انت قوية, كونكِ أنثى, ولأنك تستحقين الدعم دائمًا في عهدٍ يوجد بهِ من لا يقدركِ.

أنت قوية، كونك أُنثى.


أنتِ أنثى، إذا أنتِ قوية.

هذا هو الشعار الذي أحاول أن أستغله بكل حديث لي، إن كان مع صديقاتي، أو أقربائي، أو حتى المتعالجات ممن ألتقي به، وحتى هو ذات الشعار الذي أتحالى بهِ كُلما شعرت بالتعب.


معظمنا لا يفهم كوننا أقوياء؛ فنبادر بسؤال وماذا تعني قوتكِ؟ الأنثى هي أضعف مخلوق، وناقصة العقل. ونم من لا يعلموا أن الضعف الذي بنا قوة.

أو إن القوة تولد من رحم الضعف.

المرأة : لغويًا وتعريفيًا، هي أنثى، بالغة.

واليوم، لنا أن نقول، أن المرأة هي الأنثى البالغة، المُستقلة، حاملة المجتمع، والقوية

لن أدخل في الأمر كعادتي من ناحية طبية علاجية.

سأكتفي أن أقول أن المرأة : هي أنا، وأنتِ، وأمي، وأختي، وأمك، وأختك، هي كُل أنثى.

هي القوية التي تتحمل مشقة الطفولة بإنعدام المساواة بين ذكرٍ وأنثى، التي تتعلم، وتُعلِم، وتنجب، هي التي تبني مجتمعًا كاملاً من رحمها، وعلى أكتفاها

اليوم، يوم المرأة العالمي، ولكننا نحنُ النساء لسنا بحاجة إلى يوم تكريم في غالب الظن.

فلكُل إمرأة منا، سماتٍ خاصة بها، ويومًا خاصٍ لها.

وإن كنا بحاجة إلى شيء، فهو أن تعتق النساء من أغلال العقول، ولنكن جميعنا مُستقلات.

لا نطلب استقلال مُظلم، أو جاهل، ألا أن لكُل واحدة منا تعبير وتفسير لنوعية الاستقلال التي تطمح بهِ.

نحنُ، نشكركم على تكريمكم لنا في الثامن من مارس في كل عام، ولكننا أيضًا نطمح منكُم أن تكرمونا، تدعونا، تحترمونا، ترغبونا، في كُل يوم من كُل عام.

اليوم، بمدونتي هذهِ سأحاول أن أثبت أمرر رسالة واحدة لدائمًا أطنح بإيصالها في الأونة الأخيرة.

لا تخجلي يومًا عزيزتي الأنثى من كونكِ أنثى.

لا تخجلي من مظهرك الأنثوي، ومن حيضك، ومخاضك، وولادتكِ.

فإن الله خلقنا في أحسن تكوين، وذكرنا في قرآنهِ، وأوصى رسوله علينا.

نحنُ وإن كُنا ناقصات، فما بنقصنا سوى الإحترام والتقدير.

وإن ذُكِرَ يومًا عن نقص عقولنا فما هذا سوى لعاطفتنا وحنانُنا.

وقلة الدين التي يتكلمون عنها ما هي سوى تحمُلِك المستمر فب كُل شهر منذُ صغرك حتى سن الزهور والتقلب من حيضك، ومخاضك، ولكن لتعلمي عزيزتي الأنثى كم تقديرًا لكِ بهذهِ الصعاب التي تمري بها.

يكفيكِ شرفًا إنك تحتملين كل هذهِ الآلام دون الشكوى أحيانًا.

وإياك أن تتوقفي لمجرد أن قيلَ لكِ إنك قوية لما تمري بهِ فيزلوجياً، على العكس إثبتي وجودكِ هُنا.

إصدحي، وأصرخي بكل قواكِ إنك على إستطاعة فعل أي شيء يتطلب منكِ الثبوت رغم كل ما نمر بهِ جسديًا.

وإن كوننا إناث هذا كافي، لأن نثبت أنفسنا.

لأن نتصالح مع واقعنا.

بل لأن نُخصص واقع لنا نحنُ الإناث.

فأنتِ قوية، كونكِ أنثى.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات كَروان أُسامة دَرويش

تدوينات ذات صلة