بين الحب و الخذلان

ما هو الحب؟! سؤال دائما ما جعلني اشعر بثقل شديد دائما ما كنت ابحث عن الحب في قلوب الجميع

دون ان اعي ان هناك و جه اخر بشع لتلك العملة و للاسف ان الحب في وطننا العربي وصمة عار كبيرة شيء محرم محظور مجتمعنا لا يعترف بالحب و يخلطة دائما بالجنس مفاهيم خاطئة تجرعناها من كل شيء حولنا دون وعي حقيقي

ان الحب شيء معقد بشكل كبير يتوقف على ثلاث ركائز هامة جدا و هي المشاعر و الوضع العقلي و الحالة الجسدية له الكثير من الاشكال و الصور و لهذا يجب ان نجيب

علي ذلك السؤال ما هو الحب بشكل مبدئي

يشمل الحب مجموعة من الحالات العاطفية والعقلية القوية

والإيجابية فهو من أسمى الفضائل وأعمق المودة بين الأشخاص وأبسط المتعة

ومن الأمثلة على تلك المعاني أن حب الأم يختلف عن حب الزوج الذي يختلف عن حب الطعام يشير الحب في أغلب الأحيان

إلى الشعور بالانجذاب القوي والارتباط العاطفي

و يُعتبر الحب أمرًا إيجابيًا وسلبيًا حيث تمثل فضيلته اللطف والرحمة والحنان البشريين و على أنه الاهتمام غير الأناني المخلص والخير بخير الآخر ونائبته يمثلان عيبًا أخلاقيًا بشريًا يشبه الغرور والأنانية والأمور الشخصية لأنه يحتمل أن يقود الناس إلى نوع من الهوس قد يصف أيضًا التصرفات الحنان والعاطفية تجاه البشر الآخرين نفس الشخص أو الحيوانات

يعمل الحب بأشكاله المختلفة كمسار رئيسي للعلاقات الشخصية وبسبب أهميته النفسية المركزية فهو أحد الموضوعات الأكثر شيوعًا في الفنون تم افتراض أن الحب هو وظيفة للحفاظ على البشر معًا ضد الأخطار وتسهيل استمرار النوع و لهذا يحرمه مجتمعنا العربي فنحن ناخذة بشكل الشهوه الخالصة و الحالة الجسدية فقط نازعين كل شيء جيد عن الحب و وصفه بانه الجنس ولهذا اصبح في مجتمعنا شيء محرم على الرغم من ان الحب ذكر في الاديان في العديد من المواضع و الحب ذكر في العديد من الايات في القرآن الكريم بين انواع عدة مثل حب الله و رسوله حب الخير و الخيرين و الحب بين الرجال والنساء و حب الاموال و الابناء و الممتلكات الخ اذا الحب ليس شيء محرم في الاديان كما نفعل نحن في مجتمعنا و لكن من اين اتى هذا التحريم هذا التحريم اتى من خوف الانسان نفسه لان للحب الحلال ضوابط اخلاقية عديدة يجب اتباعها

والا يصبح الحب محرما

فلسفة الحب

حدد الفلاسفة اليونانيون القدماء خمسة أشكال من الحب: في الأساس ، الحب العائلي (باليونانية ، Storge) ، الحب الودود أو الحب الأفلاطوني (Philia) ، الحب الرومانسي (Eros) ، حب الضيف (Xenia) والحب الإلهي (Agape). تميز المؤلفون المعاصرون بأنواع أخرى الحب بلا مقابل ، والحب الفارغ ، والحب الرفيق ، والحب الكامل ، والحب المفتون ، وحب الذات ، والحب اللطيف الخ

ازداد البحث العلمي حول المشاعر بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين تحدد نظرية عجلة الألوان للحب ثلاثة أنماط حب أولية وثانوية وتسعة أنماط حب من الدرجة الثالثة وتصفها من حيث عجلة الألوان التقليدية و تشير نظرية الحب المثلثية إلى أن "العلاقة الحميمة والعاطفة والالتزام" هي مكونات أساسية للحب و للحب معنى ديني أو روحي إضافي و هذا التنوع في الاستخدامات والمعاني جنبًا إلى جنب مع تعقيد المشاعر التي تنطوي عليها يجعل من الصعب بشكل غير عادي تعريف الحب باستمرار مقارنة بالحالات العاطفية الأخرى

الحالة العقلية و الجسدية

و السؤال هنا اين يبدا الوقوع في الحب هل من القلب ام من العقل ؟! الكثير من الناس يظنون ان الحب يكون مشاعر خالصة من القلب ولكن على عكس المتوقع فان الحب يبدا من العقل

و لنبدا من المرحلة الاولى وهو الاعجاب التجاذب الذي يحفذ مسار الدوبامين/Dopamine في الراس و يعرف الدوبامين على انه الناقل العصبي المسؤول عن الشعور الجيد و لكنه ايضا يجعلنا نتنبه اكثر توقعا للمفاجأت و من هنا تبدا المرحلة الثانية و هي التيم لان الدماغ يأمر بافراز مواد كيميائية كالادرنالين/Adrenaline و النورابفرين/Norepinephrien و قد نشعر عندها ببعض الارتجاف او ربما نفقد الشهية او ربما تتعرق كفوفنا بمجرد التفكير في الحبيب و هنا ينشط نظام المكافأة في الدماغ بشكل كامل

لتزداد كمية الدوبامين وهو نفس النشاط الذي يحدث عند تناول اي نوع من المخدرات بالطبع هذا بجانب تعطل الامجدال/Amygdala و التي هي المسؤولة عن الخوف و يعطل ايضا

قشرة الدماغ الوسطى/mid temporal cortex و المسؤول عن العواطف السلبية حتى انه يعطل الفص الجبهي/Frontal lobe الذي يصدر الاحكام مما يجعل الشخص الذي يبادلكم المشاعر لا يخطئ و لهذا تختلف بداية اي علاقة حب و لكن لماذا يفعل الدماغ كل هذا يقول البعض انه يساعدنا في الاستمرار في محبة الشخص من اجل التكاثر مما ياخذنا الى المرحلة الثالثة و هي الارتباط الدماغ ينهي هذا الامر عبر افراز الاكستوسين/Oxytocin او ما يدعى بهرمون الحب و هو ناقل عصبي ينتج في منطقة المهد/Hypothalamus و يفرز اثناء الاوقات الحميمة مثل العناق و التقبيل و الرضاعة الطبيعية تظهر الدراسات أن الاكستوسين يقوي الروابط الاجتماعية و ان النشاطات الحميمة التي تؤدي إلى افرازه تساعد الازواج على خلق روابط قوية فالعناق و التقبيل و ممارسة الحب تساعد ادمغتنا في الاستمرار في الحب

وهنا بعد ان تعرفنا على الحالة العقلية و الجسدية يجب ان ننظر للحالة النفسية و التي تعرف بالصحة النفسية و التي تجيب عن سبب بحثنا عن الحب و التي لها اثار ايجابية و اثار سلبية و لنبدا بالاثر الايجابية و سبب بحثنا عن الحب تاثير الدوبامين هو ما يجعلنا نبحث عن الحب لانه يجعلنا نشعر بالسعادة يجعل اختبارنا للتعاسة امر بعيد الاحتمال و هو ما يحدث بسبب الدوبامين الذي ينشط مما يجعل اي شيء نمر به رائع بشدة و يزيد التوقع المفعم بالامل و الحساسية تجاه اي شيء ينم عن البهجة و السرور في النهاية السبب النفسي المنطقي هو البحث عن السعادة البحث عن قدرتة على مقاومة الالم و الاستمرار على قيد الحياة و لنجعل الامر اكثر سلاسة لننظر على ان الصحة النفسية هي كالبطارية للهاتف عندما تكون بطارية الهاتف ممتلئة فانه يعمل و عندما تفرغ يحتاج الهاتف لاعادة شحن الهاتف و هكذا الانسان فالحب مثل الكهرباء التي تصل الي بطارية الهاتف كي تشحن الحب يشحن الطاقة النفسية للانسان و لكن ايضا قد يكون هو سبب في تدهور الحالة النفسية للانسان

و هنا ناتي للجانب المظلم من الحب و هو نهاية العلاقة او الخذلان نهاية علاقة الحب شيء محتمل بشكل كبير خاصة عندما تكثر المشكلات بين الطرفين وتقل القدرة على التفاهم فيصبح الحب امر مرهق للصحة النفسية اكثر من منفعتة فهنا يجد الطرفين ان الانفصال هو الامر الامثل لتجنب الثقل النفسي و التي تسببه المشكلات بينهما و لكن هل هذا هو كل شيء الاجابة هي لا عندما ياخذ الانسان نوع ما من المخدرات اكثر مما قد يتحمل جسدة فانة يموت بسبب شيء يسمى Drug Overdose لان الجرعة الزائدة تغير جسد الانسان بطريقة ما و يجعل الجسد يفرز هرمونات بشكل معين و الجسد لا يتمكن من التعافي من هذا التغيير مما يؤدي إلى موت الانسان و هنا نعود للحب نحن نعلم ان الحب يجعل الجسد يفرز هرمونات ايضا تشبة هرمونات المخدرات و لهذا في عام 2010 قام مجموعة من العلماء باحضار جميع الابحاث التي تناولت الحب و قاموا بدراستها و توصلوا الى ان بعض المناطق في المخ كانت تتفاعل و تلك المناطق تسمي pleasure centers و الذي يقوم به الحب هو تقليل معيار السعادة و لنفترض انك تحتاج مئة نقطة سعادة كي تكون سعيد بدون الحب اذا فما يفعلة الحب هو جعلك تحتاج و لنقول الى 30 نقطة سعادة فقط كي تكون سعيد و هذا ما يعني انك تبذل مجهود اقل لكي تشعر بالسعادة عندما تكون في علاقة حب اذا ما الضرر في شيء كهذا عندما ينتهي الحب يكون الانسان بين شيئين و هما ادمان الحب و اعراض الانسحاب و لنبدا مع الادمن عندما تعمل مراكز السعادة فان هرمون يسمى السرتونين/serotonin يقل في جسم الإنسان و هو احد الهرمونات صعبة التعامل لان قلة هذا الهرمون تجعلك مهوس بالحبيب مما يجعل الانسان المهوس ينسى كل شيء بمجرد النظر الى الشخص الذي يحبة و الشئ الاخر و هو الادمان و لنعد لمثال النقاط عندما ينتهي الحب يعود معيار السعادة الى حالتة الاولى و هي احتياجة لمئة نقطة ليكون سعيد و لكنك اعتدت لبذل جهد اقل لكي تكون سعيد و لهذا حتى تستعيد قدرتك لبذل جهد اكبر ليكفيك لتشعر بالسعادة فانت لن تكون سعيد سيصيبك حزن لانك لا تصل لحد السعادة و الذي هو المئة نقطة لانتهاء مخدر نشوى الحب مما قد يؤدي للاكتئاب و فقا ل Mental Health Daily فان المشكلات العاطفية احد اهم الاسباب للانتحار و نسبة الانتحار بين مصابي الاكتئاب هي بين 2-15℅ و هو نسبة كبيرة جدا و مفزعة

اذا تعريف الحب النهائي

هو مجموعة من التغيرات البدنية و النفسية التي تحدث لجسد الانسان بسبب افراز بعض الهرمونات الناتجة عن الاعجاب و التي تسبب حالة عقلية وعاطفية من السعادة و النشوى و التي تتطلب فن في التعامل معها لانها قد يكون لها تاثيرات سلبية ان لم يتم تضبطها بالشكل المناسب

الحب شيء جميل يتطلب مهارة في التعامل و لكن يقابلة حقيقة بشعة و هي الخذلان و لذالك اعتنوا بانفسكم جيدا اعتنوا بقلوبكم جيدا قبل البوح بمشاعركم

و هنا اجابة السؤال الجدلي هل الحب محرم

و الاجابة هي لا ولكن مادمنا نتبع الضوابط الاخلاقية و نهاية هذا الحب هو الزواج و هذا لقول رسولنا الكريم

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: “يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين غير النكاح” (قال الألباني: الحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي والطبراني وغيرهم، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، صحيح السلسلة الصحيحة، 624، صحيح ابن ماجه 1497)

جملة تحفيزية: إذا كانت لديك القدرة لتحب ، أحب الله أولاً. - عبد القادر جيلاني

وفي النهاية اتمنى لكم قراءة ممتعة و مثمرة ستجدوا في ملف مدونتي

طرق للتواصل معي ان احببتم المناقشة

الى لقاء قريب