كتبتها وأنا اشعر بالحب وانا أقوم بتنظيف منزلي اتمنى أن تنال إعجابكم يا قراء وشاركوني رأيكم في التعليقات أحب أن أقرأ ما تخطون

نعم هذهِ أنا، كما أنظف بيتي أنظف حياتي، أنا هكذا هذهِ المرأة التي كلما أزعجتها الحياة أمسكت مكنستها كساحرة تحاول تلقي تعويذاتها على القلق والتوتر والإزعاج، كساحرة تلقي اللعنات دون توقف، على الغبار الذي لا ينفك يتكدس على النوافذ، المكتبة، رفوف المطبخ، الأرضية، في كل مكان، التنظيف يطفي علي الكثير من الراحة النفسية، فأنا المرأة التي تزيل منغصات حياتها كما تُزيل الأوساخ، وكأن للتنظيف فعل خارق وإسقاطي، فعندما أنكب على أكوام الصحون المتراكة في المجلى، أتجهز بكامل أناقتي المطبخية وأشغل البودكاست الذي أحب، وأحيانًا الأغاني الرائقة، وأتمايل على الأنغام والكلمات والمواضيع الجميلة، التي يضفي عليها فعل الجلي الكثير من التطوير نعم تطوير نفسي، معروف نفسيًا بأن الشخص الذي ينظف بيته ويجلس بعدها ينظر لهُ يشعر بأنهُ راضٍ عن حياته ونفسه، وبأنه قام بإعادة أفراغ الكثير في نفسه، فنحن كبشر يسقط عقلنا لا إراديًا أي فعل نقوم به على حياتنا، فالبنسبة ليّ، عندما أتوتر وتضيق الحياة عليّ، وأشعر بأنني لا استطيع التنفس جيدًا، وبأن في صدري الكثير الذي يجب أن يخرج، أبدأ أنظف أمسك علبة المعقم والمناديل " المحارم " التي أفضل التنظيف بها بدل الخِرق القماشية التي تجعل الأوساخ تترسب فقط، لا تختفي أبدًا، أبدًا لمدة خمس ساعات متواصلة، لا أشعر بالزمان ولا بالمكان، ولم أشعر بأنني لم أكل قبل أن ابدأ، بدأت فقط بكأس كوكتيل موز كيوي وحليب، كانت بطني تطلب الطعام ولكن عقلي الذي يحثني على إكمال التنظيف الذي كلما مسحت مسحة بالمناديل أزلتُ شيء من قلبي يؤلمني، وكلما أزلتُ الكثير أرحتُ عقلي كثيرًا، وكأن هذا الفعل خُلق ليريحنا، يجعلنا نستشعر الحب، نتذكر تفاصيل بيتنا، الذكريات التي عشناها فيه الجميلة والسيئة، نتذكر المواقف، أول مرة نشتري فيها الكرسي، وأول مرة نركب فيها اللوحة، أشعر في هذا الوقت بأن المنزل يتحدث إليّ بفرح بهذا الحمام الذي أجعله يستحمه بحب كل فترة، يفرح ويرقص المنزل عندما أنظفهُ، وكأننا نتراقص على أنغام المكنسة، وفيروز، وبودكاست سندويس ورقي الذي يرافقني في كل حملات التنظيف العقلي والجسدي، وأنا هنا انصدم من قوتي حقًا، قوتي على الاستمرار بالتنظيف أنا التي لا أطيق أن استمر في عمل ما أكثر من ساعة، حقًا استغرب هذهِ القوة فوجدتُ بأن قوة المرأة تستمدها من أنا أفعل لأنني أحب أن أفعل هذا، وأنا أفعل لأنهُ ليّ، لدينا نحن النساء حس الملكية عالٍ فكل شيء تحت مسمى ليّ يعني يجب أن يتم الاهتمام به بشكل فائق، وأحيانًا مبالغ فيه،فتجد الكثيرات مهووسات بمنازلهن أكثر من أزواجهن، وهذا طبيعي تشعر بأن هذا المنزل هو المملكة الخاصة بها، الحاكمة والمدبرة ورئيسة كل شيء، المسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة، لهذا تبذل قصارى جهدها في البذل من أجله، وهكذا أنا بعض الأوقات أنظف لمدة خمس ساعات وسبع ساعات متواصلة أشعر بالتعب، ولكنهُ لذيذ، تعب أخره رائحة معطرة لذيذة، وكأس شاي وكتاب دافئ، التعب اللذيذ الذي أحب هو الذي يساعدني على تنقية عقلي، وتنظيف روحي من الرواسب ، نعم هذهِ أنا، كما أنظف بيتي أنظف حياتي ..

#بيداء_الصالح


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جمال هذه التدوينة منفرد خاصّة أنني مثلك بهذه النّاحية.. كلما شعرت بضيق أو توتر انكببت أنظّف كل شيء أمامي وأعيد ترتيبه.. ولا أتحمّل الجلوس في مكان متسخ أبدا أبدا.
أبدعتِ للغاية ووصف فوق الإبداع🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

إقرأ المزيد من تدوينات بيداء الصالح العبد

تدوينات ذات صلة