباسات أعجبتني


- إن كان التغيير مستحيلًا، فما الغاية من السفر عبر الزمن؟


- عليكَ أن تحتكَّ بالصفوة، لِتصبح من الصفوة


- إن الصدمات النفسية غالبا ما تبقى مدفونة في الأعماق، ولا تظهر علنًا، كما أن هذه الجروح لا تلتئم بسهولة


- تتناوب الفصول في دورةٍ طبيعية

كما الحياة التي تمر أيضا بفصل شتاءٍ قاسٍ

ولكن لنتذكر أنَّ بعد الشتاء سيحِلُّ الربيع


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لكِ

أسلوب السّرد ممتع! مُبدعة.

أسلوب كتاباتك ممتع 🤍
حاولت قراءة الجزء الاول و لم أكمله أعتقد بأنني لم أتقبل فكرة أن يبقى الانسان أسيرا للماضي يقف على أعتابه و يبكي على أطلاله و ينسى أن العمر يمضي و تمضي معه حياته التي قضاها في رغبته للعودة إلى الماضي
ربما سأعطي الرواية فرصة أخرى لأنني أحببت قراءة الأدب الياباني

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة