أفكار جديدة لاستعادة شرارة الحب، وتجديد العهود في يوم عيد الحب غير الدبدوب الممل والرسائل المحفوظة.

في مثل هذا اليوم 14 فبراير من كل عام يُلح علي تساؤل هزلي:

لماذا أصبحت رمزية الحب دبدوبًا أحمر أو وردي؟

ولماذا يتلخص في هدية ورسالة وخاصة بين حديثي الارتباط، أما أولئك الذين يعيشون سويًا، وطال عليهم الأمد في الزواج فلا يعني لهم الحب ولا عيده الكثير؟

لا أدافع عن عيد الحب أو الفالانتين داي، وأعتقد أنه لا يُمكن اختزال الاحتفال بالحب في يوم، تمامًا كعيد الأم، وعيد العمال، وعيد محبي القهوة، وعيد الابتسامة، فهذه الأمور وغيرها ينبغي أن نقدرها باستمرار ونحتفي بها دومًا.

ولكن، أصبحت الأيام السنوية أمرًا واقعًا منتشرًا، وهو ليس أمرًا سيئًا، لنقل أنها فرصة لإعادة التفكير والتقدير والاحتفال.

ولكن ما لا أستسيغه هو ذلك الدبدوب – الصيني غالبًا- بعينيه الباردتين، وعباراته المستهلكة.


أفكار لعيد الحب

لو كان للحب عيد فهو في يوم سامحت فيه شريكك

ساندته..

انتشلته من أحزانه..

شاركته لذة انتصار أو مواساة هزيمة..

أضأت له في العتمة نورًا، وكنت له عندما انفض عنه الجميع.


الفكرة الأولى: التسامح

أن يكون هناك يوم للحب فهو فرصة رائعة للتسامح.

ليس فقط بين الحبيبين المتخاصمين، بل وبين الذين ردموا فوق جراحهم وقرروا المضي بنصف قلب.

أسمع البعض يردد: "لا يوجد شيء اسمه فرصة ثانية، فمن أخطئ مرة سيكرر الخطأ".

ما كل هذه القسوة والمصادرة؟

وهل توجد علاقة على الأرض، وليست في ضباب الأحلام تعيش بدون تسامح، وتغاضي، وبعض التنازلات المتبادلة؟

هل هناك مشروع أو شركة ناشئة، أو حتى عربة لبيع سانوديتشات الكبدة لا تتعرض لمشكلات ناتجة عن أخطاء أصحابها، ولا يعني هذا نهايتها، إذ تتمكن من القيام من عثرتها والنجاح؟

الفكرة في وجود رصيد قابل للسحب، وألا يكون طلب المسامحة دون اجتهاد حقيقي في التغيير.

وإذا كان رصيد زوجك، زوجتك ضعيف، أو سحب منه الكثير بالأخطاء المتكررة، فليكن هذا اليوم فرصة

إعطاء فرصة ثانية

عندما تقرر منح فرصة جديدة – لنفسك أو للآخر، أو للعلاقة- فاجعلها فرصة حقيقية.

لا تتصيد.

لا تسترجع غموم الفرصة الأولى.

لا تستنسخ فشلها وتزعم أنك منحت فرصة جديدة.

الفرصة الجديدة ليست مجرد وقت إضافي، مع تكرار كل اسباب الفشل، وإنما هي تغيير حقيقي باستبعاد ظروف وأفكار ومشاعر أودت إلى النهاية.

الفكرة الثانية: استعادة الشرارة

توهج العشق سريع الانطفاء، بخلاف المودة التي تمتد وتتعمق في العلاقات طويلة الأمد كالزواج.

لذا فإن عيد الحب فرصة جيدة لاستعادة شغف العشق.

في هذا الفيديو شرحت عن كيمياء الحب، والفرق بين العشق والمودة:



أو من هنا:

هرمونات الحب: دوبامين العشق أم أوكسيتوسين المودة؟

كيف نحصل على دوبامين العشق رغمًا عن فتور العلاقة الطويلة، وكيف نجدد الشغف فنستعين على الحياة اليومية التي تجعل الحب كلمة اعتيادية لم تعد تشعلنا كما في السابق.

فالحب بين الزوجين لا يمنع تسلل الملل، فاختلاف الليل والنهار يُنسي، وكل شيء دون الجنة قد نرغب عنه حِولا.

هناك فكرة لطيفة سمعتها من خبيرة العلاقات الرائعة "إيستر بيريل" ويبدو أنها فعّالة لاستعادة الشرارة بين زوجين متحابين.

سأعبر عنها كما فهمتها:

أن ترى شريكك بعيون جديدة.

تفكر فيه بخلاف الطريقة التي اعتدتها.

تراه من زوايا أخرى غير زاوية الحياة اليومية الروتينية، فيبدو لك كشخص جديد، أو تستعيد إحساسك القديم به "الشرارة".

يحاول البعض القيام بهذا من خلال تجديد المكان، أو الأجواء، أو استحضار الذكريات..

ولكن الأصل هو تنشيط الخيال، وقود الخيال ليس فقط الموسيقى والعطور والrole playing وكل التغييرات والمفاجآت في الشكل والأسلوب..

الفكرة هنا ليست في شرارة جنسية وقتية، وإنما تيار حميمية أوسع وأشد تدفقاً وأطول زمنا..

أنه بدون تغيير أو لعب، جرب أن تنظر لشريكك من زاوية جديدة مثيرة للإعجاب..

كأن تراه في مكان العمل، أو وهو يتحدث أمام الناس، أو مع عائلته، أو وهو يمارس هوايته المفضلة، أو يحقق إنجازاً، أو "بعيون الآخرين"...

الالتصاق مضر جداً بصحة العلاقة.

إذا رأيت شريكك دوما من نفس الزاوية، وفي نفس الظروف وبنفس الطريقة، فإنه يبهت في خيالك، وتنطفيء شرارته بداخلك، ويصبح -مهما كانت المحبة- شيء اعتيادي، نحن نمر على آيات الله في السماوات والأرض فلا نستشعرها لأننا تعودنا.

لذا لا تحاصر من تحب في دائرتك، حنى لا تنطفيء شرارته الخاصة، ويمل نفسه ويملك.

ادعم وافرح بأن تكون حياته ملونة، وسيدهشك إحساسك به عندما تراه بلون جديد لم تعتد أن تراه به، وإن لم تكن أنت المركز، أو بؤرة اهتمامه فيه.

وختامًا فإن يوم الحب يليق به ألا يتحول إلى دبدوب أو وردة أو شيكولاتة فقط، وإنما فرصة لالتئام القلوب، وتجديد العهود، والتعبير عن الامتنان، والنظر من جديد إلى ذلك الشريك الذي ربما أصبح مملولًا.

دُمتم محبين محبوبين، سعداء بالحب، وأصحاء القلوب.


مي عباس

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مي عباس

تدوينات ذات صلة