الفشل ليس رجلا قبيحا، هو فقط يرتدي ملابسا أقلّ أناقة.
"الفشل ليس خيارا"... كما يُقال.
لا... مطلقا. و لكنّه بالمقابل الوجه الثاني لعملة كلّ المعاملات الحياتية. إنّه الإحتمال الثاني من بين احتمالين. لذلك وجب الإستعداد لوقوعه من أجل ألّا تفشل عملية الترميم اللاحقة له إن هو وقع، و الضرورية لتحقيق النجاح من بعده.
أوّلا، علينا أن نعلم بأنّنا لا نفشل لأنّنا فشلة. و لا لأنّنا لا نستحقّ النّجاح. و لا لأنّنا أقلّ شأنا. قد نفشل لأنّنا أقلّ خبرة، أو دراية، أو قوّة.. أو لأنّه ببساطة كان مقدّرا لنا ذلك. لهذا فإنّ خسارة احترام الذات مع الخسارة المعنيّة أمر مرفوض بتاتا. ثمّ إنّ المشكلة الأساسية مع هذا المفهوم المنبوذ _ظلما ربما_ تكمن في طريقة التعامل معه. إذ أنّ غير الناجح الذي يتوصّل إلى تقبّل نتيجته بصدر رحب و روح مشرقة، سيكاد يكون حاله من حال نظيره المستفيد ما دامت حياة الإثنين مستمرّة. و لعلّ الإستمراريتين لن تكونا في نفس الإتجاه و بنفس الكيفية، و لكنّهما في آخر المطاف تعتبران ماضيتين كلتيهما قدما.. و هذا هو الأهمّ.
يتحوّل الإخفاق إلى خسارة حقيقية و فشل ذريع، عندما نسمح له بإحباطنا. عندما نفتح له أبواب عقولنا فيتسلّل إلى معنوياتنا، و نوافذ قلوبنا فيتسرّب إلى مشاعرنا.. عندما نأذن له بأن يلفّق لنا ألف كذبة و كذبة حول كلّ ما هو جميل فينا. عندما نصدّق إدّعاءات أصفيائه و حشمه و التي ما المراد منها غير إبقائنا أرضا، منبطحين.
الفشل يستطيع أن يئيض هبة و هدية.. بلى. لمّا نصحّح مفاهيمنا، و ندرك بأنّ ماهية الحياة الأولى أعمق من مباراة لا نفوز فيها، و بأنّه لا وجود لنجاح مطلق، و بأنّه لو تأتّى لنا ذلك فقد نكون خسرنا في تحصيل العديد من الدروس القيّمة... و من هنا فإنّه بات من الجليّ عدم جدوى الخوف من الفشل، لأنّنا بهذه القناعة نصبح ناجحين دوما، سواء نجحنا.. أم فشلنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات