شعور في لحظة صفاء .. حين النفس تُشاركك شعور حيادي وتعلن تمردها عن سلوك كانت تجبرك على القيام به

كثيرة هي اللحظات التي تقف بها في منتصف الطريق لتشعر بشعور غريب .. أحيانًا أنا لست كالآخرين .. واحيانًا اجدُ نفسي مختلفة الفهم والتّفكير .. ولحظات أخرى أقوم بتنفيذ شيء تعلمناه سويًّا بطريقة ملتويّة لم يتطرّق لها أحد في دورة تدريبية سرقت منا ساعات ونحنُ نجادل ونُناطح من دعانا لأخذها ..

يلفُ بخاطري سؤال مُتعارك : لماذا نضطرُ أن نُجامل الآخرين بكلمات زائفة ؟ ولماذا نعبّر عن دَهشتنا برؤية أحد بالرغم من أن الدهشة قد غادرتنا منذ زمن ؟ لماذا نعيش بظروف غير ظروفنا حين نتكبلُ قروضا أكبر من سنوات حياتنا ؟ نعم فالحياة هي ما استطعنا تذوق طعم وجوده و شعرنا بتأثيره وخضنا إدراك حقيقته .. بالتأكيد ليس هي سنوات عمرنا بعد طرح سنة حضورنا من تاريخ السنة الحالي .


أدهشني صغيري الذي أدرك العاشرة من عمره قبل أيام قليلة حين قال لي : ماما ، أستغرب تصرفك حين تتكلمين على الهاتف وتبتسمين ابتسامة ثم تقطعينها ..! )

كم فاجأني هذا الصبي حين أدرك أن الكلام لم يكن حقيقيًا وأن والدته قد خالفت ظلها ولم تسر معه تباعا .. شعرت بأن جزءا مني قد خانني ، فقد أرتج لساني ووقفت قدامي اللتان قد أُمرتا بالذهاب إلى المطبخ لإعداد الطعام لهذا المشاكس وذلك الجالس على الكنبة يُحادث صديقا له ليدعمه في لعبة خيالية ، أصبح فيها قائد المدينة .. لثانية أحببت ذلك الجالس الواهم على هذا الصبي الصادق ..!


لماذا يرفض ظلي اتباعي ؟؟ أليس من واجبه ملاحقتي .؟! ومن أولوياته أن يُمثلّني ؟

كثيرًا نقول كلمات لا تُغادر سوى مَخارج حروفها .. ليست صادقة ولا تعكس جزءا من الحقيقة .. حين تقف جارة من جارات الحيّ وتخبرني بأني فقدت وزنًا وأصبحت أجمل .. و تُأكّدُ زميلتي وهي تَهزُ برأسها أن طولي مُناسب وأن مُعظم النساء يُشابهني في الطول .. وعندما تَحلفُ إحدى القريبات بأني الأفضل من بين مجموعة من تعرف في إعداد الحلويات .. ولحظة يقف بها شريكك ليعبّر عن امتنانه المفاجئ لوجودك في طريقه .. ويوم يُقابلك أحد الأشخاص بابتسامة تخفي خلفها شعور دفين غير مُريح ..


عندما ترمي رقابنا ما تَحمله من رؤوس على وسائدنا التي طالما ما امتلأت بحوار مشاكس لما مرّ من مواقف ليئمة في ساعات يومنا .. أدُركُ حينها أنني لم أفقد وزنًا يجعلني باهرة الجمال .. وأن طولي يقلّ عن الطول العادي لبناتِ حواء فلم يتجاوز 153 سم .. ولست ماهرة في عمل الحلويات ..تفوقني سلمى وخالدة وهدى في إتقانها .. وقد أرحت شريكي من زيارة اجتماعية ثقيلة لا يرغب في إنجازها .. وهذا زميلي يُريد مني إنجاز عملٍ لقريبته بعد آخر جدالٍ خضناه في مكتب المدير حول أخطاء القسم ..


ظلي لم يتبعني .. لكنه لم يؤذيني هذه المرة ......


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات M.j حياتنا ندركها قسرا

تدوينات ذات صلة