معظم الأمراض الجسدية مردها إلى مرض نفسي، فتوفي العلاج النفسي من أولى الخطوات لشفاء المريض النفسي.

الامن النفسي


لا يخفى على أحد ازدياد أعداد المرضى النفسيين في مختلف المجتمعات البشرية، ولو فكرنا لوهلة كي نتوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء تزايد أعداد المرضى النفسيين، فقد أشارت المنظمات الصحية العالمية، إلى أن الأسباب الدينية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الاسباب، لكن أبرزها الدينية والاقتصادية والتي تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للإنسان بشكل كبير . ففي الدول المتقدمة يظهر أن العامل الديني هو من أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى اصابة الفرد هناك بالمرض النفسي، فالخواء الديني يتصدر قائمة العوامل الجوهرية خلف اصابة الأشخاص بأمراض نفسية عديدة، وعلى رأسها مرض الاكتئاب ، حيث نلاحظ الارتفاع المخيف في نسبة المنتحرين المستشري بخاصة بين فئة الشباب، فالبرغم من الرفاهية التي يتمتع بها الأفراد في نلك المجتمعات، إلا أن حالات الاصابة بامراض كالاكتئاب والارق والانفصام شائعة جدا، حتى أصبحت فئة المراهقين والأطفال تعاني من أمراض نفسية كنتيجة للشعور بالاحباط والحزن والأنعزالية بسبب التنمر من قبل الأقران في المدارس، ففي حادثة غريبة من نوعها تعرض طقل استرالي للتنمر من قبل زملائه في المدرسة وذلك لتشوه خلقي منذ الصغر، فكر هذا الطفل مليا كي يتخلص من حياته، وناشدت أمه أسر أولئك الاطفال الذين يتنمرون على ابنها مساعدتها ولجم ابنائهم عن تصرفاتهم، حتى لا تصحو في يوم و ترى ابنها وقد انهى حياته.


ان تدعيم الجانب النفسي للمرء، كفيل بأن يقلل من مخاطر الاصابة بالمرض النفسي، فالمريض النفسي يعاني من الوحدة في مرضه، يتجذر المرض في وجدانه وعقله، ويصبح سجين لأفكار سوداوية وتصورات ذهنية قاسية لا يعيش آلامها وعذابها سواه، هنا يأتي دور الأسرة والمجتمع واللذان يقع على عاتقهما الوقوف إلى جانب المريض ومساندته، والالتفاف حوله وعدم تركه وحيدا ينهشه المرض بلا رحمة.


ان المنظومة الصحية النفسية في أي مجتمع، يجب أن يتم الارتقاء بمستوى خدماتها، وتوفير الرعاية النفسية العلاجية لجميع ألشرائح المجتمعية، بخاصة المحتاجين منهم، وذلك بتقديم العلاج المجاني لأولئك المرضى من الأهمية بمكان، وهذا يقع على كاهل المنظمات الصحية العالمية، لتوفير كافة المساعدات والمعونات للدول الفقيرة، حتى تقوم بأداء واجبها تجاه المرضى النفسيين الذين لا يمتلكون المال الكافي لعلاج أنفسهم، وكي تتمكن تلك الدول من النهوض بخدماتها الصحية النفسية المقدمة لمواطنيها.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خولة الكردي

تدوينات ذات صلة