ما نشعر به أحيانًا يحاكي الواقع وكثيرا ما يكون إضافة من عالم الخيال .. لكن يبدو أن الكتابة هي الحل المنطقي الذي يُنصف كلًأ منهما ( الواقع \الخيال)

في كلّ عام وبنفس التّوقيت ... ا إبريل .. مع فوهة الكذبات ، أُزيل عن دفترٍ جديدٍ ورق التّغليف ، وأُحضر قلم رصاص وآخر حبر .. جودته عالية يخطّ الأحرف بدّقة ، وأُعلن بدء مرحلة الكتابة .

لا أعرف ما الذي يدور بعقلي خاصّة عندما أعتزل في غرفتي ، وأتذكرُ جميع الحبكات والروايات والقصص التي قراتها وما زلت أقرأها ، مُتخيلةً ذات أخرى بجانبي تَكتبُ قصتي وتُعلن بداية الحكاية .

لم أكن أعرف أن الحياة مُرهقة لدرجة أنها أحيانًا تُشعرنا بالخوف والقلق من كلّ شيء.. لا يوجد وضع سيء ، فالنعم كثيرة وهناك أحبّة وأصدقاء .. وآخرون يُقدّمون مُساعدة عند الحاجة .لكن هناك شيء مفقود في هذا العالم الغريب . أقفُ أحيانًا أمام مرآة الحمام وأُخبرُ ذاتي بشيء سيء ،كَـ إخفاقي اليوم في إتمام أعمالي ومهامي في العمل ... ثم اخرجث لأرى ذاتي في مرآة الخزانة فأخبرها بأنها أحسنت اليوم في إغاظة نفسيّة مُنافقة ردّدت على مسامعي أنّني بحاجة إلى مَسند إضافي لرفع قامتي عند قيادة السّيّارة ..

لقد مرّ على معرفة قدر طولي زمن بعيد ،فقد اجتزت مرحلة المدرسة والجامعة واخترقت العمل وأنا أفخر بقامتي .. دون انتعال أحذية مُزيّفة بكعوب إضافية . فلقد خُلقت بكعبٍ جميلٍ ، فما حاجتي بوصلة بسنتيمترات كاذبة ..ولحين اللحظة أؤمن بنفس الاعتقاد لكنه اكتسب نكهة حارة قوية .. أنا أفخر بنفسي كما أنا !


ما زلت أحدّث نفسي وأنا أسير .. لا يهمني المكان ولا يُعيقني الزمان .. صباحًا ومساء ..فإذا بي أتعرّقلُ بطرف السجادة وانزل بركبتي اليمنى أولًا ، وتلوح أمامي خيال مُحدثتي اليوم فأرى أنها تملكُ نفس قامتي .. يزامنه أصابتي بنوبة من الضحك .. فقد كان وقوعي سريعًا .... لا بد أنني بدأتُ بمرحلةٍ عريقةٍ من الانفصام .. أو بمرض جديد لم يحظى بعد باسمٍ طبيّ ..


كثيرة هي لحظات التأمل التي تنتابني لدرجة أن من يجالسني يلحظها وأحيانًا يستهجنها . كنت أُجالسُ شريكي ، نتبادل معًا الحديث فمن يعلن البداية لا يستطيع ان يملك النهاية ، حتى فكرة الحديث مع الىخرين يحتاج إلى نظرة عميقة .فكثيرًا ما ينتابني شعور الخروج من الموقف ، فتشخص عيناي مفارقة عينا من يحدثني ، ويبقى قمي فارغًا دون حاجة ، ويبطئ تنفسي .. فأتذكر أحد المهام اليومية التي لم أفعلها .. لم أرفع تقريرًأ على الايميل ... او لم أُخرج قطع الدجاج المجمدة ليزول عنها التجمد وتحظى بها العائلة كوجبة غداء للغد القادم .. وكثيرا ما ينهار وينصهر الجليد و ما تزال حالة الانفصام تُرافقني ..


الفرق بين ضفتي الواجبات المنزلية و مهام العمل يجعلني أتمرجح بينهما .. معلنةً تمردي أحيانًا وعصياني بوقوفي في منتصف المسافة أنظرُ إلى المطلوب دون إنجاز .. أقوم بالعدّ فقط دون كتابة .. كما لو ان عينا ذاتي خارج جسدي تلحظُ الفرق فقط ولا يعنيها الأمر .. نظرة نفسي لذاتي .. ونظرة الشريك وتوقعاته .. وطموح الأهل وواقع الحال .. رؤية الآخرين وأفكارهم .. الماضي والمستقبل جميعهم يحاصرونني بوقت وجهد محدد .. أريدُ ان اتوقف قليلًا لالتقط أنفاسي ، ثم أعود بقوة تحمل أخرى .. او لسان أقوى يرفض التوقعات العالية ويرضى بما هو مثاح .. عُدتُ أهذي مرة أخرى .. الحل هنا الهروب من الأفكار والاحلام الغبية والدخول في واقع النوم والإغماء .....


......................يتبع


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات M.j حياتنا ندركها قسرا

تدوينات ذات صلة