ثقافة الكمامة لها مرجعية أجتماعية وصحية ونفسية باتت مفترق طرق في الحياة.


هل موضوع الكمامة قد يكون ثقافة تجعلنا نعيد النظر في عادات كثيرة خاطئة ؟







الكمامة علامة على مسئولية مجتمعية



أولاً ...ما بين الكلام والصمت مساحات كبيرة فالصمت هيبة ورزانة ولغة خاصة لا يفهمها الأ الحكيم وحين ينبغي الكلام تكون مساحات الصمت قد جعلت بني الأنسان أكثر حنكة في التواصل....


تكميم اللسان قد يجعله أعذب ...كثيراً منا يسقط في فخ الثرثرة حتى يكاد أن يتكلم عن نقائصه وأسرار بيته وأصدقائه ...الكلام يا سادة لغة تواصل وليس ثرثرة مبالغ فيها ...

الصمت .......قاعدة قوية لأهم عنصر من عناصر التواصل وهو الأنصات والأنصات هو السماع بدقة وتركيز ......

جميعنا نحتاج أن نسمع أكثر من أن نتكلم ....

الكلام فخ .....يجب عدم الوقوع فيه





ثقافة الكمامة7576995688302834



السفيه هو من يسبق لسانه عقله




تجربة شخصية عايشتها في أول مقابلة عمل جدية في أحد البنوك الخاصة ..التاريخ كان شهر يناير 2005 ....

أخطئت سابقاً في مقابلة عمل في الثرثرة المبالغ فيها مما جعلني أضع نقاط ضعف لعب عليها مسئول الموارد البشرية وأستدرجني لسؤال كان ردي عليه بمثابة كارثة ....

بعد أن لم يتم قبولي راجعت ماحدث وقرأت أكثر عن التواصل ووجدت أن الكلام له وزن ....والأنسان العاقل من يستمع أكثر من أن يتكلم ...فالصمت تحضير جيد للكلام ...

فخلال الصمت العقل يأخذ الوقت الكافي لطرح أي سؤال متوقع للتفكير الدقيق والتحليل.


خلال مقابلة البنك ..كنت متحفظ في الكلام وكذلك في الصمت فكنت أعطي لنفسي وقت للأجابة على الأسئلة وكذلك لا أقاطع المتحدث بأي حال من الأحوال بل كنت أطبع أبتسامة حقيقية بعد أن ينتهي محدثي من طرح سؤاله وأجعل الصمت جسر أمن لكلمات محددة وأقصر ما يمكن للهدف....

فالمقابلة هدفها أختبار قدراتي ومنها الأستماع .....................وتحليل خبرتي ومدى مطابقتها توصيف الوظيفة ...ووجودي يعني أنني حجزت نصف تذكرة والنص الأخر هو أنا تقييم مدى جودتي في التواصل .....


لذلك فالكمامة فرصة للمتهورين أن يكفوا عن أطلاق الكلمات ....

كذلك فرصة لتعطير اللسان بكلمات تناجي الخالق...................




ثانياً:

لكمامة أوجدت فرصة لوضع حد للأتربة التي توغلت داخل الجيوب الأنفية حتى أصبح ألتهاب الجيوب الأنفية مرض عادي داخل مجتمعات لا تؤمن بأن الأتربة مضرة من الأساس.





الفوضى تبدأ من تقبل عادات بيئية خاطئة





ثالثاً :

الكمامة منعت التلوث أن يتسرب داخل الجهاز التنفسي فيحيله اللي مدخنة يوجد بها كثيراً من الكربون.

الكربون وعوادم السيارات وحرق النفايات أصبح منظرعادي وطبيعي في كثير من الدول العربية وكأن النظافة ليست من الأيمان ومن الدين ومن الحقوق الواجب توافيها في أفقر دولة .

عندما صارت النظافة رفاهية وجبأن نرتديأكثر من كمامة حتى قبل جائحة الكورونا .



رابعاً :

الكمامة منعت عادة أسوء ما يمكن وهي التقبيل المبالغ فيه وكأن أن المصافحة لا تكفي ولكن مثلاً في مصر قبلتان وفي لبنان ثلاثة قبلات ....فمن قال أن الصداقة تتأكد قوتها بتلك الطريقة السخيفة.


خامساً:


ثقافة الوقاية أفضل من المرض...الأمراض تنتشر من خلال التنفس وحماية الفرد تأتي من حماية المجموعة ومن يحبك فهو لابد أن يترك لك دوماً مساحة .....وأقصد هنا مساحة حقيقية ...فكم من الأمراض أنتقل عن طريق التنفس ....كم دورأنفلونزا تنقل بين الأصدقاء بحضن حميمي أو قبلة صداقة بين أفراد شلة واحدة.



سادساً:

تدخين الأرجيلة أو الشيشة ........عادة أنتقلت من النصبات والغرز اللي المناطق الراقية حتى صارت رائجة ......مهما يعلم الجميع أن التدخين يدمر الصحة ويصيب بأمراض كثيرة ولكن يصرون أن يتناولوا (لي) الشيشة الذي تناوب عليه الكثيرين شهيقاً وزفيراً............أستمتاع حقيقي بالشيشة والنكهات المميتة ....

الشباب البنات والأولاد لا يفوتون يوماً الأ ويقرقعوا (كام) حجر....

ثقافة بلهاء تخلصنا منها .....................بعد أن صارت كاسحة بين المجتمعات...............




سابعاً نفسياً الكمامة أعطت بعض الخصوصية في مجتمعات لا تعد الخصوصية حق....يا سادة العزلة والوحدة فترات لابد أن تكون مكفولة لكل أنسان للتفكر والقدرة على ترتيب عقله بالشكل المناسب.................


ثامناً....الكمامة جزء من أشكال العدل فالكل أصبح مطالب أن يرتدي كمامة لكي يحمي نفيسه وغيره .....مشاركة مجتمعية لابد منها...................





الكمامة قدمت نموذج مجتمعي للمشاركة بين أفراد المجتمع




الكمامة أكثر من مجرد أداة لمواجهة الجائحة بل درس للجميع أن يتوحد على أشياء واحدة تفيد المجتمع ككل ...البعد عن العشوائية ومبدأ أنا ومن بعدي الطوفان والوباء .......

لابد من تعميم لبس الكمامة حتى بعد مرور الجائحة غالعالم مضطرب بيئياً وظهر أن أقوى قوي في العالم ضعيف أمام الكوارث.....

لا حامي الأ الحامي وهو الله ....ولا شافي غيره ولا مهيمن غيره ....

أقوى الدول ركعت مستسلمة أمام الموت ....سطوة الموت أقوى من نشوة الحياة....


سطوة الموت أقوى من نشوة الحياة




فلا كبير الأ الأكبر ولا عظيم الأ الأعظم


الكمامة ثقافة وحضارة وتجربة لابد أن نخرج منها أكثر قوة.......................



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أفكار ملونة (الروائي كريم غريب)

تدوينات ذات صلة