تحتل رواية "انهم يقتلون الجياد اليس كذلك" ارفع مراتب الروايات التي قد نالت على اعجابي كقارئ بسيط المتحدثة عن النجاح والشغف و الكآبة


معن ريان

06.06.22


اللقاءات التلفزيونية عادة ما تكون مملة عند مشاهدتها الا اذا تم الافصاح عن سر خاص امام الملأ ربما , لذا و بعد التعمق في الاسئلة اكثر فأكثر في احدى البرامج تلك التي كنت اشاهدها , بدأ الضيف بسرد قصة الفقد والكآبة الموجعة التي داهمته مستعينا باقتباس " انهم يقتلون الجياد اليس كذلك!! "

مضيفا قائلا " انها لا تتحمل الالم" تلك الكلمات القصيرة ارغمتني على الاقبال على هذه الرواية

في مقدمة ملحمية تشتعل الاحداث على اشدها آخذتك برحلة في عالم الحب ,الجريمة , الإثارة, الفشل و النجاح

الاثارة تبدأ منذ مطلعها متزامنة مع كل كلمة كأنك الكاتب والمخرج والمنتج , ترى زوايا التصوير من كل جانب وكيف كل مشهد تم ب "فلاش باك" رجوعا بالماضي عائدا للحاضر بإنتقالات زمنية سلسة يوضح ما حدث اثناء و ما قبل الجريمة التي وقعت بحق روح غلوريا , تبدأ الاحداث بتلك الرصاصة المنبثقة من مسدس لعين مخترقة راسه غلوريا و وجهها الذي كان اخر ايماءاته ابتسامة اخيرة منها للحياة , كأن وجنتيها حين تمددت و ارتفعت قد سحبت زناد المسدس حتى قهرها الموت

ان أقل ما يقال عن هذا العمل الرائع الذي تم انشاؤه فيما بعد كفيلم لعرضه،انه تحفة فنية من الأعمال في عالم الروايات المدهشة , الأحداث التي تتوالى و تتعاقب لا يمكن تفسيرها , تنجذب بلا سبب هائما بين صفحات الرواية مستمتعا اكثر من عرض على خشبة مسرح , الميزة التي تشغل مخيلتك بينما تقرأ لا تضاهى , لا مكان للملل في سطور هذه الرواية الرائعة تلتهم كلماتها و تمضي مسرعا بين صفحة و أخرى بين الإثارة والحزن والكآبة والدراما , معجونة في مشاجرات وملاسنات كثيرة , تعكس فرص الحياة التي عليك انتهازها و تجسد احداثا حقيقية في زماننا هذا , وما يشعر به المرء و امتزاج مشاعره الجياشة بما اوتي من قوة و سوداوية الحزن , بصيص الأمل و دافع الفوز حتى المضي قدما بلا شغف او هدف , من يتمعن الرسائل المبطنة بين سطورها سيجد انها تحاكي أصحاب الاموال و المستثمرين وكيفية استدراج الناس و استغلالهم في حاجاتهم زاعمين انها فرصة لن تتكرر دون اجبارهم حتى على الاشتراك معهم , لكنهم يزينون لك الأمور و يزركشوها بزخرفات واهية, ولو كنت احد الجماهير قد تنطلي عليك هذه الحيل التسويقية, لكن ليس وانت مطلع على السيناريو الحقيقي من زواياه المخفية كأحد الأعضاء المشاركين في مسابقة و مهرجان الديربي للرقص الذي اعلن عنه بجائزة مالية ضخمة للمشاركين فيه , كما يصور الطاقة السلبية و الكآبة المتنقلة بين الأنفس وحزن روحك ان جاورت ارواحا مجروحة بسواد معتم كروح غلوريا المستسلمة من الحياة أجمعها و رغبة نشر هذه التعاسة بين الناس بنظرة لا سبيل للأمل من دخولها ولا حتى معجزة تقتلع منها هذا البؤس الذي يستوطنها, حتى لقت حتفها بنفس راضية كما كانت تتمنى مرحبة بالموت , التشويق في سرد الأحداث واثارتها سيلقى رضاك لاسيما الحوارات الدائرة بين الكثير من الأطراف لا محصورة بين طرفين او ثلاث لذا عليك البقاء في نسبة تركيز لربط الامور بعضها ببعض, قد أضاف الكاتب هوراس لمسة رائعة حيث قد قسم جملة تكمل بعضها البعض من خلال وضع اجزاء منها في مقدمة كل فصل حتى تنتهي الرواية فتحصل على عنوان كامل ينطق بالحكم النهائي في قضية غلوريا , في خاتمة نهائية فريدة من نوعها ستلمس اسم الكتاب فيها وتعرف المغزى منه حق المعرفة , قد لاقى هذا العمل شهرة واسعة ونال اعجاب العديد من القراء بشدة عارمة جعلتني انهيه في وقت قصير جدا منذ بدايتي به فقد كانت عيوني تأكل سطرا سطرا بغير انتباه لشدة الفضول المثار وتوتر الأجواء فيها ,لذا وددت كتابة هذا الملخص القصير كسابقه من الملخصات والمقالات ,فالعمل والإبداع فيه قد طغى ببراعته على كلمات جمة , تاركا لك لذة الأحداث ومتعة القراءة التي ستلامس جوانحك.


"إنهم يقتلون الجياد اليس كذلك"


معن ريان

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات معن ريان

تدوينات ذات صلة