نحن نعرف كيف نحزن جيداً لكننا نجهل أن نكون سعداء، لهذا علينا تأمل الأشياء الجيدة حولنا لكي نشعر بالسعادة

هذا الوجع الذي يؤلمك؛ تظنه لن ينتهي وأنك ستظل هكذا دوماً، لكن الحقيقة أنك كلما مر الوقت سيتلاشى هذا الوجع الذي تشعر به داخلك، فهذه هي سُنة الحياة إن لا يكون الحال دائم؛ حيث أن دوام الحال من المحال!

فكيف لنا أن نخضع لعقولنا ونبني بيننا وبين السعادة جدار، نعم نحن في حياة بها الحلو والمر، لكن كليهما لا يدوموا كليهما متغيران؛ فعليك أن تعيش الحياة كما يجب أن تكون خذ وقت حزنك ولا تبالغ فيه، وعش وقت مرحك وبالغ فيه حتى تجلب إلى قلبك السعادة.

لطالما تحدثت إلى نفسي وقلت لماذا نحن البشر نبالغ في حزننا لكننا وقت فرحنا نخاف ونخشي منه، إذا تفكرت قليلاً ستجد نفسك أوقات الحزن بالفعل تبالغ فيها وتعيشها كما يجب أن تكون بل تزيد عليها أطنان من الحزن داخل عقلك، لكن اوقات الفرح تجد نفسك في وقت ما تخشي زوال هذا الفرح وتحزن على هذا فتضيع بهذا الأمر لذة الفرحة والسعادة في قلبك!.

إذا تأملت الحياة ستجد أنها تجلب لك ما تفكر فيه حقاً، فكلما فكرت في الأشياء السعيدة ستأتي لك وإذا فكرت في الأمور السيئة والحزينة ستجدها، فحياتنا هي ناتج تفكرنا.

لهذا علينا جميعنا أن نسعي جاهدين ان نفكر في أمور جيدة وإيجابية داخل عقولنا، فتخيل معي أنك تفكر في أمر ما يجعلك تحزن وهذا الأمر ليس مقدر لك حدوثه أبداً، لكنك بسبب تفكيرك به عشت وقتاً من الحزن متخيلاً إيه؛ وهذا الحزن الذي شعرت به أثر عليك بالسلب وجعلك تستشعر كأن أمرا ما سيء حدث لك بالفعل، كذلك الأمور الجيدة التي تفكر فيها وإن لم تكن ستحدث لك؛ لكنك ستعيش حدثها في قلبك من السعادة، لهذا من الأفضل أن تفكر في أمور جيدة حتى وإن لم تحدث لك لكنها ستكون سبباً في سعادتك؛ فهل أدركت الأمر!؟

لهذا ما أريد أن أصل به معك عزيزي القارئ، انك إذا تفكرت في أمور جيدة حتى وإن كانت هذه الامور لن تحدث لك بالفعل، لكنك ستعيش حدثها وستشعر بالسعادة، والتي ستكون مصدر طاقة إيجابية في حياتك، على عكس تفكرك في أشياء سلبية وحزينة والتي ستكون مصدر طاقة سلبية في حياتك وستؤثر على صحتك النفسية والجسدية.

لهذا ما يؤلمك حقاً هو نفسك وليس ما يدور حولك لأنك تستطيع بأن تأخذ نفسك إلى عالم داخل عقلك يجعلك سعيداً، فيكيف أن ترضي بمَ قسمه الله لك وتبالغ في الحمد والشكر لله .



Mai Nabih

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mai Nabih

تدوينات ذات صلة